أميركا ستتحرك إذا سلمت الناقلة الإيرانية النفط إلى سوريا

بومبيو: أوضحنا أن أي أحد يلمسها، أي أحد يدعمها، أي أحد يسمح للسفينة بالرسو يواجه خطر التعرض لعقوبات من الولايات المتحدة.

واشنطن - قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الثلاثاء إن الولايات المتحدة ستتخذ كل ما بوسعها من إجراءات لمنع ناقلة إيرانية من تسليم النفط إلى سوريا في انتهاك للعقوبات الأميركية.

وقال بومبيو للصحفيين "أوضحنا أن أي أحد يلمسها، أي أحد يدعمها، أي أحد يسمح للسفينة بالرسو يواجه خطر التعرض لعقوبات من الولايات المتحدة". وأضاف "إذا اتجهت تلك السفينة مجددا إلى سوريا فسوف نتخذ كل ما بوسعنا من إجراءات بما يتسق مع تلك العقوبات من أجل منع ذلك".

سوف نتخذ كل ما بوسعنا من إجراءات بما يتسق مع تلك العقوبات من أجل منع ذلك

وغادرت الناقلة أدريان داريا 1، التي كانت تعرف باسم جريس 1، جبل طارق يوم 18 أغسطس آب. وأظهرت بيانات تتبع السفن اليوم الثلاثاء أن السفينة متجهة إلى ميناء كالاماتا اليوناني.

وكان مسؤول بوزارة الخارجية الأميركية اكد الثلاثاء إن الولايات المتحدة نقلت "موقفها القوي" للحكومة اليونانية بشأن الناقلة الإيرانية التي أبحرت إلى اليونان الاثنين بعد احتجازها في جبل طارق.

وأضاف المسؤول أن أي جهود لمساعدة الناقلة الإيرانية قد يُنظر لها على إنها دعم لمنظمة تدرجها الولايات المتحدة على قائمة المنظمات الإرهابية.

وقال المسؤول إن الناقلة كانت تساعد الحرس الثوري عن طريق نقل النفط إلى سوريا

وأضاف المسؤول أن الولايات المتحدة عبرت عن "موقفها القوي" إلى الحكومة اليونانية، وكذلك لجميع الموانئ في البحر المتوسط بشأن تقديم تسهيلات للناقلة.

الحرس الثوري الايراني
الحرس الثوري استغل الناقلة لنقل النفط الى سوريا في انتهاك للعقوبات

وقالت اليونان الثلاثاء إنها لم تتلق طلبا من ناقلة نفط مثار خلاف بين إيران والولايات المتحدة للرسو في أحد موانئها.

وقال متحدث باسم وزارة الشحن اليونانية "السفينة تبحر بسرعة منخفضة ولا يوجد إعلان رسمي بعد عن أنها ستصل إلى كالاماتا".

وحذرت طهران الاثنين واشنطن من القيام بمحاولة أخرى لاحتجاز ناقلتها التي غادرت جبل طارق رغم محاولة الولايات المتحدة لاحتجازها.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي في مؤتمر صحافي "إيران أرسلت التحذيرات الضرورية للمسؤولين الأميركيين من خلال القنوات الرسمية ... بعدم القيام بمثل هذا الخطأ إذ سيكون له عواقب وخيمة".

وأبحرت ناقلة النفط الإيرانية بعد رفض سلطات المنطقة البريطانية طلباً أميركياً لاحتجاز الناقلة مجدّداً بتهمة انتهاك العقوبات الأميركية المفروضة على طهران.

وبحسب الموقع الإلكتروني "مارين ترافيك" المتخصّص في تعقّب حركة السفن فإنّ الناقلة أبحرت ليل الأحد من قبالة سواحل جبل طارق متجهة جنوباً.

وبررت حكومة جبل طارق رفضها الطلب الأميركي بأنّ العقوبات الأميركية لا تسري في الاتحاد الأوروبي.

وقالت سلطات جبل طارق في بيان "بموجب القانون الأوروبي، ليس بمقدور جبل طارق تقديم المساعدة التي تطلبها الولايات المتحدة"، إذ تريد واشنطن حجز الناقلة استناداً إلى العقوبات الأميركية على إيران.

وهي المرة الثانية التي ترفض فيها سلطات جبل طارق طلب المساعدة الأميركي في إطار هذه الأزمة القائمة بين واشنطن وطهران ولندن.

وسمحت سلطات جبل طارق الخميس للناقلة بالمغادرة بعد ضمان طهران أن حمولتها البالغة 2,1 مليون برميل نفط لن يتم تسليمها إلى سوريا.

وأوضح بيان سلطات المنطقة البريطانية أنه في غضون ذلك قدمت الولايات المتحدة عدة طلبات لمنع الناقلة من الإبحار، وقدمت وزارة العدل الأميركية الجمعة طلباً لاحتجاز الناقلة بناء على العقوبات الأميركية على إيران.

وأكد البيان أن "نظام عقوبات الاتحاد الأوروبي مختلف بشكل جوهري عن نظام الولايات المتحدة". بالإضافة إلى ذلك، تمنع النظم الأوروبية "تحديداً تطبيق بعض القوانين الأميركية"، بينها تلك التي تنصّ على العقوبات ضد إيران.

وتسبّب اعتراض الناقلة "غريس 1" بأزمة خطيرة بين لندن وطهران التي أكّدت أن وجهة الناقلة لم تكن سوريا. كما قامت السلطات الايرانية بعد 15 يوماً على هذه الحادثة باحتجاز ناقلة النفط البريطانية "ستينا ايمبيرو" في مضيق هرمز.

كما احتجزت إيران أيضاً ناقلتي نفط أخريين ما زاد من تفاقم التوتر في منطقة تعرضت فيها بواخر عدة لاعتداءات أو تضررت بسبب ألغام، كما أسقطت ايران طائرة مسيرة اميركية، كل ذلك وسط تشديد متزايد للعقوبات الأميركية على ايران.

وكانت السفينة "غريس 1" ترفع العلم البنمي، ولتمكينها من مواصلة إبحارها تمت تسميتها "ادريان داريا" وباتت ترفع العلم الايراني الذي شوهد الأحد يرفرف عليها.