أميركا توقف خطط الانسحاب من سوريا لحماية حقول النفط

واشنطن ترسل مئات الجنود وعشرات الدبابات لحماية حقول النفط من تهديدات داعش والنظام السوري والنفوذين الروسي والإيراني.

واشنطن - كشف مسؤول رفيع في البنتاغون عن نوايا أميركية لإرسال جنود ودبابات واليات الى سوريا لحماية حقول النفط من تهديد داعش ونظام الاسد والنفوذين الروسي والإيراني ما يعتبر تراجعا عن خطط الانسحاب الكامل من سوريا.
وحسب معلومات تحصلت عليها مجلة "النيوزويك" ونشرتها الخميس فان الخطط الاميركية تتمثل في ارسال قوات الى شرق البلاد الغني بالنفط بعد الانسحاب من الشمال الذي يشهد توترا بسبب التدخل التركي في مواجهة الأكراد.
وقال المسؤول ان القوات الأميركية ستنشر نصف كتيبة قتالية تابعة لأحد الالوية المدرعة تحوي قرابة 30 دبابة من نوع "ابرامز" اضافة الى مئات الجنود وذلك لدعم القوات الكردية التي تقاتل داعش في المناطق الغنية بالنفط ولإبعاد خطر النظام السوري وحلفائه.
كما كشف مسؤول عسكري الخميس إن الولايات المتحدة ملتزمة بتعزيز وضعها العسكري في سوريا بعتاد إضافي بهدف منع فلول تنظيم الدولة الإسلامية أو قوى أخرى من السيطرة على حقول النفط.

ولم يفصح المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، عن العتاد الذي تدرس واشنطن إرساله.
وقال المسؤول "من أكبر المكاسب التي حققتها الولايات المتحدة وشركاؤنا في الحرب على داعش السيطرة على حقول النفط في شرق سوريا، والتي كانت مصدرا مهما للإيرادات للتنظيم".
وأضاف "يجب أن نحرم داعش من مصدر الدخل هذا لضمان عدم عودته للظهور".

يجب أن نحرم داعش من مصدر الدخل هذا لضمان عدم عودته للظهور

وقال مسؤول أميركي آخر مشترطا عدم الكشف عن اسمه إن وزير الدفاع مارك إسبر والجنرال مارك ميلي رئيس هيئة الأركان المشتركة "يواصلان إعداد خيارات للعرض على الرئيس".
وتصريحات المسؤولين العسكريين الأميركيين من أوضح المؤشرات حتى الآن على أن الولايات المتحدة لم توقف فحسب خطط الانسحاب الكامل من سوريا، وإنما قد تضيف بعض القدرات الجديدة لتعزيز القوات الأميركية التي ستبقى هناك.
وتعرض ترامب لانتقادات في الكونغرس بسبب خطط الانسحاب من سوريا، بما في ذلك من أعضاء جمهوريين كبار يقولون إن ذلك فتح الطريق أمام هجوم تركي على القوات الكردية التي كانت أكبر حليف للولايات المتحدة في المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.
وسوف يحتاج أي وجود عسكري أميركي كبير على الأرض إلى قدرات مناسبة للدفاع عنه في مواجهة أي هجوم محتمل، لا سيما في المناطق الغنية بالنفط في سوريا والتي يمكن أن تصبح هدفا ليس فقط لتنظيم الدولة الإسلامية وإنما أيضا للقوات المدعومة من روسيا أو إيران هناك.

ويظهر ان النفط من الدوافع الكبيرة لبقاء الجنود الاميركيين في سوريا وهي سياسة اميركية في المنطقة اصبحت واضحة للعيان ومكشوفة في عهد ترامب.

القوات الروسية في سوريا
روسيا دعمت نفوذها في سوريا ما اثار مخاوف الولايات المتحدة

وقال السناتور الجمهوري لينزي جراهام، الذي انتقد بشدة خطط ترامب للانسحاب من سوريا، للصحفيين الخميس "هناك خطة قيد الإعداد من هيئة الأركان المشتركة أعتقد أنها قد تنجح، قد تتيح لنا ما نريد لمنع داعش من العودة للظهور ومنع إيران من الاستيلاء على النفط، ومنع داعش من الاستيلاء على النفط".
وتابع قائلا بعد أن تلقى إفادة من رئيس هيئة الأركان المشتركة في البيت الأبيض "أشعر إلى حد ما بأن خطة يجري إعدادها ستلبي أهدافنا الجوهرية في سوريا".
وطالبت روسيا الخميس بمغادرة أي جنود أميركيين باقيين في سورية، متهمة الولايات المتحدة بأنها قوة احتلال في الدولة التي مزقتها الحرب والواقعة في الشرق الأوسط. 
وقال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الحكومية "تاس": "بالنسبة لوجود جنود أميركيين في سورية، فإن موقفنا معروف جيدا. وجود الوحدات الروسية في سورية هو فقط الشرعي بدعوة من القيادة السورية".

وفي المقابل ذكرت وكالة إنترفاكس نقلا عن وزارة الدفاع الروسية الجمعة أن نحو 300 من أفراد الشرطة العسكرية الروسية وصلوا من إقليم الشيشان بجنوب روسيا إلى سوريا.

وقالت الوكالة إن الشرطة العسكرية ستقوم بمهام حراسة في مناطق معينة وستساعد في عملية انسحاب المقاتلين الأكراد وأسلحتهم إلى ما يبعد بثلاثين كيلومترا عن الحدود السورية التركية.

والنفوذ الروسي المتصاعد في سوريا وفي المنطقة يزعج الولايات المتحدة الحليف التقليدي لاغلب دول منطقة الشرق الاوسط.