أمنيتي للعام الجديد: موافقة حاكم الشارقة على تأسيس بيت للشعر في الإسكندرية

الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي وعد بإنشاء ألف بيت شعر في الوطن العربي خلال السنوات القادمة، أتمنى أن يكون للإسكندرية نصيب منها خلال 2020. 
الشاعر كاليماخوس (310 ـ 240 ق.م) اعتبر أول شاعر سكندري وقد أسس مدرسة الإسكندرية الشعرية، من خلال جماعة شعرية أسماها بليآد أو الحمام
ألا يستحق المشهد الشعري الثري بيتا للشعر في الإسكندرية يحتضن فعاليات الثغر الشعرية ويكون بؤرة إشعاع شعري على منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط؟

مع نهاية العام الجاري تكثر الأمنيات الخاصة بالعام الجديد، وتستطلع الصحف والمجلات سواء الورقية أو الإلكترونية، آراء الكتاب والأدباء والمثقفين حول أهم كتاب قرأوه خلال العام الذي يوشك على الانتهاء، وأهم حدث ثقافي أقيم، وأهم شخصية ثقافية، أو شخصية العام الثقافية، وما يتمناه الكاتب من أحداث تقع خلال العام الجديد، كنوع من رصد الحصاد الثقافي في العام الذي يوشك على الأفول. 
وما أحلم به للعام الجديد 2020 وما أتمناه هو تأسيس "بيت للشعر" في الإسكندرية على غرار بيوت الشعر المختلفة في الوطن العربي التي تؤسسها دائرة الثقافة بحكومة الشارقة مثل بيت الشعر بالأقصر، وبيت الشعر في القيروان التونسية، وبيت الشعر بالخرطوم، وبيت الشعر في الشارقة، والمفرق الأردنية، ومراكش المغربية، ونواكشوط الموريتانية، وغيرها، وقد وعد حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي بإنشاء ألف بيت شعر في الوطن العربي خلال السنوات القادمة، أتمنى أن يكون للإسكندرية نصيبب منها خلال 2020. 
وقد شاركت من قبل في أنشطة بيوت الشعر في الأقصر والخرطوم والشارقة، فوجدت أنشطة جادة، وحضورا جيدا في الندوات، وبدأت بيوت الشعر تنفتح على بعضها البعض، فلا يتقوقع بيت شعر على نفسه أو على شعراء منطقته، بل كان هناك تبادل للأنشطة، واستضافات عربية الأمر الذي جعل هذه البيوت بقعة مضيئة في سمائنا العربية، أو تكون بمثابة وزارة ثقافة خاصة بالشعر العربي، فإذا أضفنا هذه الأنشطة إلى ما تقوم به مؤسسات أخرى مثل أكاديمية الشعر العربي في جامعة الطائف السعودية، وأكاديمية الشعر في أبوظبي، ومؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية في الكويت، وبيت الشعر الذي يرأسه الشاعر الكبير أحمد عبدالمعطي حجازي في القاهرة وغيرها، لشعرنا بأن الشعر العربي في الآونة الأخير بدأ يستعيد عافيته من خلال الأنشطة المختلفة والأصوات الجديدة الجيدة التي تزدهر في حديقة الشعر العربي.
وأتذكر هنا ما قاله حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان القاسمي في اجتماع معه عام 2009 عقب مشاركة شعرية في بيت الشعر بالشارقة، أنه علينا أن نذهب إلى الشعراء في ديارهم لنكرمهم، وعلينا أن نهتم بالشباب وندعوهم للأمسيات الشعرية. وبالفعل تحدث معي وقتها رئيس دائرة الثقافة بحكومة الشارقة الأستاذ عبدالله العويس، والأستاذ عبدالفتاح صبري، عن تنظيم لقاءات شعرية للشباب في الإسكندرية. وبالفعل قمتُ بالتعاون مع الصديق حسام عبدالقادر المستشار الإعلامي لمكتبة الإسكندرية وقتها بتنظيم أمسية شعرية لعشرة من شباب الشعراء في الإسكندرية ومحافظة البحيرة المجاورة للثغر حضرها العويس وصبري، وكوفئ كل شاعر شاب مكافأة مادية جيدة ـ غير أن استدعائي للعمل في مجلة "العربي" بالكويت قبل انطلاق تلك الفعالية حال دون حضوري لتلك الأمسية التي لا يزال يتذكرها كل من حضرها من الشعراء الشباب الذي كبروا الآن، ومن المتابعين لها. ثم كانت الندوة الثانية لعشرة شعراء شباب آخرين بالقاهرة وما يجاورها من محافظات، وعُقدت بمقر اتحاد كتاب مصر بالزمالك.
