أمجد أبوالعلا يواصل حصد الجوائز بـ'ستموت في العشرين'

الفيلم السوداني يفوز بالجائزة الكبرى لمهرجان نواكشوط السينمائي الدولي في نسخته الأولى.

نواكشوط - أعلن مهرجان نواكشوط السينمائي الدولي عن جوائز دورته الأولى التي انطلقت في الخامس عشر من شهر أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وكانت الجائزة الكبرى للمهرجان من نصيب الفيلم السوداني "ستموت في العشرين" للمخرج أمجد أبوالعلا.

وقال أمجد أبوالعلا إنه رشح المطربة الموريتانية معلومة بنت الميداح أن تتسلم بالنيابة عنه الجائزة، معربا عن سعادته بقبولها طلبه رغم عدم معرفتها السابقة له.

ويحكي الفيلم الذي تم إنتاجه عام 2019 قصة "مزمل" وهو شاب ولد في قرية سودانية تنتشر فيها الأفكار الصوفية، وتصله نبوءة أنه سيموت عندما يبلغ 20 عام. يقضي "مزمل" أيامه في قلق وترقب وخلال ذلك يلتقي مع مصور سينمائي متقدم في العمر، ثم تتابع أحداث الفيلم.

و"ستموت في العشرين" هو الفيلم الروائي الطويل الأول منذ 20 عام في السودان، عرض للجمهور العالمي في الدورة الـ76 لمهرجان البندقية السينمائي الدولي، وحاز جائزة المهرجان "أسد المستقبل" لأفضل عمل أول، كما عرض في الدورة الثالثة لمهرجان الجونة السينمائي وحصل على جائزة نجمة الجونة الذهبية لمسابقة الأفلام الروائية الطويلة، وحصل على جائزة التانيت الذهبي في مهرجان أيام قرطاج السينمائية نوفمبر/تشرين الثاني 2019.

والعمل السينمائي مأخوذ عن مجموعة قصصية للكاتب السوداني حمور زيادة "النوم عند قدمي الجبل"، وشارك في الكتابة فيه بالإضافة للمخرج الكاتب الإماراتي يوسف إبراهيم.

وجرى تصوير الفيلم في منطقة الجزيرة جنوب العاصمة السودانية الخرطوم، وهو من بطولة مصطفى شحاتة، إسلام مبارك، بثينة خالد، طلال عفيفي، بونا خالد ، مازن أحمد، ومحمود ميسرة السراج.

وعادت جائزة لجنة التحكيم الكبرى للفيلم المغربي "العبد" للمخرج عبدالإله الجواهري.

وقالت لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة التي ترأسها المخرج الموريتاني عبدالرحمن سيساكو والتي ضمت في عضويتها المخرج السنغالي موسى توريه والممثلين السوري فراس إبراهيم والتونسي مهذب الرمايلي، إن الجائزة أسندت لشريط "العبد" عن استحقاق، لـ"جمعه في الطرح بين الطرافة والعمق بأسلوب فلسفي سلس، وفق بناء درامي محكم وجمالية إخراجية متكاملة مع أداء تمثيلي متمكن".

وأعرب المخرج المغربي عبدالإله الجواهري عن اعتزازه الكبير لمساهمته في النسخة الأولى لهذه التظاهرة السينمائية بنواكشوط،، مذكرا بأن لجنة تحكيم المسابقة تكونت من أسماء فنية متميزة.

ويتطرق الفيلم على وجه الخصوص، بحسب تصريح للمخرج عبدالإله الجواهري لوكالة المغرب العربي للأنباء، لموضوع فلسفي يندرج في إطار النقاشات العميقة حول الإنسان المعاصر وخاصة مشكلة الحرية والعبودية، كما يطرح أسئلة حول "هل الإنسان المعاصر حر ويمارس حريته كما يشاء أم أن حريته مقيدة أو مشروطة بعوامل أخرى".

وشدد الجواهري على أن "هذا الفيلم الطويل يتناول أيضا قضية العبودية التي اتخذت أشكالا حديثة في عصرنا الحالي وذلك من خلال شخصية إبراهيم التي جسدها الممثل سعد موفق"، مشيرا إلى أن أحداث الفيلم تدور حول إبراهيم الذي يسافر إلى قرية "من أجل شراء شخص وتوظيفه كعبد".

ويتناول فيلم "العبد" العلاقات في العمل، والمكانة المهيمنة التي يحتلها في الوجود الفردي والجماعي للأشخاص والمجتمعات، وكذلك وفي حبكة سينمائية شيقة، للتسلسل الهرمي، الصراع الطبقي، اللإنسانية والاستعباد في العمل.

ويشارك في الفيلم مجموعة من الفنانين بينهم إسماعيل أبوالقناطر، نعيمة إلياس، عمر لطفي، سحر الصديقي، ماجدة زبيطة، حميد زيان، سعد موفق وهاجر شرقي.

ومنح المهرجان بالإضافة إلى الجوائز الكبرى، جوائز تتعلق بالأفلام الروائية القصيرة التي فاز بجائزتها الأولى فيلم "رماد" للمخرج العماني سليمان الخليلي.

وخصت لجنة تحكيم هذه المسابقة الفيلم الموريتاني "ضجيج" للمخرج عزيز ألمان، بتنويه خاص.

وترأس لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية القصيرة المخرج الموريتاني عبدالرحمن لاهي، وضمت في عضويتها المنتج والسيناريست المغربي أعل السالم يارا، والمنتجة والكاتبة السعودية مريم الغامدي.

وفي إطار تشجيع الشباب منح المهرجان جوائز أخرى خاصة بأفلام "الورشات" و"صناع المحتوى" و سينا موبايل".

وشهدت النسخة الأولى من المهرجان الذي يعد الأول من نوعه في البلد العربي الواقع بشمال غرب أفريقيا، مشاركة 13 دولة وحضور 21 ضيفا، وعرض 28 فليماً وطنيا وأجنبيا.

وعرض المهرجان الذي حملت دورته اسم الممثل الموريتاني الراحل امرابط ولد الزين، على مدى خمسة أيام 28 فيلما بين طويل وقصير من 12 دولة هي مصر والجزائر والمغرب وتونس وسوريا والسودان والسنغال والسعودية والكويت واليمن وسلطنة عمان وموريتانيا.

وتم تنظيم المهرجان الذي حلت فيه السينما الخليجية ضيف شرف، من طرف مؤسسة "أم زد برود" للإنتاج السمعي البصري وتحت رعاية جهة نواكشوط، وبدعم من وزارة الثقافة والشباب والرياضة والعلاقات مع البرلمان.

ويذكر أن مهرجان نواكشوط السينمائي الدولي علق قبل يوم من اختتام فعالياته أنشطته حدادا على أرواح الشهداء في قطاع غزة.

وجاء إعلان تعليق المهرجان بإشارة من الراعي الرسمي جهة نواكشوط، ومشاورات مع وزارة الثقافة والشباب والرياضة والعلاقات مع البرلمان، الداعمة للمهرجان، والوصية على الأنشطة الثقافية في البلاد، وانسجاما مع القرار المتخذ من قبل السلطات الموريتانية القاضي بإعلان الحداد العام في البلاد على أرواح الشهداء في قطاع غزة.