أمير الكويت إلى واشنطن لبحث قضايا المنطقة

الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح سيسافر إلى واشنطن الاثنين في زيارة عمل ويعقد محادثات مع الرئيس الأميركي بخصوص العديد من الملفات العالقة.
أمير الكويت يمكن أن يقدم صورة دقيقة لإدارة ترامب عن حقيقة ما يجري في الجبهة اليمنية

القاهرة - أعلنت وكالة الأنباء الكويتية الأحد أن أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح سيسافر إلى واشنطن غدا الاثنين في زيارة عمل ويعقد محادثات مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وقال البيت الأبيض في بيان إن الزعيمين سيبحثان قضايا التجارة والاستثمار والتعاون الأمني في اجتماعهما المقرر في الخامس من سبتمبر/أيلول.

وقاد أمير الكويت جهود الوساطة لحل خلاف نشب منذ عام عندما قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر العلاقات الدبلوماسية والتجارية وحركة النقل مع قطر. واكدت الدول الأربع نورط الدوحة بدعم الإرهاب وتوثيق صلاتها بعدوتهم الإقليمية إيران.

وانحاز ترامب علنا إلى صف السعودية والإمارات في بداية الأزمة لكنه بدأ بعد ذلك يحث على التوصل لحل لاستعادة الوحدة في الخليج والحفاظ على جبهة موحدة في مواجهة إيران.

ونشرت رويترز تقريرا في يوليو/تموز نقلا عن مسؤولين أمريكيين وعرب قالوا إن إدارة ترامب تمضي قدما سرا في مساع لتشكيل تحالف أمني وسياسي جديد مع الدول الخليجية الست ومصر والأردن لأهداف من بينها التصدي للتوسع الإيراني في المنطقة.

وقالت مصادر إن إدارة ترامب تأمل أن تتم مناقشة ذلك التحالف الذي أُطلق عليه مؤقتا اسم "تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي" خلال قمة تقرر مبدئيا أن تعقد في واشنطن في 12 و13 أكتوبر/تشرين الأول على الرغم من أنهم أشاروا إلى أن الأزمة مع قطر قد تشكل عقبة كبرى أمام الأمر.

وكان الشيخ صباح الأحمد أجرى آخر زيارة له إلى واشنطن في سبتمبر من العام الماضي، والتقى خلالها الرئيس ترامب، وتركز جزء من تلك الزيارة على الخلاف الخليجي مع قطر بشأن علاقتها بالإرهاب ودعمها لمجموعات وعناصر إسلامية متشددة تتخذ من وسائل الإعلام القطرية بوابة لاستهداف دول الخليج ومصر بحملات تشويه مستمرة.

ولا يتوقع مراقبون أن يأخذ موضوع قطر من زيارة الشيخ صباح الأحمد إلى واشنطن أهمية لاعتبارات أهمها أن القضية أصبحت قديمة ومعهودة، والولايات المتحدة ذاتها سبق أن طالبت بالبحث عن حل خليجي داخلي لها، لكن الدوحة أفشلت هذا الخيار برفضها التجاوب مع شروط جيرانها، واختارت البحث عن تدخلات خارجية لم تفض إلى أي نتيجة.

ويلفت المراقبون إلى أن أمير الكويت نفسه لم يعد متشجعا بسبب العناد القطري، وهو يعرف جيدا أن هامش نجاح الوساطة محدود بعد أن تراجعت الدوحة في كل مرة عن تعهداتها له سواء من خلال لقاءاته المباشرة مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أو من خلال الوعود التي كان يلقاها مبعوثه الخاص إلى الدوحة.

ولم ترسل الدوحة بأي إشارات إيجابية تجاه جهود الكويت، وعلى العكس فقد عملت على دق الإسفين بينها وبين السعودية بالإيهام بأن الكويت لا تشترك مع الدول الأربع في تقييم الأزمة، وأنها تتفهم الموقف القطري.

وتقول أوساط خليجية إن أمير الكويت، الذي رعت بلاده مفاوضات الحل السياسي في اليمن لفترة لا بأس بها، يمكن أن يقدم صورة دقيقة لإدارة ترامب عن حقيقة ما يجري في الجبهة اليمنية، وكيف يمكن للولايات المتحدة أن تساعد على الحل خاصة أن الإدارة الأميركية السابقة تتحمل جزءا كبيرا من مسؤولية إرجاء هذا الحل من خلال التسوية بين الجهة اليمنية الشرعية والمتمردين الحوثيين الذين سيطروا على العاصمة صنعاء بقوة السلاح.