ألمانيا تحبط اعتداء إرهابيا بقنبلة بيولوجية

السلطات الألمانية لاتزال تحقق في ما إذا كان للمهاجر التونسي المعتقل والمشتبه في تخطيطه لهجوم بمادة الريسين، شركاء، فيما تعتقد بوجود صلات بتنظيم الدولة الاسلامية.

التخطيط لهجوم بقنبلة بيولوجية أمر غير مسبوق في ألمانيا
ألمانيا كانت تتحسب منذ فترة طويلة لاعتداء إرهابي
أجهزة استخبارات دولية ساعدت برلين مبكرا على تجنب الاعتداء
ألمانيا تعرضت في 2016 لهجوم دموي نفذه مهاجر تونسي

برلين - أعلنت السلطات الألمانية الأربعاء أنها أحبطت اعتداء يشتبه بأنه ارهابي بـ"قنبلة بيولوجية" وذلك اثر توقيف مهاجر تونسي، ما قد يشكل أمرا غير مسبوق في ألمانيا البلد الذي يبقى مهددا باعتداءات جهادية.

وقال قائد شرطة مكافحة الجريمة الألمانية هولغر مونخ لإذاعة ار بي بي المحلية "كانت هناك استعدادات ملموسة لارتكاب مثل هذا الفعل بقنبلة بيولوجية من نوع ما، وهذا في ألمانيا أمر غير مسبوق".

ولدى المحققين معطيات تؤشر إلى صلات بتنظيم الدولة الإسلامية بحسب المسؤول ذاته الذي لم يقدم المزيد من التفاصيل بهذا الشأن.

وبحسب نيابة مكافحة الإرهاب فإن المشتبه به الذي قدم على أنه سيف الله.ح كان حاول مرتين بلا جدوى التوجه إلى سوريا عبر تركيا خلال 2017 "على الأرجح للانضمام لتنظيم الدولة الإسلامية" كما أنه كان "على اتصال مع أشخاص من التيار الإسلامي المتطرف".

وبحسب قائد شرطة مكافحة الإرهاب الألمانية فإن الاستعدادات للهجوم كانت جارية عندما أوقفته الشرطة الثلاثاء الماضي.

وقال قائد الشرطة إن "عمليات التفتيش أظهرت أن المشتبه به أنتج الريسين بالفعل" وهو سم من أصل نباتي يعتبر الأشد فتكا، فيما أعلنت النيابة أنها عثرت على 84.3 ملغرام من الريسين و3150 من بذور الريسين تتيح تصنيع السم.

ومادة الريسين أقوى بستة ألاف مرة من السيانيد وهي مادة قاتلة في حالات الابتلاع أو الاستنشاق أو الحقن.

كما صادرت الشرطة 250 كرة من الفولاذ وزجاجتين من مزيل الأسيتون وكابلات متصلة بمصابيح إضاءة و950 غراما من مسحوق رمادي وخليط من مسحوق الألومنيوم ومواد ألعاب نارية.

وكانت الشرطة أعلنت قبل أسبوع توقيف القوات الخاصة لتونسي عمره 29 عاما في كولونيا اثر اكتشاف مادة الريسين في شقته.

وبعد أن تحدثوا عن شبهة بات المحققون مقتنعين بأنه كان يريد تصنيع قنبلة بيولوجية باستخدام الريسين.

ولازال من غير المعروف الهدف من هذا الاعتداء الذي لم يتم، كما لم يُعرف المتواطئون المحتملون مع المشتبه به.

من جهته أوضح رئيس أجهزة الاستخبارات الداخلية هانس جيورج ماسين انه أمكن إجراء هذا التوقيف "بفضل تعاون أجهزة استخبارات أخرى وطنية ودولية".

وبحسب وسائل إعلام ألمانية فإن وكالة المخابرات المركزية الأميركية نبهت ألمانيا بعد أن رصدت عمليات شراء عبر الانترنت لمواد يمكن أن تستخدم في تصنيع قنبلة قام بها المشتبه به.

وكانت السلطات الفرنسية أكدت الشهر الماضي أنها أحبطت اعتداء بالمتفجرات أو باستخدام الريسين في باريس. وتم توقيف مصري عمره 20 عاما وحبسه.

والمشتبه به متزوج من ألمانية وقد تم استجوابها لفترة قصيرة وأخلي سبيلها الثلاثاء الماضي، وقد صل إلى ألمانيا مستفيدا من عملية تقارب أسري، بحسب الوكالة الألمانية.

التيار السلفي متواجد بقوة في ألمانيا
قوانين ألمانية أفسحت المجال لانتشار التشدد الديني

وكان قد تم رصد المشتبه به قبل "بضعة أشهر" من قبل السلطات وكان موضع مراقبة.

وتلزم ألمانيا اليقظة بسبب اعتداءات جهادية شهدتها أو أحبطتها في السنوات الأخيرة. وصنفت الشرطة نحو 770 شخصا باعتبارهم أشخاصا خطرين.

وجعل ضعف تنظيم الدولة الإسلامية الذي مني بهزائم فادحة ميدانيا وطرد من كافة الأراضي التي كان احتلها تقريبا في سوريا والعراق، أكثر ترجيحا أن ينفذ عناصره اعتداءات شبيهة باعتداءات باريس (2015) وبروكسل (2016)، بحسب السلطات.

وقال قائد شرطة مكافحة الإرهاب الألمانية "نحن لا نعتبر أن مثل تلك الاعتداءات أمرا غير مرجح بل أقل احتمالا لأن تنظيم الدولة الإسلامية أضعف كثيرا".

وأضاف "لدينا عدد كبير من الأشخاص المتطرفين. وتجب مراقبتهم".

وقامت الشرطة الألمانية الأربعاء بتوسيع عمليات تفتيشها لمواقع في محيط سكن التونسي المعتقل في كولونيا إثر كشف مادة سامة لصناعة قنبلة بيولوجية.

وكانت ألمانيا شهدت أخطر اعتداء إرهابي في ديسمبر/كانون الأول 2016 عندما نفذ تونسي عمره 23 عاما اعتداء بشاحنة في سوق لهدايا الميلاد ما أوقع 12 قتيلا وتبناه تنظيم الدولة الإسلامية.

وبذلك يكون سيف الله.ح المشتبه في تخطيطه لاعتداءات بيولوجية في ألمانيا هو ثاني مهاجر تونسي متطرف يقدم على تدبير هجوم ارهابي بعد أنيس العامري الذي نفذ بالفعل هجوم عيد الميلاد في 2016 قبل أن تقتله الشرطة الايطالية بعد فراره من ألمانيا إلى ايطاليا.