
أميركا فوق صفيح ساخن قبل الحسم الانتخابي
واشنطن - لا تزال نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية الجمعة بانتظار الحسم في بعض الولايات الرئيسية التي يتواصل فيها فرز الأصوات وسط منافسة محتدمة لا تسمح بالتكهن بالفائز.
وتمنح كل ولاية عددا محددا من كبار الناخبين. وبحسب النتائج التي أعلنت حتى الآن حصل جو بايدن على أصوات 253 إلى 264 من كبار الناخبين، بسبب شكوك حول نتائج ولاية أريزونا، فيما حصل دونالد ترامب على 214.
ويجب أن يحصل المرشح على 270 صوتا لدخول البيت الأبيض.
ولم يحدد حتى الآن لمن سيصوت كبار الناخبين الثلاثة في ألاسكا، لكن لم يفز أي ديموقراطي بهذه الولاية منذ عقود ما يجعل نتيجة التصويت فيها شبه محسومة.
وفي خضم الجدل القائم والتراشق بالاتهامات بين الفريقين الجمهوري والديمقراطي وما رافقها من احتجاجات وتبادل للعنف دعا وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إلى التحلي بالصبر.
وذكر ماس في تصريحات للقناة الثانية في التليفزيون الألماني (زد دي إف) إن المرشح الديمقراطي جو بايدن على حق حيث قال "على الجميع التحلي بالصبر... نتائج الانتخابات متقاربة في كل مكان".
وافاد ماس أنه لا يعتبر إعادة الفرز في حال الفروق الضئيلة في النتائج "عملية إشكالية إلى هذا الحد"، موضحا أن هذا هو الحال أيضا في ألمانيا مع الفوارق الضئيلة في نتائج الانتخابات، وقال: "ما زلت آمل أن تكون هناك نتيجة في المستقبل المنظور".
ومع الحديث المتواتر بين المرشحين بايدن وترامب حول فوزهما المرتقب بنتائج الانتخابات الرئاسية يترقب الاميركيون نتائج فرز الاصوات في خمس ولايات حاسمة.
أريزونا '11 من كبار الناخبين'
وحصل جو بايدن على 50,3 بالمئة من الأصوات في الاقتراع الشعبي، في مقابل 48,3 لصالح ترامب، بفارق 58 ألف صوت بعد فرز 86 بالمئة من الأصوات.
وقدّرت محطة "فوكس" ووكالة "أسوشيتد برس" الأميركية ليل الثلاثاء الأربعاء أن المرشح الديموقراطي فاز في هذه الولاية الواقعة في غرب البلاد، إذ اعتبرا من المستحيل أن يتدارك الرئيس تأخره.
لكن فضلت وسائل إعلام أخرى على غرار "نيويورك تايمز" و"سي إن إن" التريث قبل إعلان فوز أحد المرشحين في الولاية التي تصوت عادة للجمهوريين.
ورجحت السلطات المحلية أنه لا يمكن إنهاء الفرز قبل الجمعة.
جورجيا '16من كبار الناخبين'

وتم فرز 98 بالمئة من الأصوات في هذه الولاية الواقعة في جنوب شرق البلاد وتصوت عادة للجمهوريين. ويتصدر دونالد ترامب النتائج فيها منذ مساء الثلاثاء لكن الفرق يتراجع تدريجا ليصل 3486 صوت فقط عن جو بايدن، واستقرت النسب عند 49,4 بالمئة في مقابل 49,23بالمئة على التوالي.
لكن وسائل إعلام أميركية افادت أن بايدن تقدّم الجمعة على ترامب في الولاية الحاسمة بينما لا يزال فرز الأصوات مستمرا.
وذكرت شبكتا "سي إن إن" و"فوكس نيوز" أن بايدن بات يتقدّم على ترامب في الولاية الجنوبية بـ917 صوتا. ويُذكر أن ترامب فاز بجورجيا بخمس نقاط مئوية العام 2016.
نيفادا ستة من الناخبين الكبار
وتم فرز 89 بالمئة من الأصوات في هذه الولاية الصحراوية الواقعة في غرب البلاد والتي اختارت الديموقراطية هيلاري كلينتون العام 2016.
ويتصدر جو بايدن النتائج فيها بحصوله على 49,4 بالمئة من الأصوات حتى الآن في مقابل 48,5 بالمئة لدونالد ترامب. والفارق أقل من 11500 صوت
بنسلفانيا عدد الناخبين الكبار عشرون
وتم تعداد 94 بالمئة من الأصوات في هذه الولاية الصناعية الواقعة في منطقة "حزام الصدأ" في شمال شرق البلاد، حيث قام كل من المرشحين بحملة نشطة.
وتقلّص التقدم المريح لدونالد ترامب وبات الفرق 64 ألف صوت مع منافسه (49,8 بالمئة في مقابل 98,2 بالمئة لجو بايدن).
وكل الأصوات التي لم تفرز بعد أتت بالبريد، طريقة التصويت التي يفضلها الناخبون الديموقراطيون، ما يبقي على احتمال تغيّر كفة النتائج لصالح بايدن، وفق وسائل الإعلام الأميركية.