ثم جاءت فكرة "بيوت الشعر" بعد ذلك، وتم تأسيسها في عدة مدن عربية، وتوقعت أن يكون للإسكندرية بيت للشعر، حيث إن مكتبة الإسكندرية، ومراكز أخرى  مثل مركز الحرية للإبداع، وقصور الثقافة بالمدينة، لم ينصب اهتمامها على الشعر وحده، فهناك تداخل في الإنشطة وتعدد لها. وأظن أن الإسكندرية بكل تراثها الشعري منذ ما قبل الميلاد وحتى الآن تشي بأنها مدينة شاعرة، فتاريخ الشعر في الإسكندرية يبدأ مع نشأتها، حيث اهتم بطليموس الأول ـ سوتر (الذي حكم البلاد من 323 ـ 285 ق.م) ـ وكذلك أبناؤه من البطالمة ـ بالمشروعات العمرانية والثقافية، فأسس مكتبة الإسكندرية (القديمة) وشيد منارة الإسكندرية (إحدى عجائب الدنيا السبع). وظهر الشاعر كاليماخوس (310 ـ 240 ق.م) الذي جاء من قورينة بليبيا، واعتبر أول شاعر سكندري ومؤسس مدرسة الإسكندرية الشعرية، من خلال جماعة شعرية أسماها بليآد أو الحمام، أو نجوم برج الثريا، وقد رفض شعراء هذه الجماعة الملحمة الإغريقية بشكلها وحجمها، ودعا مؤسسها إلى كتابة القصيدة القصيرة جدا أو الإبجرامة (التي نرى في الشعر العربي المعاصر عودةً إليها). ثم الشاعر ثيوكريتوس أول من كتب القصائد الرعوية وصور حياة المزارعين واحتفى بالطبيعة. والشاعر أراتوس الذي نظم بعض القصائد العلمية في الفلك، والشاعر هيرونداس الذي اشتهر بقصائده الفكاهية التي يستلهم فيها الحياة الشعبية اليومية. والشاعر ليكوفرون الذي كتب صورا شعرية سيريالية في ذلك العهد القديم. والشاعر أبوللونيوس الذي عاد مرة أخرى إلى كتابة الملحمة الكبيرة (ومنها رحلة السفينة أرجو) فخالف بذلك اتجاه جماعة الحمام، والشاعر موسخوس الذي جمع بين الإبجرامات والقصائد الطوال، والشاعر بيون الذي مات في شرخ الشباب، واشتهرت قصيدته التي كتبها بعنوان "رثاء أدونيس". 

وبذلك يتضح أن المشهد الشعر السكندري في أزهى عصوره القديمة، امتاز بالتنوع الذي حقق له الثراءَ الفني. فكان هؤلاء الشعراء باحثين، منهم من وضع فهارس مكتبة الإسكندرية مثل كاليماخوس، ومنهم من كان أمينا عاما لها. 
وقد امتاز الشعر في الإسكندرية في تلك الفترة بالتجديد في الرؤية والبناء والأغراض. ومن أهم الكتب التي تناولت هذا الموضوع كتاب "الأدب السكندري" للدكتور محمد حمدي إبراهيم. 
وتمتد رحلة الشعر السكندري حتى نصل إلى العصر الإسلامي، فيبرز في العصر الفاطمي أسماء شعراء أمثال: أبو الطاهر إسماعيل بن محمد الملقب بأبي مكنسة الإسكندراني (ت 510 هـ = 1116) وأبو الفتح نصر الله بن عبد الله بن مخلوف الذي اشتهر باسم ابن قلاقس (532 هـ =1127  / 567 هـ = 1171) وظافر الحداد (ت 528 هـ = 1133) وتقية الصورية (ت 579 هـ = 1183)، وشرف الدين البوصيري (ت 696 هـ = 1259) صاحب البردة الشهيرة، وغيرهم. 
