ألمانيا تتمسك باتفاق اللاجئين ردا على الابتزاز التركي

ماس يؤكد ان بلاده ملتزمة بالاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا حول اللاجئين، وستنفذ التعهدات النابعة منه.

انقرة - واجهت الحكومة الألمانية تصريحات المسؤولين الأتراك المشككين في الاتفاق المتعلق باللاجئين وذلك بالتشبث بكل بنوده.

وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية اليوناني نيكوس دندياس، الاثنين، في العاصمة برلين.إن بلاده ملتزمة بالاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا حول اللاجئين، وستنفذ التعهدات النابعة منه.
وأوضح ماس أن مسألة الهجرة تعد واحدة من القضايا الأكثر إلحاحا التي يتوجب حلها، معربًا عن قلقه إزاء وصول العديد من الأشخاص إلى اليونان خصوصًا عبر البحر من تركيا.
وأضاف: "نحن ملتزمون بالاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، وسننفذ تعهداتنا".
ولفت إلى أن التدابير التي اتخذتها الحكومة اليونانية لتحسين الوضع في الجزر التي يصلها اللاجئون تعتبر هامة من أجل حل مشكلة اللاجئين.

كما ذكر ماس أنه ونظيره اليوناني بحثا أنشطة التنقيب شرقي المتوسط، مبينًا أن مجلس الاتحاد الأوروبي أظهر موقفًا واضحًا إلى جانب الشطر الرومي من جزيرة قبرص.
من جانبه، ثمّن وزير الخارجية اليوناني الإسهامات الألمانية في مسألة اللاجئين، لافتًا إلى وجود توقعات بارتفاع موجات اللجوء والهجرة مرة أخرى إلى أبعاد مقلقة.
وأكد ضرورة تضامن البلدان المتأثرة من ذلك، مشددًا على أهمية تطبيق بنود الاتفاق الموقع بين الاتحاد الأوروبي وتركيا في مارس/ آذار عام 2016.

وتأتي تصريحات المسؤولين لتؤكد صلابة الموقف الأوروبي في مواجهة اية محاولة تركية للتنصل من التزاماتها.

اللاجئون السوريون
اوروبا قدمت مساعدات لللاجئين السوريين لكن تركيا تتنصل

وكان مسؤولون أتراك هددوا بفتح الحدود امام اللاجئين السوريين في حال لم يحصلوا على المعونات الكافية لمواجهة مشكلة اللاجئين التي تفاقمت مع تقدم قوات النظام السوري المدعوم من الحليف الروسي قرب الحدود التركية وما سيسفر عنه ذلك التطور الميداني من تدفق مئات الاف اللاجئين السوريين على تركيا.

واكد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في تصريح يحمل نبرة تهديد قبل اسبوعين انه قد يفتح الحدود أمام مئات الآلاف من اللاجئين السوريين ليتحركوا صوب دول الاتحاد الأوروبي في حال لم يحصل على مساعدات مالية كافية ودعم لإقامة منطقة آمنة في شمال سوريا.

ووجه اردوغان تهديدا واضحا للطرف الاوروبي قائلا "إما أن تشتركوا في تحمل العبء أو أننا سنفتح البوابات".

إما أن تشتركوا في تحمل العبء أو أننا سنفتح البوابات

وتوصلت تركيا والاتحاد الأوروبي في 18 آذار/ مارس 2016 اثناء اجتماع في العاصمة البلجيكية بروكسل إلى اتفاق يهدف لمكافحة الهجرة غير الشرعية وتهريب البشر، حيث تقوم تركيا بموجب الاتفاق الذي بدأ تطبيقه في 4 نيسان/آبريل من نفس العام، بإستقبال المهاجرين الواصلين إلى جزر يونانية ممن تأكد انطلاقهم من تركيا.
وستتُخذ الإجراءات اللازمة من أجل إعادة المهاجرين غير السوريين إلى بلدانهم، بينما سيجري إيواء السوريين المعادين في مخيمات ضمن تركيا، وإرسال لاجئ سوري مسجل لديها إلى بلدان الاتحاد الأوروبي مقابل كل سوري معاد إليها (تركيا).

وكان الاتحاد الاوروبي سعى الى مواجهة مشكلة الهجرة وذلك بمنح تركيا 6 مليارات اورو أي ما يقارب 6.6 مليارات دولار سنة 2016 في اطار مساعدات وذلك للتصدي لمحاولات الهجرة والعمل على ضبط الحدود لكن اردوغان أشار انه تحصل على 3 مليارات اورو وانه انفق منها 40 مليون دولار على اللاجئين السوريين.

ورغم المساعي الاوروبية وخاصة الالمانية لمواجهة الظاهرة لكن يبدو ان الرئيس التركي يحاول ابتزاز اوروبا ماليا وهو امر لم يعد يقبله الاوروبيون خاصة الالمان اكثر المتضررين من مسلة الهجرة.

وربما تفكر اوروبا في حلول اخرى لمواجهة مشكلة اللجوء وعدم الاعتماد على تركيا التي اتخذت من المسالة وسيلة للحصول على منافع مادية ومساعدات يبدو ان اغلبها لا يصرف في مجال رعاية اللاجئين كما تم الاتفاق عليه.