أنصار أردوغان يعتدون على خصومه بالحجارة خلال تجمع انتخابي

رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو يحصي تسعة إصابات في صفوف مؤيديه، في وقت يغازل أردوغان الإسلاميين باتهام المعارضة بتأييد "مجتمع الميم".

اسطنبول – تحتدم المعركة الانتخابية في تركيا بين المرشحين وأنصارهم بكافة الوسائل، حتى باستعمال الحجارة ضد منافسي الرئيس رجب طيب أردوغان الذي صعّد لهجته ضد خصومه واتهمهم بأنهم من مؤيدي مجتمع الميم في مغازلة لقواعده الشعبية من الإسلاميين.  

فقد تعرض رئيس بلدية إسطنبول المعارض أكرم إمام أوغلو لرشق بالحجارة خلال التجمع الانتخابي بمدينة أرضروم، وهي معقل لحزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وذلك تزامنا مع هجوم آخر طال موكب وزير الصناعة والتكنولوجيا مصطفى فارانك من أنصار المعارضة في مدينة بورصة.

وقطع إمام أوغلو من حزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيسي خطابه وغادر المكان.

وقال لمؤيديه "إننا نغادر حفاظا على سلامتكم"، مضيفا أنه سيرفع دعوى جنائية بحق حاكم أرضروم ورئيس الشرطة لأنهما سمحا بأعمال العنف.

وأظهرت لقطات مصورة إمام أوغلو الذي سيصبح نائبا للرئيس إذا فاز قليجدار أوغلو في الانتخابات وهو يخطب في أنصاره من على حافلة مكشوفة عندما بدأ البعض في رشقه هو وأنصاره بالحجارة.

وقال في وقت لاحق في تغريدة على تويتر "حاكم أرضروم اتصل بي وأخبرني بأن سبعة أشخاص أصيبوا. تحدثت مع تسعة مصابين في هذا الوقت".

ونشر حزب الشعب الجمهوري صورا لأشخاص مصابين بجروح في الرأس.

واتهم إمام أوغلو قوات الأمن بالامتناع عمدا عن اتخاذ أي إجراء، واصفا الحادث بأنه استفزاز. وأكد أن الحادث لا علاقة له بسكان أرضروم، في إشارة إلى المدينة التي وقع فيها الهجوم.

وكتب وزير الداخلية سليمان صويلو في أول رد فعل على تويتر "أكرم إمام أوغلو، الذي يصف الناس في أرضروم بالمحرضين، هو نفسه مُحرّض".

وندد كمال قليجدار أوغلو بالهجوم على تويتر، ودعا أنصاره إلى التزام الهدوء، واتهم الحكومة بالعمل مع المافيا ومسلحين قائلاً "هدفهم ترويع الناس وإبقاؤهم بعيداً عن الانتخابات".

وكان إمام أوغلو لا يزال في طريق عودته إلى اسطنبول في المساء. وكان العديد من المؤيدين ينتظرونه هناك.

ويساند إمام أوغلو مساعي قليجدار أوغلو للرئاسة، ومن المقرر أن يصبح نائباً للرئيس، حال خروج مرشح المعارضة منتصرا في الانتخابات المقررة الأسبوع المقبل.

واتهم الرئيس التركي المعارضة بأنها "مؤيدة لمجتمع الميم" في تجمع انتخابي بإسطنبول، (الأحد)، مصعداً لهجته في مواجهة خصومه.

ومن المقرر تنظيم الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في تركيا في 14 مايو، وتظهر استطلاعات الرأي أن أردوغان يواجه أكبر تحدٍ انتخابي على مدار عقدين قضاهما في السلطة.

وغازل الرئيس في تجمعه الانتخابي بإسطنبول قاعدة مؤيديه ذوي الخلفية الإسلامية المحافظة.

وقال للحاضرين "حزب العدالة والتنمية والأحزاب الأخرى في تحالفنا لن تؤيد أبدا مجتمع الميم لأن الأسرة مقدسة بالنسبة لنا. سنكتسح هؤلاء المؤيدين لمجتمع الميم في صناديق الاقتراع".

وشدد أردوغان لهجته المناهضة لمجتمع الميم في السنوات القليلة الماضية ووصف أعضاءه في أكثر من مناسبه بأنهم "منحرفون".

وهاجم الأحد أبرز منافسيه في الانتخابات قليجدار أوغلو الذي يرأس تحالف المعارضة الرئيسي.

وقال أردوغان "لن يسمح شعبي للسكارى والمغيبين باجتذاب أنظار الناس.. سيد كمال، يمكنك أن تشرب منه براميل. لا شيء سيشفيك".

وأضاف "سترد أمتي الرد اللازم في 14 مايو المقبل، ولن نسمح لقليجدار أوغلو الذي يتعاون مع الإرهابيين بتقسيم وطننا".

واتهم أردوغان منافسه قليجدار أوغلو بالحصول على دعم من حزب العمال الكردستاني المحظور الذي يشن تمردا منذ الثمانينيات أودى بحياة أكثر من 40 ألف شخص. وتعتبره تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي جماعة إرهابية.

وسبق أن نددت المعارضة باتهامات أردوغان بوجود صلة لها بالإرهابيين ووصفتها بأنها خطاب انتخابي خطير ومثير للانقسام.

وحصل أردوغان في انتخابات 2018 الرئاسية على 72 بالمئة من الأصوات في أرضروم.

وبالنسبة لانتخابات مايو الجاري، تحالفت أحزاب المعارضة في تكتل من ستة أحزاب بقيادة المرشح المشترك كمال قليجدار أوغلو، الذي تقول استطلاعات الرأي إنه يتقدم بفارق ضئيل.