ألسنة اللهب تستعر في مواقع إيرانية حساسة

إيران تعلن حريقا شب في محطة للطاقة جنوب غرب البلاد، هو الأحدث في سلسلة من الحرائق والانفجارات التي أصاب بعضها منشآت هامة.
إيران تغرق في وابل من الأزمات المتناثرة

دبي - ذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية أن حريقا شب السبت في محطة للطاقة في جنوب غرب البلاد، وهو الأحدث في سلسلة من الحرائق والانفجارات التي أصاب بعضها مواقع حساسة.

وقال مصطفى رجبي مشهدي المتحدث باسم شركة تافانير للطاقة التي تديرها الدولة لوكالة تسنيم للأنباء، إن رجال الإطفاء أخمدوا الحريق الذي عطل محولا في محطة الطاقة الموجودة بمدينة الأهواز. وأضاف أن التيار الكهربائي عاد بعد انقطاع جزئي.

ووقعت عدة حوادث أخرى في مرافق بأنحاء البلاد في الآونة الأخيرة.

وذكر موقع شانا الإخباري التابع لوزارة النفط الإيرانية أن تسربا لغاز الكلور حدث في وحدة بمصنع كارون للبتروكيماويات بالقرب من ميناء الإمام الخميني على الخليج.

وقال مدير المصنع لشانا "بعض الموظفين الذين كانوا بالقرب من الوحدة تعرضوا لإصابات طفيفة (بسبب استنشاق الكلور)"، مضيفا أن التسرب توقف.

ويوم الخميس، اندلع حريق في منشأة نطنز النووية الواقعة في الصحراء في إقليم أصفهان بوسط البلاد، دون حدوث أضرار بليغة، وفق المسؤولين في إيران الذين أعلنوا أن بلادهم ربما تكون قد تعرضت لهجمات الكترونية على مواقعها النووية.

وأكد رئيس الدفاع المدني الإيراني إن إيران سترد على أي دولة تنفذ هجمات الكترونية على مواقعها النووية، مشيرا أنه تم تحديد سبب الحريق دون الإفصاح عنه لأسباب أمنية على حد قوله.

وأشار مسؤول سابق إلى أن حادث نطنز يمكن أن يكون محاولة لتخريب العمل في المحطة التي تشارك في أنشطة تنتهك الاتفاق النووي مع القوى الكبرى.

ويوم الثلاثاء لقي 19 شخصا حتفهم في انفجار في منشأة طبية في شمال طهران وقال مسؤول إن تسريبا للغاز تسبب في الانفجار.

وفي 26 يونيو/حزيران، وقع انفجار شرقي طهران بالقرب من قاعدة بارشين العسكرية حيث يجري تطوير أسلحة. وقالت السلطات إن سببه تسرب في منشأة لتخزين الغاز في منطقة خارج القاعدة.

وتشهد إيران منذ صيف العام الماضي موسم الأزمات المتتالية، حيث شهدت في نوفمبر/تشرين الثاني احتجاجات دامية على قرار رفع أسعار المحروقات، أعقبها حادثة مقتل قائد فيلق القدس بالحرس الثوري قاسم سليماني في يناير/كانون الاثاني الذي مثل ضربة قاسية لطهران في المنطقة، تلتها سقوط الطائرة الأوكرانية في نفس الشهر وراح ضحيتها أكثر من 170 شخصا، قبل أن يجتاح فيروس كورونا في فبراير/شباط الجمهورية الإسلامية، متسببا حتى الآن في وفاة أكثر من 11 ألف شخص وإصابة نحو ربع مليون آخرين بالوباء أمام عجز السلطات الإيرانية عن الحد من انتشاره إلى الآن.

وما إن خرجت إيران من أزمة إلا واصطدمت بأخرى تفاقم تدهور الأوضاع بالجمهورية الإسلامية على مستويات عدة.

وتكابد طهران للسيطرة على وباء كورونا وتدارك انهيار الاقتصاد الذي يئن تحت وطأة العقوبات الأميركية المفروضة على طهران منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي عام 2018.

وتعزو الحكومة الإيرانية أزماتها المتتالية إلى نظرية المؤامرة الخارجية، لكن مطلعين على الشأن الإيراني يرون أن إيران تغرق في وابل من الأزمات بسبب سياسة النظام الإيراني الفاشلة في إدارة البلاد وانتهاجه سياسة خارجية معادية إقليميا ودوليا، ما عمق عزلتها وأربك قطاعتها الاقتصادية الحيوية.

وبحسب المتابعين يشهد الشارع الإيراني غليان شعبيا، في وقت ضاق فيه الإيرانيون ضرعا من تدهور الأوضاع في بلادهم ومن سياسة النظام الفاشلة.