أميركا تسجل معدلا قياسيا للبطالة بسبب كورونا

اقتصاد الولايات المتحدة يفقد حتى الآن في ظل استمرار تفشي الوباء 20.5 مليون وظيفة وهو أكبر انخفاض منذ أزمة الثلاثينات بالقرن الماضي.
اقتصاد أميركا يواجه صدمة تاريخية في ظل انتشار كوفيد-19

واشنطن - فقد الاقتصاد الأميركي حتى الآن 20.5 مليون وظيفة في أبريل/نيسان وهو أكبر انخفاض في الوظائف منذ الكساد الكبير والإشارة الأكثر قسوة بشأن الكيفية التي تعصف بها جائحة فيروس كورونا المستجد بأكبر اقتصاد في العالم.

جاءت هذه الخسارة نتيجة التوقف السريع للنشاط الاقتصادي لمواجهة كوفيد-19. وقالت وزارة العمل في بيان "انخفض التوظيف بشدّة في جميع القطاعات الرئيسية، مع خسارة مهمة للوظائف خاصة في (قطاعي) الترفيه والفنادق".

كما أظهر التقرير الشهري لوزارة العمل الأميركية الصادر الجمعة والذي يحظى بمتابعة وثيقة أن معدل البطالة ارتفع إلى 14.7 بالمئة الشهر الماضي، مما يكسر المستوى القياسي المسجل بعد الحرب العالمية الثانية البالغ 10.8 بالمئة الذي لامسه المعدل في نوفمبر/تشرين الثاني 1982.

وتعزز الأرقام السلبية توقعات المحللين بتعاف بطئ من الركود الناجم عن الجائحة، مما يُضاف إلى مجموعة من البيانات القاتمة بشأن إنفاق المستهلكين واستثمارات الشركات والتجارة والإنتاجية وسوق الإسكان.

ويؤكد التقرير الدمار الذي أحدثته إجراءات العزل العام التي فرضتها حكومات الولايات والحكومات المحلية في منتصف مارس/آذار لإبطاء انتشار كوفيد-19.

وكان خبراء اقتصاد استطلعت قد توقعوا قبل نحو أسبوعين انخفاض عدد الوظائف في القطاعات غير الزراعية بالولايات المتحدة 22 مليونا. وجرى تعديل بيانات مارس/آذار لتظهر خسارة 871 ألف وظيفة بدلا من 701 ألف وظيفة في التقديرات السابقة.

وانتهت بذلك سلسة من النمو القياسي للوظائف تعود إلى أكتوبر/تشرين الأول 2010 في مارس/آذار. وكان من المتوقع أن يرتفع معدل البطالة إلى 16 بالمئة من 4.4 بالمئة في أبريل/نيسان.

ويقول خبراء اقتصاديون إن الاقتصاد دخل في ركود في أواخر مارس/آذار، حين خضع البلد بالكامل تقريبا لإجراءات عزل عام بسبب مرض كوفيد-19.

كورونا يعصف بالاقتصاد الأميركي الأقوى في العالم
كورونا يعصف بالاقتصاد الأميركي الأقوى في العالم

وسبب شلل الأنشطة الاقتصادية في الولايات المتحدة نتيجة إجراءات الغلق المتخذة منذ نحو شهرين لمواجهة انتشار فيروس كورونا، رجة تاريخية للاقتصاد الأميركي ستمتد حتما إلى أشهر ما بعد كورونا.

وكان المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفين هاسيت قد حذر أواخر أبريل/نيسان الماضي من خطورة الوضع، قائلا إن "توقف النشاط الاقتصادي الأميركي بسبب جائحة فيروس كورونا صدمة ذات أبعاد تاريخية من المرجح أن ترفع نسبة البطالة إلى مستويات قياسية غير مسبوقة وتتطلب المزيد من التحفيز لضمان تعاف قوي".

وتابع "هذه أكبر صدمة سلبية شهدها اقتصادنا على الإطلاق على ما أعتقد. سنشهد معدلات بطالة تقترب من المعدلات التي رأيناها خلال الكساد العظيم في الثلاثينات من القرن الماضي".

وتقدم عدد قياسي من الأميركيين بلغ 26.5 مليون بطلبات للحصول على إعانات البطالة منذ منتصف مارس/آذار، وتداعت مبيعات التجزئة وبناء المنازل وثقة المستهلكين.

وقبل الجائحة كان معدل البطالة في الولايات المتحدة يحوم عند أقل مستوى في 50 عاما عند 3.5 بالمئة.

وتعد الولايات المتحدة التي سجّلت أول وفاة نهاية فبراير/شباط الماضي، الدولة الأكثر تضرّراً جراء الوباء سواء من حيث عدد الوفيات أو الإصابات.

وسجلت أكبر عدد من إجمالي الوفيات بلغ 75670 وفاة من أصل 1256972 إصابة. وشفي 195036 على الأقل.

وفي العالم أودى فيروس كورونا المستجد بحياة 269514 شخصا على الأقل منذ ظهوره لأول مرة في الصين في ديسمبر/كانون الأول، فيما بلغ عدد الإصابات المسجلة بالفيروس أكثر من 3 ملايين و856 ألفاً و400 إصابة في 195 دولة ومنطقة. ومن بين هؤلاء، شُفي ما لا يقل عن مليون و256 ألفاً و900 مريض.