أمريكا وإيران.. الحرب قادمة والعراق الخاسر!

العراق الإيراني هو الخط الأقوى من العراق الأمريكي ووجود عشرات الأحزاب والمليشيات التابعة لإيران يضع العراق في حسابات الربح والخسارة للطرفين وفي ظل حكومة عراقية تعاني تشتت بالموقف الوطني وهيمنة الإستقطابات الطائفية والعرقية فإن العراق سيكون مسرحا ًمفتوحا لصراع الآخرين.

بقلم: فلاح المشعل

ارتفعت سخونة التهديدات بالحرب بين امريكا وايران لتنتقل من فضاء الإعلام والتحريض وتهيئة الرأي العام الأمريكي والشرق أوسطي، الى مستوى الإجراءات الوقائية والإستعدادات اللوجستية، فقد أغلقت امريكا قنصليتها في البصرة، وطالبت رعاياها بمغادرة العراق، وسعت لتشكيل حلف دولي من تسع دول وبقيادتها ويضم (مجلس التعاون الخليجي) لمواجهة الخطر الإيراني، ناهيك عن التهديدات الصريحة من قبل دونالد ترامب ووزير خارجيته وأركان حربه بتوجيه ضربات ساحقة لإيران، تقابلها تهديدات اكثر نارية لقادة ايران ضد امريكا واسرائيل.          صوت الحرب هو الأعلى في أفق الأيام المقبلة، واللافت بملف الصراع الامريكي الايراني، دخول اسرائيل (العملي) على خط الحرب المباشرة في ضرب قواعد ووجود القوات الايرانية في سوريا والتهديد بملاحقتها في العراق ولبنان وداخل ايران، وادعائهم وجود مخازن للسلاح الذري في ايران كما اعلنها رئيس وزراء اسرائيل في خطابه بالأمم المتحدة وعرضه لصور ووثائق، الأمر الذي يجعل جدية الحرب تتقدم في ظل انعدام أي مبادرات دولية للحوار والسلام، مايجعل الشرق الأوسط يقترب من شفا بركان اذا انفجر فسوف تحدث كارثة كبرى.

اندلاع الحرب يعني اشتباك جبهة امريكا واسرائيل ومنظومة دول الخليج والدول الحليفة لها، مقابل جبهة ايران وحلفائها بالشرق الأوسط، ولن تقف بقية الدول مثل تركيا وروسيا وغيرهما بموقف المتفرج بل ستتدخل لحماية مصالحها وفرض إرادتها، مايجعل الشرق الأوسط يشتعل بحرب واسعة النطاق ومتعددة الخنادق.      العراق المقسوم بين ايران وامريكا، هل سيكون ساحة حرب، وهل يدخلها بالإنابة عن هذا الطرف أو ذاك؟

الجواب نعم، فالعراق الإيراني اليوم هو الخط الأقوى من العراق الأمريكي، ووجود الأذرع العسكرية لعشرات الاحزاب والتنظيمات والمليشيات التابعة لايران وتهديدها الصريح لأمريكا، يضع العراق في حسابات الربح والخسارة للطرفين، وفي ظل حكومة عراقية تعاني تشتت بالموقف الوطني، وهيمنة الإستقطابات الطائفية والعرقية، فأن العراق سيكون مسرحا ًمفتوحا لصراع الآخرين، وأي طرف ينتصر في هذه الحرب المدمرة فأن العراق لن يقبض سوى المزيد من الخراب والتدمير، ولن يكون بمأمن من التقسيم الجغرافي أيضا، أو حسب مقتضيات المنتصر في تلك الحرب وضرورات إعادة رسم وتوزيع  جغرافيا الشرق الأوسط وبما يتناسب مع استراتيجة الدول المنتصرة.