'أنا لم أعد هنا' عندما تربط الموسيقى الناس بالحياة

فيلم المخرج المكسيكي فرناندو فرياس يركز على دور الموسيقى في كسر الحواجز بين الأشخاص ومنحهم الطمأنينة والحرية.
الفيلم يشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائي
القاهرة السينمائي يحتفي بالسينما المكسيكية

القاهرة - فوق تل مقفر بعيدا عن أعين سكان مدينة مونتيري بشمال المكسيك، يجتمع فتية وفتيات ليمارسوا هوايتهم السرية المحببة.. الرقص على أنغام موسيقى الكومبيا الكولومبية.
دواخل هذا المجتمع السري الصغير هي ما يستكشفه المخرج المكسيكي فرناندو فرياس في فيلمه "أنا لم أعد هنا"، الذي يشارك في المسابقة الرسمية بالدورة الواحدة والأربعين من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.
يتناول الفيلم قصة الفتى يولسيوس (خوان غارسيا تريفينو) الذي يحاول التأقلم مع وفاة أخيه والحياة في ضاحية فقيرة تعج بالعصابات عن طريق موسيقى الكومبيا المبهجة ذات الإيقاع السريع نسبيا. يجد يولسيوس ورفاقه ملاذا في تلك الموسيقى وذلك العالم السري يعينهم على تقبل قسوة الواقع الذي يعيشونه.
لكن الواقع يلاحق يولسيوس أينما ذهب. ويجد الفتى نفسه مضطرا للفرار من مدينته وبلاده إلى الولايات المتحدة، هربا من العصابة التي كان ينتمي لها أخوه والتي بدأت تطارده هو الآخر.
في نيويورك، حيث ينتهي به الحال، يعاني يولسيوس من الحنين لمدينته ورفاقه ومن الشعور بالعزلة في ظل عدم إجادته للغة الإنكليزية ومن نظرات الآخرين لمظهره الذي يبدو لهم غريبا. لا شيء يمنحه الطمأنينة سوى مشغله الموسيقي الذي لا يفارق حقيبته الصغيرة وموسيقى الكومبيا التي أصبحت مرادفا لعالمه الداخلي.

وفي ندوة أعقبت عرض الفيلم، قال المخرج فرياس إنه أراد في المقام الأول أن يصنع فيلما عن الموسيقى وكيف تزيل الحواجز بين الناس.
وقال "هذا العالم موجود بالفعل. أناس يقيمون روابط وثيقة على إيقاع موسيقى الكومبيا. أردت أن التقط ذلك في المقام الأول قبل أن أضعه في سياقه الاجتماعي والسياسي الأكبر".
وأشار إلى أنه لهذا السبب قرر عدم الاستعانة بممثلين محترفين وفضل اختيار شخصيات من الواقع تنتمي لهذا العالم.
وقال "كان معي مدرب تمثيل لكن كان العاتق الأكبر يقع علي في خلق مساحة آمنة لهم لكي يعبروا عن أنفسهم بحرية".
وذكر أنه واجه صعوبات في تصوير بعض المشاهدات في الولايات المتحدة نظرا لعدم وجود ميزانية كافية وتصاريح. وأقر أن بعض المشاهد صورت خلسة تفاديا للأسئلة من الشرطة.
وإلى جانب مشاركته في المسابقة الرسمية، فالفيلم واحد من ثمانية أفلام مكسيكية تعرض خلال هذه الدورة التي اختارت المكسيك ضيف شرف لها.