ألمانيا تضيق الخناق على أنشطة حزب الله
برلين - اعتقلت ألمانيا شخصين يشتبه في أنهما عضوان في حزب الله اللبناني بتهمة الترويج وممارسة أنشطة لصالح التنظيم الموالي لإيران والمحظور بجناحيه السياسي والعسكري في دول الاتحاد الأوروبي، وفق ما أعلن القضاء الألماني الأربعاء.
وكشف الادعاء العام في ولاية سكسونيا الألمانية أن ضباطا من المكتب الاتحادي لمكافحة الجريمة ألقوا القبض على لبناني وآخر يحمل الجنسية اللبنانية والألمانية في دائرتي كوكسهافن وأوريش، ينتميان إلى الجماعة الشيعية.
وتمت عملية القبض على العنصر اللبناني الذي يحمل الجنسية الألمانية بعد أن توفرت معلومات لدى السلطات الألمانية تفيد بأنه قيادي في حزب الله بالخارج منذ العام 2004 بالإضافة إلى انتمائه إلى كتيبة الرضوان الذراع العسكرية للحزب.
كما تولى رئاسة جمعية "جماعة المصطفى" في بريمن عام 2012 في بريمن والتي تم حظرها في 2022، ومن بين المهام التي كان يقوم بها تنظيم ظهور الدعاة، بينما يحقق القضاء الألماني فيما إذا قام بالتحول إلى سوريا لزيارة مقاتلين ينتمون إلى كتيبة الرضوان موفى عام 2015 بهدف حثّهم على الصمود في القتال.
أما بالنسبة إلى العنصر الثاني الذي اعتقلته السلطات الألمانية وهو يحمل الجنسية اللبنانية، فهو أحد أعضاء قسم العلاقات الخارجية في حزب الله وتتمثل مهامه في تسيير جمعيات لبنانية بشمال ألمانيا وتنظيم لقاءاتها، بالإضافة إلى نشاطه الدعوي عبر "جماعة المصطفى" العام الماضي.
وقامت ألمانيا بحظر كل أنشطة حزب الله في العام 2020 وصنفته "منظمة إرهابية" واعتقلت عددا من عناصره، فيما كان المنع يقتصر على نشاطات الجناح العسكري للحزب، كما حظرت ثلاث جمعيات يُشتبه في أنها جمعت تبرعات لمؤسسة تابعة له.
وكشفت تحقيقات أجرتها السلطات الألمانية في صائفة 2020 عن تخزين حزب الله لنترانت الأمونيوم في مستودعات بألمانيا.
وذكرت الهئية الاتحادية لحماية الدستور (الاستخبارات الداخلية الألمانية) أنه في "إطار تحقيقات بشأن حزب الله تم الكشف عن تخزين لما يسمى بـ"الحزم الباردة"، التي تحتوي من بين أمور أخرى على نترات الأمونيوم".
وأضافت أن "الشحنة المخزنة تم إخراجها من ألمانيا في العام 2016"، موضحة أنه "لا يوجد أي معلومات أو أدلة على أن هذا التخزين له علاقة بتخزينات نترات الأمونيوم" التي أدت إلى انفجار مرفأ بيروت الذي أودى بحياة نحو 200 شخصا وخلّف آلاف الجرحى.
وسبق لسلطات الأمن الألمانية أن صنفت أكثر من ألف شخص كأصحاب ميول متطرفة محسوبين على حزب الله في ألمانيا.
لكن الحكومة الألمانية تعتبر أن الحظر المفروض على أنشطة الحزب في ألمانيا لم يؤد إلى منعها بصفة نهائية، مشيرة إلى أن أنصاره يواصلون التماسك التنظيمي والأيديولوجي، فيما شككت أحزاب ألمانية في نجاعة الإجراءات المتخذة ضد الجماعة الشيعية.
واعتبرت أن التعاطف مع حزب الله تراجع إلى حد ما منذ قرار حظر أنشطته، إلا أن السلطات الأمنية لم تلاحظ أي هجرة لمتعاطفين معه من ألمانيا أو انسحاب ناشطين من بعض الجمعيات.
ويشتد الخناق على حزب الله في الخارج بعد تصنيفه منظمة إرهابية في العديد من الدول ومنع كافة أنشطته وملاحقة مموّليه.
وكانت الولايات المتحدة التي تدرج حزب الله على قائمتها للمنظمات الإرهابية قد فرضت عقوبات على شخصيات تابعة له، كما قامت دول في أميركا اللاتينية على غرار هندوراس وغواتيمالا بتصنيفه منظمة إرهابية، فيما ضيّقت السلطات البرازيلية والأرجنتينية الخناق على أنشطته وسعت إلى تجفيف منابع تمويله.
وبدورها قررت الحكومة الريطانية عام 2020 حضر حزب الله بجناحيه السياسي والعسكري وصنفته ضمن التنظيمات الإرهابية.
ويضم حزب الله أكثر من 20 ألف مقاتل ويمتلك ترسانة أسلحة متطورة وصواريخ تزوده بها إيران ويبرر الموالون له ذلك بدعوى مواجهة إسرائيل، لكن أغلب اللبنانيين يعتبرونه سلاحا غير شرعي ويطالبون بحصر قرار الحرب والسلم بيد الدولة فقط.