"أنا قادم" يصور حياة الغجر في الأندلس

الفيلم يصور حياة الغجري العاشق للحياة والغناء والرقص لكنه بذات الوقت يذهب بثبات للقتل عندما يتعلق الأمر بالثأر.
توليفة سينمائية قد تبدو خيالية ولكنها في صميمها تحمل هوية الغجر الروحية
كاكو – بطل الفيلم - رجل قوي ومعتد بنفسه، وله تأثيره في مجتمع الغجر المحلي

عمّان ـ "كيف يمكن لدماء تغلي برغبة عارمة بالثأر أن تتدفق هي ذاتها بالحياة والرقص والغناء؟"، تساؤل يلخص الفيلم الإسباني الذي تعرضه مؤسسة عبدالحميد شومان مساء الثلاثاء في مقرها بجبل عمان. 
و"أنا قادم" إنتاج العام 2000، للمخرج الفرنسي الجزائري الغجري توني غاتليف يقدم فيه “توليفة" قد تبدو خيالية ولكنها في صميمها تحمل هوية الغجر الروحية، حيث الغجري العاشق للحياة والغناء والرقص لكنه بذات الوقت يذهب بثبات للقتل عندما يتعلق الأمر بالثأر.
والفيلم دراما اجتماعية على خلفية صراع عنيف وقديم بين عائلتين من الغجر الأندلسيين، حيث كاكو الشخصية الرئيسية في الفيلم والذي أصبح المسؤول الأول عن العائلة بعد سفر أخيه الأكبر إلى المغرب هرباً من الثأر بعد أن قتل رجلاً من عائلة كارافاكا، وترك ابنه المتخلف عقلياً دييجو عرضة للقتل. 
كاكو رجل قوي ومعتد بنفسه، وله تأثيره في مجتمع الغجر المحلي، ومع ذلك فقد تمزق قلبه ألماً بموت ابنته الوحيدة، فراح يزور قبرها باستمرار، يبكي بصمت على صورتها، وقد نقل كل ما لديه من حب وحماية وحماسة إلى ابن أخيه دييجو، لكن هرب أخيه جعله في المواجهة، إذ قدِم افراد عائلة كارافاكا طالبين تحقيق العدالة، وأن يدلهم على مكان أخيه، وعندما رفض كاكو خيانة أخيه، هددوا بقتل ابنه دييجو. على الرغم من اعتزاز كاكو الشديد بنفسه، فإنه يدرك في النهاية أنه يجب كسر دائرة القتل والانتقام. ولكن كيف تمكن من تحقيق ذلك وحماية كل شخص يحبه؟

الفيلم الإسباني الأندلسي
الثقافة الموسيقية في الأندلس

على مستوى آخر يحتفي المخرج غاتليف في فيلمه "أنا قادم" بالثقافة الموسيقية في الأندلس (جنوب إسبانيا)، في مدينة إشبيليه والقرى المحيطة بها، حيث تمتزج عدد من الثقافات والتقاليد المتوسطية (البربرية والغجرية والعربية والإسبانية)، ويطلق الغجر في مدى جنوب إسبانيا موسيقاهم المرتجلة والتي تعبر فيما تعبر عن روح الغجري الثائر، الحر، المحب، والمجروح، وسريع الغضب، وينعكس هذا المزيج من الأمل واليأس في رقص وموسيقى عذبة تحمل اسم الفلامنكو، نشاهدها في الأماكن التي يرتادها الغجر في الفيلم، في الحانات والساحات ويقدمها أشهر مغني وعازفي الفلامنكو، كذلك نشاهد الغناء الصوفي العربي الممتزج بمجتمع الغجر المحلي.
كان لفيلم "أنا قادم" فرصة العرض الختامي في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي عام 2000، ترشح وحاز على أكثر من جائزة دولية.