أنقرة تعادي الأسد دون أن تقطع الاتصالات معه

الرئيس التركي يكشف لأول مرة أن بلاده استمرت خلال سنوات الحرب السورية في التواصل مع النظام السوري لكن على مستوى منخفض.

تركيا كانت من أكثر الدول التي حشدت لعزل الأسد دوليا
تركيا ألقت بثقلها العسكري والسياسي دعما لفصائل معتدلة ومتطرفة
أنقرة تقول إنها تنسق مع واشنطن الانسحاب الأميركي من سوريا

اسطنبول - كشفت تركيا لأول مرة عن إبقائها على اتصالات مع النظام السوري لكن على مستوى منخفض، وفق ما أعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان اليوم الأحد في مقابلة مع قناة تركية.

وقال اردوغان الأحد إن حكومته أبقت على اتصالات "على مستوى منخفض" مع النظام السوري عبر جهاز الاستخبارات رغم أن أنقرة هي من أشد منتقدي هذا النظام.

وأضاف في مقابلة مع تلفزيون تي آر تي الرسمي "السياسة الخارجية مع سوريا تتم على مستوى منخفض".

وكانت أنقرة من ضمن أكبر الدول التي حشدت لعزل النظام السوري طيلة سنوات الحرب الدائرة في سوريا منذ مارس/اذار 2011، لكن اعلان اردوغان الأخير وفي هذا التوقيت بالذات يشير على ما يبدو إلى تغير في الموقف التركي بما يتناغم مع الانفتاح العربي على سوريا.

كما يأتي الكشف عن وجود قنوات اتصال بين أنقرة ودمشق في الوقت الذي تسارعت فيه وتيرة التقارب بين النظام السوري والوحدات الكردية التي تسعى أنقرة لتحييدها في شمال سوريا.

وكانت سوريا وتركيا ترتبطان بعلاقات جيّدة قبل أن تدير أنقرة ظهرها للنظام السوري دعما لجماعات إسلامية مسلحة متشددة ومعتدلة مع اندلاع الثورة السورية في مارس/اذار 2011.

وألقت تركيا بثقلها سياسيا وعسكريا دعما للمعارضة بشقيها المعتدل والمتطرف للإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد، لكن التدخلات التركية انتهت جميعها بالفشل باستثناء تبيت أقدامها أنقرة في جزء مهم من سوريا على الحدود بين البلدين.

الرئيس السوري بشار الأسد في لقاء سابق قبل الثورة السورية مع رجب طيب اردوغان حين كان رئيسا للوزراء
تركيا وسوريا كانتا ترتبطان بعلاقات جيّدة قبل الثورة السورية

وتعتبر دمشق الانتشار العسكري التركي على أراضيها احتلالا، فيما تبرر أنقرة تحركها دعما لفصائل سورية مسلحة بحماية أمنها القومي في مواجهة تمدد الفصائل الكردية وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

ولا تتدخر أنقرة جهدا في تعزيز وجودها العسكري تحت عناوين مختلفة أهمها منع قيام كردي على حدودها قد يشكل شوكة في خاصرتها ويحفز النزعة الانفصالية لأكراد تركيا في شرق البلاد.

وتخوض تركيا منذ سنوات حربا ضد متمردي حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه إرهابيا وتعتبر الوحدات الكردية وأجنحتها السياسية في سوريا امتدادا للعمال الكردستاني.

وفي تطور آخر، قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، إن جهود بلاده مع الدول المعنية تركّز على إنشاء لجنة لصياغة دستور جديد لسوريا وتنسيق الانسحاب الأميركي.

وأضاف في اجتماع نظمته بلدية "باي أوغلو" في اسطنبول الأحد، أن تركيا تعمل على ترسيخ وقف لإطلاق النار في المنطقة من خلال حماية التفاهم المبرم مع روسيا بشأن إدلب السورية بالتوازي مع اتخاذ التدابير اللازمة لمكافحة الإرهاب.

وتابع "الجهود التركية تركزت على إنشاء لجنة لصياغة دستور جديد لسوريا وإحياء مؤتمر جنيف بالتوازي مع الحفاظ على مساري أستانا وسوتشي".

وأكّد تشاووش أوغلو على أن الأيام القادمة سوف تشهد إنشاء لجنة لصياغة الدستور التي تضم ممثلين عن منظمات المجتمع المدني والنظام والمعارضة.

وقال "نحاول التنسيق مع الولايات المتحدة حول ما سنفعله في شمال سوريا بعد قرار الانسحاب الأميركي".

وأوضح أيضا أن الحديث في هذه الآونة يجري عن كيفية إدارة عملية الانسحاب الأميركي وتحقيق الاستقرار الدائم في سوريا من خلال التنسيق مع الدول المجاورة والمعنية، بما في ذلك روسيا وإيران.

وشدد الوزير التركي على أهمية دعم اللاجئين السوريين الذين بدؤوا بالعودة إلى بلادهم، وأن تركيا تتحدث مع جميع الجهات الفاعلة بما في ذلك الاتحاد الأوروبي من أجل توفير الدعم المطلوب.

ولفت إلى أن تركيا سوف تنظم مؤتمرا مع الاتحاد الأوروبي في بروكسل يوم 14 مارس/آذار المقبل من أجل مناقشة آليات الدعم الواجب تقديمه للاجئين السوريين.