كارولاينا الشمالية '15من كبار الناخبين'
وتم فرز 95 بالمئة من الأصوات في هذه الولاية الواقعة في جنوب شرق البلاد والجمهورية تقليديا.
وحاليا يتقدم دونالد ترامب (50 بالمئة) على جو بايدن (48,6 بالمئة) بفارق 77 ألف صوت تقريبا.
لكن الأصوات البريدية المرسلة في موعد أقصاه يوم الانتخابات في الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر، تُقبل إذا ما وصلت خلال الأيام التسعة التالية.
وكثف أنصار ترامب من مظاهراتهم الليلة الماضية احتجاجا على انتخابات يرون أنها شهدت تلاعبا أو أنها سُرقت من مرشحهم، وحمل البعض أسلحة أو اشتبكوا مع مؤيدين للمرشح المنافس كانوا متجمعين في ولايات حاسمة.
وفي أريزونا تجمع أنصار ترامب أمام هيئة انتخابات مقاطعة ماريكوبا في فينيكس.
ولفترة قصيرة، لاحق البعض رجلا كان يحمل لافتة تصور الرئيس كخنزير نازي وكان واقفا خلف منصة يتحدث من عليها المذيع اليميني أليكس جونز.
وتدخلت الشرطة وفضت المواجهة بعد أن أحاط مناصرو ترامب بالرجل ومجموعته الصغيرة وفق ما رصده شاهد من رويترز. ولم ترد أنباء عن إصابات.
وقال جونز أمام الحشد الذي ضم حوالي 300 شخص "يحاولون سرقة الانتخابات لكن أمريكا تعرف ما حدث وتقاوم".
وتشهد البلاد احتجاجات متناثرة صغيرة وسلمية إلى حد كبير منذ توجه الأميركيون إلى صناديق الاقتراع يوم الثلاثاء.
وقال موقع فيسبوك إنه حذف مجموعة مؤيدة لترامب كانت تتضخم بسرعة وتنشر خطابات تحض على العنف وتدعو إلى نشر "جنود على الأرض" لضمان نزاهة الانتخابات.
ويرفع مؤيدو بايدن شعار "احصوا كل صوت" قائلين إن الإحصاء الكامل والدقيق في الولايات الحاسمة المتبقية سيظهر أن مرشحهم، الذي تولى من قبل منصب نائب الرئيس، فاز بالعدد اللازم للفوز بالمجمع الانتخابي وهو 270 صوتا.
وقال ترامب مرارا دون أن يورد أدلة إن الأصوات الواردة بالبريد عرضة للتزوير، رغم أن خبراء الانتخابات يقولون إن التزوير نادر في الانتخابات الأميركية.
احتجاجات في بنسلفانيا

وعقد أنصار المعسكرين تجمعات الخميس في مدينة فيلادلفيا حيث يجري ببطء فرز آلاف الأصوات الواردة بالبريد والتي قد تقرر أصوات ولاية بنسلفانيا العشرين الحاسمة في المجمع الانتخابي.
ولوح أنصار ترامب برايات كُتب عليها "التصويت يتوقف يوم الانتخاب" و"عذرا، مراكز الاقتراع أُغلقت"، بينما رقص مؤيدو بايدن على نغمات الموسيقى من وراء حاجز على الجهة المقابلة من الشارع.
وقال بوب بوسوني، وهو أخصائي اجتماعي متقاعد يبلغ من العمر 70 عاما "لا يمكننا السماح بترويع العاملين في إحصاء الأصوات". وكان يرتدي قميص تي-شيرت مكتوبا عليه "احصوا كل صوت".
وفي وقت متأخر من يوم الخميس، قالت شرطة فيلادلفيا إنها تحقق في مخطط مزعوم لمهاجمة مركز المؤتمرات في بنسلفانيا، الذي لا تزال عملية فرز الأصوات جارية فيه. واحتجزت الشرطة رجلا واحدا على الأقل وصادرت سلاحا. ولم ترد أنباء عن إصابة أحد.
وفي هاريسبرج، تجمع حوالي 100 من مؤيدي ترامب على سلم مبنى برلمان ولاية بنسلفانيا عصر الخميس في إطار حملة "أوقفوا السرقة" التي نظمها الناشط المحافظ سكوت بريسلر.
وقال بريسلر "هذا ليس تجمعا لدعم مرشح معين. هذا تجمع يطالب بأمرين: الحق والعدل". وأضاف في مقابلة أنه يعتزم جمع أموال من أجل مراجعة فرز الأصوات في الولاية.
وفي ميلووكي، تجمع حوالي 50 من أنصار ترامب أمام مبنى حكومي يجري فيه إحصاء الأصوات وأطلقوا الموسيقى ملوحين برايات ولافتات كُتب عليها "أعيدوا الفرز" و"مزورة".
وفي لاس فيغاس، احتشد 400 محتج على الأقل أمام إدارة انتخابات مقاطعة كلارك ورددوا أناشيد وطنية في مكبرات للصوت ولوح عشرات بأعلام أميركية ضخمة ورايات تحمل صورة ترامب.
وفي واشنطن العاصمة، تحرك ببطء موكب من السيارات والدراجات احتجاجا على ما وصفوه بأنه "هجوم على العملية الديمقراطية" من جانب ترامب وأنصاره.