أميركا ترفض اعتبار ما يحدث في تونس انقلابا

الولايات المتحدة تسعى لاستقرار الوضع في تونس وعودة الحياة الدستورية وعينها على التطورات في ليبيا واصفة التطورات الحاصلة بالزئبقية.
الادارة الاميركية تشجع القادة التونسيين على الالتزام بالدستور والعودة سريعا إلى الحكم الديمقراطي
واشنطن تتخوف من انعكاس الاضطراب في تونس على جهود ةمكافحة الارهاب في شمال افريقيا

واشنطن - لا تزال المواقف الأميركية تجاه الإجراءات الاستثنائية التي اتخذها الرئيس التونسي قيس سعيد يوم 25 يوليو/تموز تراوح مكانها وسط مطالبات سابقة بضرورة الالتزام بالدستور والعودة إلى الحكم الديمقراطي.
والثلاثاء وصفت وزارة الخارجية الأميركية، الوضع في تونس بأنه "زئبقي"، تعليقا على التدابير الاستثنائية التي اتخذها الرئيس التونسي.
جاء ذلك وفق المتحدث باسم الوزارة نيد برايس، خلال مؤتمر صحفي عقده مساء الثلاثاء، وذلك ردًا على سؤال حول ما إذا كان يعتبر ما حدث في تونس "انقلابا"، حسبما نقلت قناة "الحرة" الأميركية.
وقال برايس ان "الوضع هناك زئبقي، وتركيزنا منصب على تشجيع القادة التونسيين على الالتزام بالدستور والعودة سريعا إلى الحكم الديمقراطي الطبيعي".
وقال "في بعض الأحيان الأمر الأهم من مسألة التسمية هو العمل المهم لدعم تونس في عودتها إلى مسارها الديمقراطي".
وفي 25 يوليو/ تموز الماضي قرر سعيد إقالة رئيس الحكومة، هشام المشيشي، على أن يتولى هو بنفسه السلطة التنفيذية، بمعاونة حكومة يعين رئيسها.
كما قرر تجميد اختصاصات البرلمان لمدة 30 يوما، ورفع الحصانة عن النواب، ما يعني توليه مهمة التشريع عبر مراسيم رئاسية.
وأقال سعيد، منذ ذلك اليوم، وزراء ومستشارين وكتاب عامين في رئاسة الحكومة ورئيس التلفزيون الرسمي.
وقال سعيد، إنه اتخذ تلك الإجراءات استنادا إلى الفصل 80 من الدستور بهدف "إنقاذ الدولة"، لكن غالبية الأحزاب رفضت تلك التدابير، واعتبرها البعض "انقلابا على الدستور"، بينما أيدتها أخرى رأت فيها "تصحيحا للمسار".
ومن المنتظر أن يعلن سعيد عن رئيس وزراء جديد، مع تكليف حكومة تخضع لإشرافه المباشر لتكون مسؤولة أمامه.
وأثارت إجراءات قيس سعيد انتقادات التيار الاسلامي وفي مقدمته حركة النهضة التي اعتبرت الخطوة انقلابا على الدستور.
وروج رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي نظرية الانقلاب لدى الدوائر الاميركية وعبر وسائل الاعلام الاميركية وهو ما اعتبرته احزاب سياسية تونسية استنجادا بقوى اجنبية لحسم صراع داخلي.
ويبدو ان الولايات المتحدة تراقب باهتمام تطورات الأوضاع السياسية في تونس والى ما ستسفر عنه التطورات هنالك خاصة وان الإدارة الأميركية تهتم بشكل متزايد بالتطورات السياسية في بلد يمتلك موقعا استراتيجيا مطلا على المتوسط.
كما ان الوضع في ليبيا الجارة الشرقية لتونس يدفع الإدارة الأميركية للاهتمام كثيرا بالوضع التونسي حيث تعتبر البلاد بوابة خلفية لما يحدث في غرب ليبيا وبالتالي فان استقرار تونس مهم جدا لاستقرار ليبيا.
كما ان استقرار تونس مصلحة أميركية ملحة في منطقة تشهد تناميا للمجموعات الإرهابية خاصة في منطقة الساحل والصحراء وامتداداتها الى مرتفعات الجنوب الغربي في تونس وحتى إلى الحدود الليبية.