أنقرة تستعجل جني ثمار صفقة الإفراج عن القس الأميركي

تركيا تتوقع أن ترفع الولايات المتحدة العقوبات التي فرضتها عليها بعد أن أطلقت سراح القس الأميركي أندرو برانسون، بينما لم يتعهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بذلك إلا أنه رحب قبل فترة بإنهاء "علاقة صعبة" بين البلدين الحليفين.

تركيا استخدمت ورقة برانسون كورقة مساومة
اردوغان يراهن على تخلي واشنطن عن دعم الأكراد في سوريا
ليس واضحا ما إذا كانت واشنطن ستسلم فتح الله غولن لأنقرة

أنقرة - قال المتحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، إن تركيا تتوقع أن ترفع الولايات المتحدة العقوبات التي فرضتها عليها وذلك بعد الإفراج عن القس الأميركي أندرو برانسون.

ولم يتعهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب برفع العقوبات، لكنه رحب بإنهاء "علاقة صعبة" بين البلدين خلال الشهرين الماضيين.

وتوترت العلاقات بين أنقرة وواشنطن بشأن عدد من القضايا منها احتجاز برانسون، وفرضت الولايات المتحدة عقوبات ورسوما جمركية على أنقرة مما أدى إلى هبوط قيمة العملة التركية الليرة بأكثر من 40 بالمئة هذا العام.

وأفرج عن برانسون يوم 12 أكتوبر/تشرين الأول بعد احتجازه في سجن ثم وضعه قيد الإقامة الجبرية لنحو عامين أثناء محاكمته بتهم تتعلق بالإرهاب. ونفى برانسون تلك الاتهامات.

وتترقب تركيا منذ إطلاق سراح القس الأميركي جني ثمار صفقة سرية لا تشمل فقط رفع العقوبات إنما مسائل أخرى عالقة بين الحليفين بما فيها تنفيذ خارطة منبج القاضية بإخراج المسلحين الأكراد من المدينة السورية وتسيير دوريات عسكرية مشتركة تركية أميركية.

وتراهن تركيا التي استخدمت ورقة القس الأميركي الذي كان محتجزا لديها كورقة مساومة، على صفقة الإفراج لكبح الدعم العسكري الأميركي لوحدات حماية الشعب الكردية في سوريا التي تصنفها أنقرة تنظيما "إرهابيا".

ويعتقد أيضا أن إفراج أنقرة عن القس برانسون كان مقابل معلومات قدمتها الاستخبارات التركية للولايات المتحدة في ما يتعلق بمصير الصحفي السعودي جمال خاشقجي الذي اختفى في اسطنبول في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول قبل أن تعلن الرياض مقتله في قنصليتها عن طريق الخطأ.

ويعول الرئيس التركي رجب طيب اردوغان على صفقة برانسون لإعادة ترميم العلاقات مع الحليف الأميركي بعد أن تضررت كثيرا بسبب التقارب التركي مع روسيا وشراء أنقرة منظومة صواريخ اس 400 من موسكو في صفقة تسليح أثارت غضب واشنطن وحلف شمال الأطلسي.

وليس واضحا ما اذا كانت الصفقة تشمل أيضا مصير ألد خصوم اردوغان الداعية فتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة والذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب الفاشل في 2016.

ولم تظهر واشنطن إلى حدّ الآن تجاوبا علنيا مع المطالب التركية خاصة منها قضية تسليم الداعية غولن.

أما بالنسبة للدعم الأميركي لوحدات حماية الشعب الكردية فمن المتوقع أن تتجاوب الولايات المتحدة سريعا خاصة أنه سبق لواشنطن أن تخلت عنهم حينما شنت القوات التركية وفصائل سورية هجوما كاسحا على مدينة عفرين انتهى بالسيطرة على المدينة.

وتدعم أميركا قوات سوريا الديمقراطية التي يشكل الأكراد عمودها الفقري وهي القوات التي نجحت في دحر تنظيم الدولة الإسلامية في أكثر من منطقة في شمال سوريا.