أنباء عن ايقاف الإمارت قائد جيش الإسلام
دمشق - أعلن جيش الإسلام، أحد الفصائل المسلحة المنضوية في السلطة السورية الانتقالية، توقيف قائده عصام بويضاني قبل أيام في مطار دبي، من دون أن تتضّح أسباب التوقيف، فيما تعتمد دولة الإمارات سياسة صارمة في مواجهة التطرف وتنفيذ الاتفاقيات الدولية المتعلقة بمحاربة الإرهاب. وتبرز عدة فرضيات قد تفسر الايقاف من ضمنها أن بويضاني قد يكون مطلوبا للعدالة الدولية خاصة أن فصيل جيش الاسلام يواجه اتهامات بارتكاب جرائم حرب في سوريا.
وبعد عام من الحكم على ثلاثة مسؤولين في نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد بالسجن مدى الحياة، يُحاكم القضاء الفرنسي اعتبارا من الثلاثاء مجدي نعمة العنصر السابق في جيش الإسلام والذي أودع السجن في يناير/كانون الثاني 2020 تمهيدا لمحاكمته، بتهمة التواطؤ في ارتكاب جرائم حرب بين عامي 2013 و2016 في بلاده. وكان نعمة قد اتخذ من إسلام علوش اسما حركيا.
وتشير هذه المحاكمة إلى أن الكثير من قادة جيش الاسلام ربما يكونون مطلوبين للعدالة الدولية وقد يكون بويضاني الذي أعلن التنظيم المنخرط في السلطة السورية الجديدة، من بين المطلوبين.
ويتزعم بويضاني منذ العام 2015 "جيش الإسلام"، وهو فصيل إسلامي بارز قاتل ضد حكم بشار الأسد، وكان معقله الأبرز في الغوطة الشرقية قرب دمشق حتى العام 2018، قبل أن ينتقل إلى محافظة إدلب (شمال غرب) بعد سيطرة القوات السورية آنذاك على الغوطة.
وإثر إطاحة بشار الأسد، كان جيش الإسلام في عداد الفصائل التي انضوت ضمن وزارة الدفاع، بعد إعلان حلّ كافة الفصائل المسلحة.
وأكّد مصدران مقرّبان من بويضاني لوكالة فرانس برس اليوم الاثنين "توقيفه الخميس من جانب سلطات مطار دبي قبل مغادرته دولة الإمارات التي دخلها مستخدما جواز سفر تركيا".
وقال أحد المصدرين "حتى الآن، لا نعلم سبب التوقيف، ولم نتلقّ ردّا واضحا"، مضيفا "أبلغتنا الحكومة السورية أنها تواصلت مع أبوظبي، لكنها لم تتلق جوابا بعد".
وأوضح أن بويضاني كان "في زيارة شخصية للإمارات، تلبية لدعوة من أحد أصدقائه السوريين المقيمين فيها"، مرجّحا ألا تكون زيارته منسّقة مع الحكومة السورية.
وفي منشور على منصة "تلغرام"، كتب الناطق الإعلامي باسم جيش الإسلام حمزة بيرقدار إن "احتجاز عصام بويضاني، أحد رموز الثورة السورية، انتهاك صارخ للقيم التي يدّعي البعض احترامها"، مضيفا "نطالب الإمارات بالإفراج عنه فورا دون قيد أو شرط".
ولم تتمكّن فرانس برس من الحصول على تأكيد من الإمارات التي كانت أول دولة خليجية استأنفت علاقاتها في السنوات الأخيرة مع الرئيس المخلوع بشار الاسد، وزارها الرئيس الانتقالي أحمد الشرع الشهر الحالي.
وبناء على سياستها القائمة على مكافحة التنظيمات الإرهابية والتصدي لترويج التطرف في المنطقة وفي العالم، تراقب أبوظبي بريبة القيادة الجديدة في دمشق، وتتخوّف من نفوذ تركيا، الحليف الأبرز للسلطات السورية الجديدة، بحسب محللين.
واعتصم عشرات من مناصري بويضاني في ساحة الأمويين في دمشق مطالبين الحكومة السورية بالتدخل لدى الإمارات للإفراج عنه.
وقال أبوخالد ناصيف لفرانس برس "أتظاهر هنا لأوجه رسالة الى الامارات والى حكومة سوريا الجديدة والى وزير الخارجية تحديدا، للمطالبة بخروج البطل القائد عصام بويضاني".
وتولّى بويضاني قيادة "جيش الإسلام" بعد مقتل مؤسسه زهران علوش عام 2015، ويشغل حاليا منصبا قياديا في وزارة الدفاع السورية.
ومنذ وصول السلطة الجديدة الى دمشق، ظهر البويضاني مرّات عدة خلال لقاءات مع الشرع ووزير الدفاع مرهف أبوقصرة. كما كان في عداد قادة الفصائل المسلحة التي شاركت في مؤتمر "إعلان النصر" في يناير/كانون الثاني 2025.
ويتهم ناشطون "جيش الإسلام" بالوقوف خلف خطف المحامية والصحافية المعارضة رزان زيتونة مع زوجها وائل حمادة وسميرة خليل وناظم الحمادي، الناشطين المعارضين، أثناء وجودهم في مدينة دوما، في نهاية عام 2013. لكن الفصيل ينفي الاتهامات، فيما لم ترشح أي معلومات عن مكان وجودهم أو مصيرهم.
ويحاكم القضاء الفرنسي اعتبارا من الثلاثاء مجدي نعمة، المقاتل السابق في جيش الإسلام والمتحدث باسمه، الموقوف منذ 2020 بتهمة التواطؤ في ارتكاب جرائم حرب والانتماء إلى مجموعة إجرامية. وقد يواجه عقوبة السجن 20 عاما.