أنظمة مكافحة هجمات المسيرات تحظى باهتمام سعودي متزايد

أنظمة مكافحة هجمات الطائرات المسيّرة تحظى باهتمام شديد في صالات أول معرض للدفاع يُنظّم في العاصمة السعودية، فيما تتصاعد مخاطر هذه الطائرات التي تستخدمها جماعات مسلحة بشكل متزايد في الشرق الأوسط.
النقاشات تدور حول حماية بنى تحتية حساسة مختلفة مثل المرافق العسكرية والمدنية
طرح منظومة مضادة للطائرات مسيّرة يمكن حملها على ظهر أفراد الأمن

الرياض - تحظى أنظمة مكافحة هجمات الطائرات المسيّرة باهتمام شديد في صالات أول معرض للدفاع يُنظّم في العاصمة السعودية، فيما تتصاعد مخاطر هذه الطائرات التي تستخدمها جماعات مسلحة بشكل متزايد في الشرق الأوسط.
وفي كانون الأول/ديسمبر، قال التحالف العسكري في اليمن بقيادة السعودية إنّ المتمردين الحوثيين أطلقوا أكثر من 850 طائرة مسيرة مفخخة و400 صاروخ بالستي على السعودية في السنوات السبع الماضية، ما أسفر عن مقتل 59 مدنيا.
وتقود السعودية منذ 2015 تحالفا عسكريا يضمّ الإمارات، دعماً للحكومة التي تخوض نزاعاً دامياً ضدّ المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران منذ 2014.
وتنظم السعودية منذ الأحد ولأربعة أيام "معرض الدفاع العالمي" الأول في وسط الصحراء في شمال الرياض، ما يوفّر فرصة لنحو 600 شركة وهيئة مختصة بالصناعات العسكرية في 42 بلدا لعرض أحدث منتجاتها.
وقال الرئيس التنفيذي للعمليات في شركة "ادفنسيد بروتيكشن سيستمز" البولندية توماس كوسوفيسكي "هناك اهتمام كبير بالأنظمة الدفاعية وأنظمة التصدي للطائرات المسيّرة" في المعرض.
وأضاف "الاهتمام بالحلول (لمنع الهجمات) بالطبع مرتفع ويتزايد من شهر للآخر"، فيما كان زميله يشرح أنظمة الشركة لمسؤول دفاعي خليجي أبدى اهتماما بمعرفة الأسعار.
وكانت الشركة باعت أنظمة عسكرية للمملكة الخليجية الثرية في 2019، للدفاع عن البنية التحتية التقنية لـ"شركة الاتصالات السعودية" العملاقة.
وأوضح كوسوفيسكي "زوارنا الرئيسيون (في المعرض) من السعودية والنقاشات تدور حول حماية بنى تحتية حساسة مختلفة مثل المرافق العسكرية والمدنية والحدود بالطبع"، مشيرا إلى أن شركته "ناقشت بالفعل تطبيق أنظمتنا هنا مع هيئات حكومية سعودية أخرى" لم يكشف عنها.
أكبر مشكلة

السعودية تعرضت لهجمات بطائرات مسيرة من قبل الحوثيين
السعودية تعرضت لهجمات بطائرات مسيرة من قبل الحوثيين

وفيما يعرض مصنّعون مدرعات ضخمة وأسلحة متطورة تثير اهتمام رواد المعرض من مسؤولين خليجيين وملحقين عسكريين، ظل الإقبال على منصات عرض شركات أنظمة الدفاع الجوّي هو الأكبر.
وينعقد المعرض في وقت تكثفت خلال الأشهر الأخيرة الهجمات بالطائرات المسيّرة في جميع أنحاء المنطقة، بما في ذلك هجوم نفذه المتمردون اليمنيون أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص على أبوظبي في كانون الثاني/يناير الفائت، وهجمات شبه يومية تستهدف خصوصا جنوب السعودية.
وبحسب ملحق عسكري غربي فضّل عدم كشف اسمه، باتت هجمات الطائرات المسيرة "أكبر أحدث مشكلة" تواجهها المنطقة.
وتابع متحدثا على هامش معرض الرياض "على سبيل المثال، باتت هجمات الحوثيين أكثر تواترا وخطورة، وبالتالي أصبحت هناك حاجة لحلول أكثر تقدما لمواجهتها".
وحذّرت الإمارات في مؤتمر في أبوظبي الشهر الماضي من التهديد المتزايد للطائرات المسيّرة الزهيدة الثمن والسهلة الاقتناء. وتستثمر شركات تصنيع أسلحة إماراتية بشكل متزايد في الطائرات بدون طيار وتكنولوجيا الأنظمة المسلحة غير المأهولة.
وتعرّضت الإمارات لثلاثة هجمات بصواريخ بالستية وطائرات مسيّرة نفذّها المتمردون اليمنيون بعد خسارتهم مناطق في اليمن على أيدي قوات يمنية موالية للحكومة درّبتها الإمارات. ونجحت الدفاعات الإماراتية في إسقاط غالبيتها، بعدما أدى الهجوم الأول لوقوع ثلاثة قتلى في أبوظبي.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنّ دفاعاته الجوية أطلقت النار على طائرة مسيّرة قادمة من لبنان دخلت مجال إسرائيل الجوي الشهر الماضي. كما تعرّض رئيس الوزراء العراقي لمحاولة اغتيال بهجوم بطائرات مسيّرة على منزله، وفق السلطات العراقية.
ويصعب على الرادارات التقاط الطائرات المسيرة، فيما يتطلّب إسقاطها عملية معقّدة تشمل إطلاق صواريخ مع ضمان عدم التسبّب بوقوع ضحايا جرّاء تساقط الشظايا.
ومن بين الحلول المقترحة في معرض الرياض، منظومة مضادة للطائرات مسيّرة يمكن حملها على ظهر أفراد الأمن أو وضعها في النقاط الأمنية.
وتعرض شركة كندية منظومة تقوم على تعطيل "الموجات" التي تعتمد عليها هذه الطائرات وهي "توفر منطقة عدم طيران حول أي موقع عمل أو قاعدة عسكرية او قافلة متحركة".