ألمانيا تحث على المرونة للتوصل لاتفاق في المحادثات النووية

القوى العالمية تجهد في ضمان نجاح المحادثات النووية في فيينا للتوصل لتفاهمات تؤدي لإحياء اتفاق 2015، فيما تضعف عدة عراقيل آمال التوصل لاتفاق في المستقبل القريب.

برلين - حث وزير الخارجية الألماني هايكو ماس جميع الأطراف على إبداء المرونة في المحادثات حول الاتفاق النووي الإيراني المقرر استئنافها في وقت لاحق بعد ظهر اليوم السبت، فيما تعثرت جولات المحادثات السابقة في التوصل لتفاهمات بشأن إحياء الاتفاق الموقع سنة 2015.

وقال ماس لرويترز "الأمر يتعلق بالمرونة والبرغماتية من جميع الأطراف المشاركة"، مضيفا "التسويف ليس في مصلحة أحد".

تهدف المحادثات بين إيران والقوى العالمية إلى إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 والذي انسحب منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بعد ثلاث سنوات من إبرامه وأعاد بعده فرض عقوبات أوقفت صادرات النفط الإيرانية.

وردت إيران بانتهاك القيود المفروضة على برنامجها النووي بموجب الاتفاق، وهي تسعى الآن إلى إنهاء العقوبات الأميركية.

تدور الجولة الأحدث من المحادثات غير المباشرة في العاصمة النمساوية فيينا حول كيفية امتثال الجانبين مجددا للاتفاق المعروف رسميا باسم خطة العمل الشاملة المشتركة.

وقالت الولايات المتحدة الخميس إنها رفعت العقوبات المفروضة على ثلاثة مسؤولين إيرانيين سابقين وشركتين كانتا تتاجران في السابق في البتروكيماويات الإيرانية، وهي خطوة وصفها مسؤول أميركي بأنها روتينية لكنها ربما تظهر استعداد واشنطن لتخفيف العقوبات عندما يكون هناك ما يبرر ذلك.

وتراقب سوق النفط العالمية المحادثات عن كثب إذ ستؤثر كميات النفط الإضافية على الأسعار.

لكن وزير الخارجية الأميركي أنتوني قال الثلاثاء إنه يتوقع أن تظل "مئات" العقوبات الأميركية سارية على طهران حتى إذا عاود البلدان الامتثال للاتفاق النووي.

وأغلقت أسعار النفط الثلاثاء عند أعلى مستوياتها في أكثر من عامين بعد تصريحات بلينكن بشأن استمرار سريان العقوبات على إيران. وقد يعني ذلك أن إمدادات إيرانية إضافية من الخام لن تعود إلى السوق قريبا.

ويقول دبلوماسيون ومسؤولون إيرانيون ومحللون إن مجموعة من العوائق ما زالت تعترض سبيل إحياء الاتفاق النووي، قبل محادثات من المقرر استئنافها، فيما يشير إلى أن العودة إلى الالتزام الكامل بالاتفاق ما زالت بعيدة المنال.

ومن المرجح أن تمتد المفاوضات إلى جولات أخرى وسط مؤشرات دالّة على صعوبة التوصل لاتفاق قريب في ظل استمرار تعنت إيران في عدم وقف انتهاكاتها والعودة لالتزاماتها النووية، فيما تطالب واشنطن بضمانات وبخطوات إيجابية من إيران لرفع عليها.

وفي أبريل/نيسان الماضي، انطلقت محادثات فيينا لإعادة إحياء الاتفاق النووي بين إيران والدول الكبرى، بعد انسحاب إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب منه عام 2018 وإعاجة فرض عقوبات اقتصادية قاسية على إيران.

وكان بلينكن قد قال قبل أيام إن الولايات المتحدة لم تر بعد أي مؤشر على أن إيران ستفعل ما ينبغي لها فعله من أجل التقيد بالالتزامات النووية في سبيل رفع العقوبات المفروضة عليها.

وتتمسك كل من طهران وواشنطن بشروطهما الخاصة للعودة لالتزاماتهما، فإيران تشترط رفع العقوبات الأميركية لوقف انتهاكاتها النووية، بينما تتمسك إدارة بايدن بعودة الجمهورية الإسلامية لالتزاماتها لرفع الضغوط.

وحذرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية هذا الأسبوع من أن نسبة تخصيب اليورانيوم في إيران بلغت مستوى مرتفع جدا بينما أصبحت الجمهورية الإسلامية على "بعد خطوات" لصنع أسلحة نووية تهجج استقرار العالم.