ألمانيا تحبط مخططا انقلابيا من تدبير جماعات متطرفة

السلطات الألمانية تعتقل 25 شخصا هم من أعضاء ومناصري جماعات يمينية متطرفة معروفة، فيما نفت موسكو أي صلة لها بالمجموعة بعد إشارات غير مؤكدة من برلين حول وجود عنصر تواصل روسي.

برلين/موسكو - فككت الأجهزة الأمنية الألمانية ما قالت إنها خلية من 25 شخصا من أعضاء ومناصري جماعة يمينية متطرفة كانت تخطط لقلب نظام الحكم باستخدام العنف وتحضير بعض من أفرادها لهجوم مسلح على البرلمان، وفق ما أعلن الأربعاء ممثلو الإدعاء.

ونجحت ألمانيا في السنوات الأخيرة في إحباط مخططات إرهابية لجماعات يمينية متطرفة وأخرى إسلامية لكنها المرة الأولى التي تعلن فيها إحباط مخطط لقلب نظام الحكم بالقوة.

وقال المدعون إن المجموعة استلهمت أفكارها من نظريتي مؤامرة الدولة العميقة 'كيو أنون' وحركة 'رايخ برجر' أو 'مواطنو الرايخ'، اللتين لا تعترفان بشرعية ألمانيا الحديثة. وتصر المجموعة على أن الرايخ الألماني "الإمبراطورية الألمانية" لا تزال قائمة على الرغم من هزيمة النازيين في الحرب العالمية الثانية.

وقال مكتب الادعاء العام إن المؤامرة كانت تهدف لتنصيب عضو سابق في عائلة ملكية ألمانية يُعرف باسم هاينريخ الثالت عشر بي.آر، زعيما للدولة المستقبلية ومشتبها به آخر يُدعى روديجر في.بي قائدا للذراع العسكرية للدولة.

وأضاف أن هاينريخ الذي يستخدم لقب الأمير وينتمي إلى الأسرة الملكية في رويس التي حكمت أجزاء من ألمانيا الشرقية في الماضي، تواصل مع ممثلين روس، تعتبرهم المجموعة جهة الاتصال المركزية لتأسيس نظامها الجديد.

وذكر تقرير نشره موقع 'دوتشيه فيله' الاخباري الألماني الأربعاء نقلا عن الادعاء العام أن "المتهمين أسسوا ذراعا عسكرية بهدف القضاء على دولة القانون الديمقراطية على مستوى البلديات والمقاطعات".

وبحسب المصدر ذاته استنادا لبيانات رسمية، "فإن التنظيم على دراية بأنه سيسقط خلال ذلك قتلى، لكنهم قبلوا هذا السيناريو كخطوة انتقالية ضرورية للوصول إلى مساعيهم  لتغيير النظام على كل المستويات".

وكشف الادعاء العام كذلك أن بعض أعضاء الذراع العسكرية المشتبه بهم خدموا في الجيش الألماني.

وتشير تقارير سابقة إلى أن السلطات الألمانية اعتقلت في أكثر منتسبين لقواتها المسلحة يبدون ميلا للتطرف وللنازيين الجدد.

وأظهرت بيانات رسمية أن الهيئة المركزية للتنظيم يُطلق عليها 'المجلس' وهي مشابهة في تركيبتها لمجلس الوزراء في الحكومة الاتحادية بمعنى أنها تتضمن وزارات مثل العدل والخارجية والصحة. 

وكشف المدعي العام أن "أعضاء المجلس يجتمعون بانتظام منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2021 من أجل التخطيط للاستيلاء على السلطة".

وأشار مكتب الادعاء إلى أنه لا يوجد دليل على أن الممثلين الروس ردوا بشكل إيجابي على طلب هاينريخ للتواصل معهم.

لكن وكالة الإعلام الروسية 'ريا' نقلت عن سفارة موسكو في برلين نفيها نفيا قاطعا أي صلة لها أو لبعثاتها الدبلوماسية بجماعات اليمين المتطرف.

وقالت في بيان نقلته وكالات أنباء روسية "تلفت السفارة الروسية في ألمانيا إلى حقيقة أن المكاتب الدبلوماسية والقنصلية الروسية في ألمانيا لا تقيم اتصالات مع ممثلي جماعات إرهابية أو كيانات غير شرعية أخرى".

وأوقفت النيابة الألمانية مواطنا روسيا اشتبهت في أنه عمل على تسهيل محاولات للاتصال بين شخص كان سيصبح زعيم مجموعة ومسؤولين روس، لكنها أشارت إلى عدم وجود "أي مؤشر" على نجاح المحاولات.

ووصفت موسكو الأربعاء عمليات التوقيف بأنها "قضية ألمانية داخلية". وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين "قالوا بأنفسهم إنه لا يمكن أن يكون هناك أي نقاش عن تدخل روسي من أي نوع".