أمم أفريقيا 2002: مالي وليبيريا تقصان شريط الافتتاح

تنطلق السبت في باماكو وحتى 10 شباط/فبراير المقبل الدورة الثالثة والعشرين لنهائيات كأس الامم الافريقية في كرة القدم بمواجهة كلاسيكية بين مالي البلد المضيف وليبيريا.
والمنتخبان يلعبان ضمن المجموعة الاولى الى جانب نيجيريا والجزائر اللذين سيلعبان السبت أيضا.
ويشارك في النهائيات 16 منتخبا بينها 5 ستكون حاضرة في نهائيات كأس العالم المقررة في كوريا الجنوبية واليابان معا من 31 ايار/مايو الى 30 حزيران/يونيو المقبلين وهي نيجيريا وجنوب افريقيا والكاميرون والسنغال وتونس.
وتلعب نيجيريا في المجموعة الاولى، وجنوب افريقيا في الثانية الى جانب المغرب وغانا وبوركينا فاسو، في حين وقعت الكاميرون حاملة اللقب في المجموعة الثالثة الى جانب ساحل العاج والكونغو الديموقراطية وتوغو، فيما اوقعت القرعة السنغال وتونس في المجموعة الرابعة مع مصر وزامبيا.
وتعتبر المسابقة آخر منافسة قارية رسمية قبل المونديال، كما تعتبر اختبارا جديا وفرصة مواتية لمدربي المنتخبات الخمسة الممثلة للقارة السمراء في العرس العالمي للوقوف على مستوى لاعبيهم وترتيب الاوراق وسد الثغرات فضلا عن فرض الذات وضمان البقاء على رأس الادارة الفنية لها في المونديال.
واعدت المنتخبات المشاركة في النهائيات العدة للمنافسة على اللقب واستدعت لاعبيها المحترفين في الخارج اللذين يشكلون العمود الفقري في أعتى الاندية الاوروبية التي نددت مرارا وتكرارا بموعد اقامة المونديال الافريقي لتضاربه مع المنافسات المحلية والقارية في اوروبا.
واذا كانت اغلب الاندية الاوروبية فشلت في اقناع لاعبيها على عدم المشاركة في نهائيات كأس الامم الافريقية فان بعضها نجح في ذلك خصوصا فرايبورغ الالماني الذي حرم التونسيين من هدافهم عادل السليمي، في حين اتخذ بعض اللاعبين أنفسهم قرار عدم المشاركة خوفا على مركزهم الاساسي في تشكيلات فرقهم بينهم المغربيان طلال القرقوري (باريس سان جرمان الفرنسي) وحسن كشلول (استون فيلا الانكليزي).
وبالعودة الى اللقاء الافتتاحي، يسعى كل من المنتخبين المالي والليبيري الى تكسير قاعدة المباريات الافتتاحية التي غالبا ما تنتهي بالتعادل لان المباراة بالنسبة لكل منهما فرصة جيدة لاقتناص ثلاث نقاط تعزز حظوظهما للمنافسة على احدى بطاقتي المجموعة التي تضم منتخبين من أقوى المنتخبات على الساحة الافريقية هما نيجيريا والجزائر.
وتطمح مالي، التي تشارك في النهائيات باعتبارها البلد المضيف، الى استغلال عاملي الارض والجمهور وتحقيق المفاجأة على غرار مشاركتيها الوحيدتين حتى الان عندما بلغت المباراة النهائية في الاولى عام 1972 في الكاميرون، ونصف النهائي عام 1994 في تونس.
ويأمل المسؤولون عن الكرة المالية أن تكون الثالثة ثابتة ويحرزون اللقب وتكون الفرحة مزدوجة "فرحة التنظيم وفرحة التتويج".
وتعاقد الاتحاد المالي مع المدرب البولندي الاصل الفرنسي الجنسية هنري كاسبرجاك للاشراف على تدريب منتخب بلادهم أخذا بعين الاعتبار خبرته العريضة في الملاعب الافريقية اذ سبق له الاشراف على منتخبي تونس والمغرب علما بأنه درب الاول من 1994 الى 1998 وقاده الى المباراة النهائية لامم افريقيا عام 1996 في جنوب افريقيا وربع النهائي في بوركينا فاسو 1998، ونصف النهائي في البطولة الاخيرة.
واذا كانت مالي تعول على مساندة جمهورها فانها لن تسلم من الضغوطات التي سيفرضها الاخير على اللاعبين والتي قد يكون لها أثر سلبي على نفسيتهم، خصوصا وأن أسهل مبارياتهم في المجموعة ستكون ضد ليبيريا في الافتتاح، وبالتالي فان اي نتيجة غير مرضية ستضع المنتخب في "مهب الريح"، والمباراتان الاخيرتان لن تكونا سهلتين.
وتعول مالي على مجموعة من اللاعبين المحترفين في الدوري الفرنسي في مقدمتهم اداما كوليبالي مدافع لنس متصدر الدوري، ولاعبا وسط لوريان سيدو كيتا وموناكو جبريل سيديبيه ومدافع تروا سيكو بيرث، بالاضافة الى مدافع فرايبورغ الالماني بوبكار ديارا.
وخاضت مالي 10 مباريات اعدادية قبل البطولة فازت في 5 منها ابرزها على المغرب 2-1 وعلى مصر بالنتية ذاتها، وتعادلت في 3 مباريات وخسرت اثنتين.
في المقابل، تأمل ليبيريا بقيادة مدربها وصانع العابها جورج ويا صاحب الكرة الذهبية الاوروبية عام 1995 الى تعويض خيبة الامل بعدم التأهل الى نهائيات كأس العالم عندما انتزعت نيجيريا بطاقة المجموعة في الجولة العاشرة الاخيرة.
ويأمل ويا في أن يكون ختام مسيرته الرائعة في الملاعب الخضراء مسك وبالتالي قيادة منتخب بلاده الى احراز اللقب الافريقي.
ويدرك ويا جيدا ان المنتخب الذهبي لليبيريين في الوقت الحالي سيكون له أثر لسنوات عدة في المستقبل "الفرصة سانحة حاليا لفرض الذات وتأكيد النتائج التي حققناها في تصفيات المونديال".
ويحظى ويا باحترام كبير في بلاده وهو الذي يعود الفضل اليه في انقاذ انسحاب اللاعبين من المشاركة في نهائيات مالي بعد نجح في اقناع اللاعبين عن تهديداتهم بعدم المشاركة قبل يومين في حال عدم حصولهم على مكافآت مالية بقيمة 15 الف دولار لكل منهم.
يذكر أن ليبيريا تشارك في النهائيات للمرة الثانية في تاريخها بعد الاولى عام 1996 في جنوب افريقيا عندما خرجت من الدور الاول بحلولها ثالثة في المجموعة الثالثة التي ضمتها الى جانب الغابون وزائير، ففازت على الاولى 2-1، وخسرت امام الثانية صفر-2.