أميركا تتعاون مع الصين في استكشاف القمر

استخدام القمر الاصطناعي الاميركي روكونيسانس أوربيتر في مراقبة المركبة الصينية غير المأهولة تشانغ ايه 4 الموجودة على الوجه الخفيّ للقمر.
إقامة محطة في مدار القمر مع حلول العام 2026
القانون الأميركي منع التعاون الفضائي مع الصين منذ 2011
تعاون يخضع لقواعد مشددة بين بكين وواشنطن في مجال الفضاء

واشنطن – أكدت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) أنها تتواصل مع وكالة الفضاء الصينية وتنسّق معها بشكل محدود في استكشاف القمر، علما أن أي تعاون ينبغي أن يكون خاضعا لقواعد مشددة لمنع انتقال التقنيات الأميركية إلى الصين.
وكتب مسؤول الأنشطة العلمية في وكالة ناسا توماس روزبوكين على موقع تويتر الجمعة إن وكالته أجرت مباحثات مع الصين لاستخدام قمر اصطناعي أميركي في مراقبة المركبة الصينية غير المأهولة "تشانغ ايه 4" التي هبطت على سطح القمر في الثالث من الشهر الحالي.
وقال وو يانخوا المسؤول في وكالة الفضاء الصينية في مؤتمر صحافي الاثنين إن وكالته زوّدت الوكالة الأميركية بموقع هبوط "تشانغ ايه 4" ليكون القمر الأميركي "روكونيسانس أوربيتر" الذي يدور حول القمر قادرا على التقاط صور للحظة الهبوط.

نشر أي اكتشاف علمي مهم ينتج عن هذا التعاون لتستفيد منه الأوساط العلمية في العالم  

وقد هبطت المركبة الصينية على الوجه الخفيّ للقمر، أي ذلك الذي يبقى محجوبا عن الأرض باستمرار.
في المقابل، أبلغ الأميركيون الصينيين بمدار القمر، لكنه لم يكن في المكان المناسب لحظة هبوط المركبة الصينية، فلم يلتقط لها الصور المطلوبة.
وقالت ناسا في بيان إنها كانت مهتمة بمراقبة سحابة الغبار الناجمة عن ارتطام المركبة الصينية بسطح القمر.
لكن "لأسباب عدة" لم تتمكن من تعديل مدار القمر بحيث يمكنه مراقبة هبوط "تشانغ ايه 4"، غير أنها "ما زالت مهتمة بمراقبة سحابة الغبار بعد وقت طويل من الهبوط"، بحسب البيان.
وأعمال المراقبة هذه مفيدة للأميركيين إذ إنهم ينوون إرسال مسبارات إلى القمر ومن بعدها روادا، وإقامة محطة في مدار القمر مع حلول العام 2026.
وسيمرّ القمر الأميركي فوق موقع هبوط المركبة الصينية في 31 كانون الثاني/يناير، وسيصوّرها كما صوّر المركبة "تشانغ ايه 3" في العام 2013.
وتوافقت الوكالتان على "نشر أي اكتشاف علمي مهم ينتج عن هذا التعاون لتستفيد منه الأوساط العلمية في العالم" في المؤتمر العلمي الذي تنظمه الأمم المتحدة في فيينا في شباط/فبراير حول الاستخدام السلمي للفضاء.

مركبة فضاء
الاستثناء جائز

ومنذ العام 2011، يحظر القانون الأميركي أي تعاون فضائي مع الصين، خوفا من تسرّب الأسرار التقنية الأميركية المتطوّرة إليها، أو أي معلومات يمكن أن يكون لها أثر على الأمن القومي أو الاقتصادي.
ولذا، لا تشارك الصين في محطة الفضاء الدولية التي تعدّ واشنطن أكبر مموليها.
لكن الاستثناء جائز، شرط أن تضمن الوكالة للكونغرس والسلطات الأمنية خلوّ التعاون من أي من هذه الأخطار.
وقالت ناسا في البيان إن تعاونها مع الصين يحترم هذه الشروط، وإنه "شفاف ومتبادل ومفيد للطرفين".
وأشار وو ويرين مصمم البرنامج الصيني لاستكشاف القمر إلى أن التعاون بين الطرفين قد يتّسع.
وقال إن الأميركيين طلبوا من الصينيين تمديد العمل بالقمر الاصطناعي الذي يؤمن الاتصال بين الوجه الخفي للقمر والأرض، والسبب أن وكالة ناسا تنوي الهبوط على هذا الجانب من القمر وترغب بالاستفادة منه.
أما التعاون أكثر من ذلك فدونه عقبات لا يمكن تجاوزها، بحسب ما يقول الخبير هنري هرتزفيلد والباحث في جامعة جورج واشنطن.
إلا أن الكونغرس يمكنه أن يقرر التساهل في بعض الفقرات من هذا القانون الذي أقرّ ردا على هجمات إلكترونية نُسبت إلى الصين.