أنقرة تمنع عالما أميركيا من السفر رغم إطلاق سراحه

أنقرة أطلقت سراح غولغي دون أي تفسيرات، وذلك بعد ساعات من مكالمة هاتفية بين ترامب وأردوغان.

أنقرة - طالب سركان غولغي العالم التركي الأميركي السابق في إدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا)، الذي أفرج عنه من السجن في تركيا، بالعودة إلى الولايات المتحدة والرجوع لوظيفته، لكن إطلاق سراحه المشروط لا يسمح بذلك.

وفي وقت سابق هذا العام، أدين غولغي بتهمة الانتماء لجماعة إرهابية مسلحة وحكم عليه بالسجن سبع سنوات ونصف. وأنعش الإفراج عنه أول أمس الأربعاء، الآمال في تخفيف التوتر بين أنقرة وواشنطن.

وهناك خلافات بين البلدين الشريكين في حلف شمال الأطلسي بشأن عدد من القضايا بينها السياسة في سوريا ورفض الولايات المتحدة تسليم رجل دين تركي، وخطط أنقرة لشراء منظومة دفاع صاروخية روسية، وقضايا ضد موظفين في القنصلية الأميركية والتهديد بفرض عقوبات على تركيا.

ويقول معارضون أتراك أن السلطات التركية دأبت في السنوات الأخيرة على تكثيف محاولات لاستخدام المعتقلين الأجانب لديها كورقة ضغط لتحقيق مكاسب سياسية أو فرض شروط على دولهم، وهو أسلوب انتقدته منظمات دولية عديدة قالت إنه أسلوب ابتزاز أصبح يميز حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان .

وخفضت محكمة استئناف في وقت لاحق الحكم بسجن غولغي إلى خمس سنوات وأدين بتهمة مساعدة منظمة إرهابية بدلا من الانتماء لها.

وقال غولغي لرويترز في مقابلة أمس الخميس "بعد هذا القرار، أصبحت مؤهلا للإفراج عني على أساس مشروط".

وأضاف "هذا يلزمني بالذهاب إلى مركز للشرطة والتوقيع (بالحضور) وللأسف لا أستطيع مغادرة البلاد والعودة إلى الولايات المتحدة".

وكان غولغي يزور أسرته في جنوب تركيا عندما اعتقل في إطار حملة واسعة النطاق أعقبت محاولة انقلاب عسكري في 2016. وكثيرا ما نفى الاتهامات الموجهة له.

وكانت واشنطن تحث تركيا على الإفراج عن غولغي وغيره من المحتجزين منذ بدء الحملة. وساهم الإفراج عنه ومكالمة هاتفية بين أردوغان وترامب على انتعاش الليرة أمس الخميس.

وقال غولغي "على الأقل أستطيع القول إن هناك ضوءا في آخر النفق... الشيء الوحيد الذي أريده الآن هو أن أتمكن من العودة إلى الولايات المتحدة وبدء العمل في ناسا مرة أخرى بصفتي عالما".

وربطت صحيفة "نيويورك تايمز" بين مكالمة ترامب وأردوغان وإطلاق سراح العالم الأميركي وقالت إنه ذلك "حصل فجأة"، رغم أنه محكوم بالسجن لمدة خمس سنوات، إثر إدانته بقضايا إرهابية.

وذكرت الصحيفة أن أنقرة أطلقت سراح غولغي دون أي تفسيرات، وذلك بعد ساعات من المكالمة الهاتفية بين الرئيسين الأميركي والتركي.

وتعيد قضية غولغي إلى الأذهان قضية القس الأميركي، أندرو برانسون، الذي أفرجت عنه أنقرة العام الماضي، رغم أنه كان متهما في قضايا إرهابية، وذلك بعد أن قال شهود في قضيته إن "شهادات سابقة منسوبة لهم غير دقيقة".