أما في العصر الحديث، فيبدأ الشعر السكندري بجماعة الشلالات التي أسسها الشاعر عتمان حلمي (1894 ـ 1962) عام 1912 ومعه الشعراء عبداللطيف النشار وزكريا جزارين (1897 ـ 1955) وعبدالحميد السنوسي (1898 ـ 1956) ومحمد مفيد الشوباشي (1899 ـ ؟) وحسن فهمي (1895 ـ 1930) وعبدالحكيم الجهني. ثم انضم لهم الشاعر عبدالرحمن شكري (1886 ـ 1958) العائد من بعثة إلى إنجلترا، فاحتل مركز الصدارة في هذه الجماعة، وصار الشاعر والناقد والمعلم، بما حمله من أفكار في تطوير القصيدة العربية. 
لقد اهتمت جماعة الشلالات بسلاسة الشعر العربي، والابتعاد عن التعقيد اللفظي، والتعبير عن التجارب الذاتية، والتطرق إلى الموضوعات المبتكرة، وتصوير البيئة الساحلية السكندرية، وبذلك كونوا اتجاها فنيا يحسب للشعر السكندري. 
وفي عام 1932 دعا كل من د. مصطفى فهمي، ويوسف فهمي الجزايرلي، لتكوين جماعة عرفت باسم "جماعة نشر الثقافة" لجمع شمل الأدباء ونشر إنتاجهم الأدبي، وكان من أبرز شعراء هذه الجماعة خليل شيبوب (1892 ـ 1951) وعبداللطيف النشار (1895 ـ ؟) وفلورى عبدالملك، ومنيرة توفيق (1893 ـ 1965) صاحبة ديوان ""أنوار منيرة" الذي طبع عام 1967 بعد وفاتها، وكتب مقدمته حمدي عاشور محافظ الإسكندرية وقتذاك. 
هذا فضلا عن وجود شعراء آخرين ربما لم ينضموا إلى الجماعتين السابقتين: الشلالات ونشر الثقافة، من أمثال: الشاعرة اللبنانية التي أحبت الإسكندرية واستقرت فيها حتى آخر حياتها وردة اليازجي (1838 ـ 1924 ) وأحمد راسم (1895 ـ 1958) وفخري أبو السعود (1909 ـ 1940) الذي مات منتحرا بإطلاق الرصاص على رأسه وهو في نحو الثلاثين من العمر، وأصدر عنه الناقد الراحل د. علي شلش كتابا، كما كتب عنه الشاعر السكندري الراحل عبدالعليم القباني، وآخرون. 
ثم ظهر جيل عبدالمنعم الأنصاري، وعبدالعليم القباني، وأحمد السمرة، ومحمود العتريس، ومحمد برهام، ومحمد عبدالرحيم إدريس، ومحمد محمود زيتون، وإدوار حنا سعد، ومحمود عبدالحي، وعمر الجارم، ود. محمد زكي العشماوي، ود. محمد زكريا عناني، ود. لطفي عبدالوهاب، ومحجوب موسى، ود. علي الباز، ووصفي صادق، وغيرهم، فكتب أحمد السمرة المسرحية الشعرية ومنها: رئبال، وساق من ذهب، إلى جانب قصائده التي جمعها في ديواني "أنسام وأنغام"، و"قصائد إسلامية"، وأصدر عبدالمنعم الأنصاري ثلاثة دواوين شعرية هي: "أغنيات الساقية"، و"على باب الأميرة"، و"قرابين"، وأثارت قصائده العمودية جدلا واهتماما واسعا. أما عبدالعليم القباني فكان من أكثر شعراء جيله حرصا على تنوعات إصداراته التي وصل عددها إلى ثلاثة وعشرين كتابا، وهو لم يكتف بإصدار الدواوين الشعرية، والتي منها: "بقايا سراب"، و"أغنيات مهاجرة"، وإنما اهتم أيضا بكتابة المسرحية الشعرية مثل: "قوس قزح"، و"حدث في قصر السلطان"، والملاحم الشعرية مثل: "ملحمة الثورة العرابية"، و"ملحمة الثورة الفرنسية"، كما كتب شعرا للأطفال، ومنه ديوان "في حديقة الحيوانات"، كما كتب البحث الأدبي والدراسات الإعلامية، والأغاني والأزجال، وغيرَها من الإصدارات. فكان بذلك أكثر شعراء عصره في الإسكندرية إصدارا للكتب الثقافية المتنوعة. وهو يُعد أول أديب سكندري يصبح عضوا في مجلس إدارة اتحاد كتاب مصر. 
