أميركا تستغني، لن تستغني عن نفط الخليج

بيانات الحكومة الأميركية حول استمرار تدفق النفط بوفرة من الشرق الأوسط تعاكس تصريحات ترامب عن انتاج الولايات المتحدة الذي لا يزال بعيدا عن تلبية الاستهلاك.
معظم معامل التكرير الأميركية تفضل النفط القادم من الخليج
الولايات المتحدة استوردت 48 مليون برميل شهريا من نفط الخليج العام الماضي

واشنطن - أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الولايات المتحدة أصبحت منتجا كبيرا للنفط لم يعد في حاجة للنفط من الشرق الأوسط وسط موجة من التغريدات على تويتر صباح الاثنين بشأن الهجمات التي وقعت في مطلع الأسبوع على منشأتي نفط في السعودية.
وتشير بيانات الحكومة الأميركية إلى رواية مختلفة: فالطفرة الأميركية في عمليات الحفر المدفوعة بالتكنولوجيا والتي بدأت منذ أكثر من عشر سنوات، جعلت الولايات المتحدة منتجا كبيرا لكن الواردات من النفط الخام ومنتجات البترول القادمة من منطقة الخليج العام الماضي ما زالت تتدفق بوفرة.
وترسل السعودية، وهي أكبر مصدر للنفط في العالم، حوالي سبعة ملايين برميل من النفط الخام يوميا حول العالم. وتنتج الولايات المتحدة حوالي 12 مليون برميل يوميا لكنها تستهلك 20 مليون برميل في اليوم مما يعني أنه يتعين عليها استيراد الباقي.
ويتم سد قدر كبير من العجز الأميركي من كندا لكن البعض لا يزال يأتي من السعودية والعراق ودول الخليج الأخرى لأن معظم معامل التكرير الأميركية تفضل نفطهم. ومعامل التكرير الأخرى، خصوصا المعامل في كاليفورنيا، معزولة عن حقول النفط الأميركية الكبيرة ويتعين عليها أيضا الاعتماد على الاستيراد.
ووفقا لبيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية، فإن عدم التناسب بين ما تحتاجه معامل التكرير الأميركية وما تنتجه الولايات المتحدة يعني أن الولايات المتحدة استوردت في عام 2018 ما متوسطه 48 مليون برميل شهريا من النفط الخام ومنتجات البترول من منطقة الخليج.
وتفيد البيانات أن ذلك انخفض لحوالي الثلث قبل عشر سنوات لكنه مماثل تقريبا لمستوى الواردات في عامي 1995 و1996.
ووصف فيليب كورنيل، وهو باحث كبير في مجلس الأطلسي، وكان يقدم المشورة لشركة أرامكو السعودية، تغريدة ترامب بأنها "كلام فارغ".
وقالت سارة إيمرسون وهي رئيسة شركة للطاقة إنه إذا استمر تعطل إنتاج السعودية لفترة طويلة فإن ذلك قد يتيح فرصة لمنتجي النفط الخام الأميركيين لتوسيع أسواقهم الخارجية.