أمير قطر يزور أردوغان: الوسيط أم الحليف؟

زيارة الشيخ تميم لتركيا تأتي بعد صمت قطري مريب ما يترجم الخشية القطرية من استفزاز الولايات المتحدة.
قطر مترددة بأن تدفع مالا لدعم الليرة لن يكون كافيا
الدوحة تخشى من حشر نفسها في أزمة بلد آخر يفاقم خلافاتها

الدوحة - ذكرت وكالة الأنباء القطرية أن الأمير تميم بن حمد آل ثاني يعتزم زيارة تركيا الأربعاء لإجراء محادثات مع الرئيس رجب طيب أردوغان بعد صمت قطري مريب إزاء أزمة الليرة ما دفع مراقبون الى طرح تساؤلات حول هذه الزيارة ودوافعها ودخولها ضمن سياق الوساطة القطرية لحل الأزمة مع الولايات المتحدة أم أنها من باب الوقوف بجانب الحليف الأبرز في المنطقة.

وتأتي الزيارة فيما تراجعت قيمة العملة التركية مع تدهور العلاقات مع الولايات المتحدة. وتحافظ تركيا وقطر عادة على روابط جيدة بينهما ودعمت أنقرة الدوحة في خلافها مع السعودية ودول عربية أخرى.

ويأتي تحرك الشيخ تميم بعد صمت قطري مريب إزاء أزمة الليرة خاصة أن أردوغان كان أول من يلقي بنفسه للدفاع عن قطر في أزماتها السابقة سواء تعلق الأمر بمواقفها حيال ملفات المنطقة أو مقاطعتها من طرف الدول الأربعة على خلفية تورطها في دعم الإرهاب.

وأرجع مراقبون هذا الصمت القطري الى خشية الدوحة من استفزاز الولايات المتحدة وخسارة المزيد من النقاط في سياق نفوذها المتراجع في المنطقة.

وتبقى زيارة أمير قطر لأردوغان محل تساؤلات عدة حول الدور القطري هذه المرة هل يأتي في اطار تقديم الشيخ تميم لنفسه كوسيط لنزع فتيل الخلاف مع واشنطن أم أنها من باب الوقوف مع الحليف الابرز في المنطقة وإذا كان ذلك صحيحا فلماذا كل هذا التأخير في دعم تركيا.

 وأكد المراقبون أن قطر مترددة بأن تدفع مالا لدعم الليرة لن يكون كافيا، وإذا قامت بدفع أموال فإنها فستجد نفسها في دوامة أزمة بلد آخر يراكم مشاكلها وخلافاتها خاصة ان الدوحة غارقة قي أزمات متعددة.

تحرك قطري متأخر وغامض

وفي هذا السياق تحدثت تقارير صحفية تركية عن حالة الإحباط التي تسود المجتمع التركي حاليا بسبب الصمت القطري تجاه الأزمة التي تعصف باقتصاد البلاد جراء العقوبات الأميركية ضد أنقرة.

وذكرت صحيفة "تقويم" التركية في تقرير أوردته الثلاثاء أن قطر التي بدلا من أن تدعم أنقرة، اختارت أن تبقى صامتة تجاه ما يحدث في تركيا، رغم أن الأخيرة انبرت لدعم قطر خلال مقاطعة معظم دول الخليج لها.

وأجرى الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اتصالا هاتفيا مع أمير قطر بعد يوم من تقرير لصحيفة "فايننشيال تايمز" البريطانية، جاء فيه أن أردوغان سيلجأ إلى قطر في خلافه الأخير مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

ونقلت مصادر في الرئاسة التركية، حسب وكالة "الأناضول" الرسمية، أن "الزعيمين أكدا عزم بلديهما على تعزيز العلاقات الثنائية في كافة المجالات، واتفقا على استمرار التواصل الوثيق بينهما" وحسب. وتخشى قطر من مجازفتها بدعم تركيا وما له من تبعات في العلاقة مع الولايات المتحدة.

وقطر الغارقة في أزمات متعددة والمتورطة في دعم الإرهاب لا تريد المزيد من الخلافات كما أن رهانها على المال قد لا ينجح في حل أزمة الليرة وهو ما دفعها الى التردد والتريث قبل اتخاذ أي موقف وفق ما أفاد متابعون.

وفقدت العملة التركية نحو 40 بالمئة من قيمتها منذ بداية العام، بعدما ضاعف الرئيس الأميركي يوم الجمعة الماضي،الرسوم الجمركية على واردات الألومنيوم والصلب التركية، وذلك بعد أيام من فرض واشنطن عقوبات على وزيري العدل والداخلية التركيين، بذريعة عدم الإفراج عن القس الأمريكي أندرو برانسون الذي تحتجزه تركيا بتهم تتعلق بالإرهاب.

وردا على هذه الخطوة، دعا الرئيس التركي مواطنيه  لدعم الليرة ومقاطعة المنتجات الإلكترونية الأميركية، واصفا العقوبات بأنها حرب اقتصادية، وهدد بالتخلي عن الدولار الأميركي في التجارة مع دول أخرى.