وقد لعبت قصور الثقافة ـ وعلى وجه التحديد قصر ثقافة الحرية ـ دورا كبيرا منذ الستينيات في تقديم عشرات الشعراء في الإسكندرية إلى جمهور الشعر في مصر كلها، وبرز جيل جديد اهتم بتطوير القصيدة العربية في الإسكندرية، ومغازلة شعر التفعيلة من شعرائه: فؤاد طمان، وسعيد نافع، وفهمي إبراهيم، وصبري أبو علم، وأحمد عبدالعظيم الشيخ، ومحمد رفيق خليل، وحامد نفادي، ويوسف العيشي، وعزيزة كاتو ومهدي بندق، ود. فوزي عيسى، ود. صالح اليظي، وعبدالصبور منير (الذي توفي في الجزائر) وعبدالله الوكيل، ود. محمد عزيز نظمي وغيرهم، وكوَّن بعضُهم جماعةً شعرية عرفت باسم "أبوللو الجديد"، غير أن هذه المجموعة لم تهتم بإصدار دواوين شعرية، باستثناء صبري أبو علم الذي أصدر ديوانا واحدا، هو "قصائد حب"، وعزيزة كاتو التي أصدرت ديوانا واحدا أيضا، هو ديوان "يوميات امرأة تبحث عن هوية"، وأيضا باستثناء الشاعرين فؤاد طمان (الحاصل على جائزة الدولة للتفوق في الآداب 2019) وحامد نفادي اللذين أصدرا أكثر من ديوان. 

أما الشاعر مهدي بندق ـ الحاصل على جائزة الدولة التشجيعية في المسرح ـ فقد اهتم بالمسرح الشعري اهتماما كبيرا وأصدر عدة مسرحيات شعرية، منها: ريم على الدم، والسلطانة هند، وليلة زفاف إلكترا، وغيلان الدمشقي، وهل أنتَ الملك تيتي؟ وآخر أيام إخناتون، وهيباتشي (أو هيباتيا) الجميلة، وغيرَها، فضلا عن إصداره لمجلة أحدثت صدى طيبا لدى الأوساط الثقافية في مصر هي مجلة "تحديات ثقافية". 
يأتي بعد ذلك جيل السبعينيات في الإسكندرية، ومن أهم شعراء هذا الجيل: فوزي خضر ـ ـ الحاصل على جائزة الدولة التشجيعية والحاصل مؤخرا على جائزة الأمير عبدالله الفيصل العالمية في الشعر المسرحي عن مسرحيته الشعرية "الشيخ الرئيس ابن سينا" وهو صاحب أطول قائمة للكتب في جيله، ليس في الإسكندرية وحدها، وإنما في مصر كلها، فله حتى الآن أكثر من خمسة وسبعين كتابا ما بين الدواوين الشعرية، والدراسات الأدبية، وكتب الأطفال، والرحلات، والتراجم، فضلا عن كتاباته الدرامية للإذاعة، ولعل برنامجه الإذاعي اليومي الشهير "كتاب عربي علَّم العالم" بإذاعة البرنامج العام، يُعد من أهم البرامج الإذاعية في هذا المجال. وقد اهتم فوزي خضر بتطوير قصيدته، فلجأ إلى القصيدة المدورة، والقصيدة الإبجرامة (القصيرة جدا)، إلى جانب القصيدة التفعيلية، وهي السائدة في معظم دواوينه، وأحيانا القصيدة العمودية، كما تنوعت موضوعاته وأساليبه الشعرية. 
