أميركا تشدد الضغط على موريتانيا بسبب العبودية

ترامب يقرر إلغاء مزايا تجارية ممنوحة لموريتانيا لعدم تحقيق تقدم يذكر في التصدي لممارسات التشغيل القسري أو بالسخرة مثل العبودية المتوارثة.

واشنطن - قال مكتب الممثل التجاري الأميركي إن الرئيس دونالد ترامب يعتزم إلغاء مزايا تجارية ممنوحة لموريتانيا اعتبارا من أول يناير كانون الثاني لأنه يرى أن نواكشوط لم تحرز تقدما كافيا في التخلص من ممارسات التشغيل بالسخرة.

وقال المكتب في بيان إن ترامب اتخذ هذا القرار بعد تقرير الأهلية السنوي الذي خلص إلى أن متطلبات قانون النمو والفرص في أفريقيا الذي يكفل إعفاء سلع معينة من الرسوم الجمركية لا تنطبق على موريتانيا.

وقال مساعد الممثل التجاري الأميركي سي.جيه. ماهوني "ممارسات التشغيل القسري أو بالسخرة مثل العبودية المتوارثة لا مكان لها في القرن الحادي والعشرين".

وأضاف "نأمل أن تتعاون معنا موريتانيا للقضاء على السخرة والعبودية المتوارثة كي تستعيد أهليتها لقانون النمو والفرص في أفريقيا مستقبلا".

في الوقت الذي تدعي فيه الحكومة الموريتانية محاربة الرق والعبودية ومنح مختلف فئات المجتمع الموريتاني المزيد من الحقوق السياسية والاقتصادية، ما زالت فئة كبيرة من الموريتانيين تسمى بـ"الحراطين" تعاني من آثار هذه الظاهرة التي تهدد تماسك المجتمع الموريتاني.

ترامب
ترامب يضغط تجاريا

وألغت موريتانيا الرق بمرسوم رئاسي عام 1981، غير أن غياب القوانين الرادعة وتأثير الثقافة والموروث الاجتماعي أدى إلى استمرار الممارسات الاستعبادية في حياة الموريتانيين، حيث عاد أبناء العبيد إلى العمل لدى "أسيادهم" السابقين بسبب عجزهم عن تأمين لقمة عيشهم في غياب تام لأي دور للسلطات في دعم من يعانون من الأمية والفقر والتهميش.

وأقرت موريتانيا في أغسطس/آب 2015 قانونا يجعل من العبودية التي ألغيت رسميا في 1981 "جريمة ضد الإنسانية" يعاقب عليها بالسجن حتى عشرين عاما مقابل عقوبة سابقة بالسجن بين خمسة وعشرة أعوام، لكن الوضع لم يسجل أي تقدم ميداني بحسب منظمات غير حكومية.

تقدر منظمة "وولك فري" الأميركية عدد الأشخاص الذي يعانون من بقايا العبودية في موريتانيا بـ90 ألف شخص، أي أن نحو 21 من كل ألف شخص في موريتانيا يواجهون شكلا من أشكال العبودية الحديثة.