أنقرة ترسم صورة عجيبة للعلاقة مع موسكو بشأن ادلب
لندن – رسم وزير الخارجية التركي مولود تشاوش اوغلو السبت صورة عجيبة للعلاقات مع روسيا بشأن سوريا وخصوصا ادلب، وذلك في حين وصلت فيه حصيلة القتلى جراء المواجهات بين القوات التركية والجيش السوري الى 50 جنديا.
وارتفع منسوب التوتر في الأسابيع الأخيرة بين أنقرة وموسكو، اللتين تدهورت علاقتهما جراء الانتهاكات لاتفاق سوتشي الذي أبرمه الطرفان سنة 2018 لمنع أي هجوم للنظام السوري على إدلب.
وقتل 26 جنديا في الجيش السوري بغارات نفّذتها طائرات تركية مسيّرة في شمال غرب سوريا السبت، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأعلن المرصد "مقتل 26 عنصرا من الجيش السوري جراء استهداف الطائرات المسيرة التركية مواقع قوات النظام في ريفي إدلب وحلب".
وتأتي الغارات بعد ساعات على توعّد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بالرد على مقتل 33 جنديا تركيا بغارة جوّية نسبت لقوات النظام السوري في شمال غرب سوريا الخميس. وبلغت الحصيلة 34 مع وفاة جندي تركي آخر متأثرا بجروحه.
روسيا تدعم النظام السوري بشكل صريح، إلا أنه من غير الممكن القول بأنها تستهدفنا بشكل مباشر!
وقال تشاوش اوغلو السبت في تصريح صحافي في الدوحة ان إن أنقرة وموسكو تعملان على وقف إطلاق نار دائم وملزم في إدلب السورية.
واضاف بحسب ما نقلت عنه وكالة الاناضول الحكومية ان "روسيا تدعم النظام السوري بشكل صريح، إلا أنه من غير الممكن القول بأنها تستهدفنا بشكل مباشر".
وترتبط تركيا وروسيا بعلاقات اقتصادية وعسكرية وثقها بوتين واردوغان. ولا يتوقع المراقبون ان تخاطر أنقرة باشعال توتر مباشر مع موسكو.
وقال الكرملين السبت إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبلغ نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في اتصال هاتفي بأن روسيا وتركيا ستبحثان الصراع في سوريا من كافة جوانبه في مباحثات ستجري في موسكو.
وكان بوتين وأردوغان قد اتفقا يوم الجمعة على ترتيب عقد اجتماع لبحث التوتر في محافظة إدلب السورية.
ولم يحدد بيان الكرملين عن المحادثة التي جرت بين بوتين وماكرون موعد لقاء الرئيس الروسي بأردوغان لكن مسؤولين من الجانبين قالوا إن من المقرر أن يجتمع الرئيسان في الخامس أو السادس من مارس/آذار.
وشنّت قوات النظام السوري بغطاء من موسكو هجوما عسكريا منذ كانون الأول/ديسمبر ضد مناطق تسيطر عليها هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) وفصائل معارضة أخرى وتنتشر فيها قوات تركية.
ودفع الهجوم نحو مليون شخص، معظمهم نساء وأطفال، للنزوح بحسب الأمم المتحدة.
ونشرت تركيا نقاط مراقبة في شمال غرب سوريا بموجب الاتفاق.