أيضا هناك من شعراء هذا الجيل: عبدالحميد محمود ـ الحاصل على جائزة الدولة التشجيعية في الشعر ـ ومرسي توفيق، وعبدالمنعم كامل، وعبدالمنعم سالم، وأحمد محمود مبارك، وعبدالرحمن عبدالمولى، ومحمد عبدالفتاح الشاذلي، وربيع عبدالعزيز، وعاطف الحداد، ومحمود عبدالصمد، وأحمد شاهين، وناجي عبداللطيف، وأحمد فراج، ومحمد فرج، وإسماعيل الشيخة، ومحمود إدريس، وهدى عبدالغني، وصاحب هذه السطور، وكل منهم أصدر أكثر من عمل مطبوع، باستثناء صاحب هذه السطور الذي أصدر أكثر من ستين كتابا تنوعت ما بين الدواوين الشعرية (آخرها: اختبئي في صدري) والكتابة للأطفال، والدراسات الأدبية والنقدية، والمعاجم اللغوية (مثل معجم الدهر، ومعجم أوائل الأشياء في اللغة العربية) فضلا عن المشاركة في أعمال أدبية وموسوعية مع آخرين، وحصل على جائزة الدولة التشجيعية في الآداب 2007 وجائزة الدولة للتفوق في الآداب 2019.
ويأتي جيل جديد في الثمانينيات والتسعينيات، يحمل ـ إلى جانب الشعراء السابقين ـ مشعل الشعر في الإسكندرية، ومن شعرائه: جابر بسيوني، وأحمد شاهر، وأيمن صادق، ومحمود أمين، ومحمد مصطفى أبو شوارب، ومراد حسن عباس، وعلي عبدالدايم، وعزة رشاد، وبشرى بشير، وحنان فاروق، وكاميليا عبدالفتاح، ومصطفى تمَّام، وعادل خليل، ومختار عطية، وحسني منصور، وعصام عبدالوهاب، ورحاب عابدين، وأماني شكم، ورضا فوزي، ومحمد شكري، وعنتر حربي، ومحمود الفحام، وشهدان الغرباوي، وأحمد عوَّاد، ومنال الشربيني، وأحمد الفلو، وأمل سعد، وعمر عبدالعزيز حاذق، وسناء الجبالي، وانتصار الهلباوي، وشيماء حسن، وغيرهم، وقد أصدر كل منهم ديوانا شعريا واحدا على الأقل.
ولا نستطيع أن نُغفلَ نشاط جماعة شعرية ظهرت في منتصف الثمانينيات بالإسكندرية هي جماعة الأربعائيون، والتي اتخذتْ من صالون الشاعر الراحل عبدالعظيم ناجي في منزله بجناكليس، مكانا لها حيث كان الأعضاء يجتمعون فيه مساء كل أربعاء، وأصدرت الجماعة مجلة باسمها، وانضم إليها معظم من كانوا يجربون كتابة قصيدة النثر في الثغر من أمثال: حميدة عبدالله، وناصر فرغلي، ومهاب نصر، وعلاء خالد وغيرهم. وعلى الرغم من عدم تواصل هذه الجماعة مع بقية الجماعات الأخرى في الإسكندرية، على اعتبار أن أعضاءها يقدمون إبداعا مغايرا لما هو سائد في قصور الثقافة، إلا أن أسباب توقفها تدعو إلى التساؤل والتشكك في مدى إيمان أعضائها بما كانوا يمارسونه ويبشرون به كتابة ونقدا. 
أيضا لا نستطيع أن ننسى نشاط ورشة الشعر بأتيليه الإسكندرية (جماعة الفنانين والكتَّاب) برئاسة الشاعر والفنان د. محمد رفيق خليل، وقد ضمت الورشة مجموعة من شباب الشعراء منهم: حاتم الكاتب، وأمينة أحمد حسن، وفاطمة زكي، وفاطمة قتيبة (البُراء العراقي)، وسامي إسماعيل، وإيمان عبدالحميد، وصفاء عبدالعال، وعبدالرحيم يوسف، وأحمد يحيى، وغيرهم. وقد أصدرت الورشة مجموعتين من الشعر بعنوان "الورشة" لأعضائها، فضلا عن تنظيم مؤتمرين للشعر لاقا نجاحا طيبا. 
هذا باختصار مُخل ـ بطبيعة الحال ـ أهم الخطوط العريضة للمشهد الشعري في الإسكندرية في جانبه الفصيح. 
أفلا يستحق هذا المشهد الثري بيتا للشعر في الإسكندرية يحتضن فعاليات الثغر الشعرية ويكون بؤرة إشعاع شعري على منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط؟