أوبك+ تتجه إلى إقرار زيادة كبيرة في الإنتاج النفطي

التحالف النفطي يسعى إلى استعادة حصته السوقية قبل فترة التخفيضات التي عزز خلالها منافسون، مثل الولايات المتحدة، إنتاجهم.

لندن - يتجه تحالف أوبك +، الذي يضم دول منظمة البلدان المصدرة للبترول أوبك وحلفاء من خارجها على رأسهم روسيا، إلى إقرار زيادة كبيرة أخرى تبلغ 411 ألف برميل يوميا في أغسطس/آب، في إطار سعيه لاستعادة حصته السوقية.

وفي حال الاتفاق على الزيادة، سيصل إجمالي الزيادة في إمدادات أوبك+ إلى 1.78 مليون برميل يوميا منذ بداية العام، أو ما يعادل أكثر من 1.5 بالمئة من إجمالي الطلب العالمي.

ولم ترفع المجموعة إنتاجها بالكميات المتفق عليها بعد، في ظل تعويض بعض الأعضاء لفائض إنتاج سابق، بينما يحتاج آخرون إلى وقت أطول لاستعادة الإنتاج.

وأجرت المجموعة تغييرا جذريا في سياستها هذا العام بعد عدة سنوات من تخفيضات للإنتاج تجاوزت خمسة ملايين برميل يوميا. وجاء ذلك عندما بدأ ثمانية أعضاء في تقليص أحدث شريحة من تخفيضات الإنتاج البالغة 2.2 مليون برميل يوميا بداية من أبريل/نيسان، وسارعوا بزيادة الإنتاج في مايو/أيار ويونيو/حزيران ويوليو/تموز، على الرغم من تأثير ارتفاع المعروض على أسعار الخام.

وجاء ذلك التغيير بعد أن تجاوز بعض الأعضاء، مثل قازاخستان، الحصص المتفق عليها بكثير، مما أثار غضب أعضاء آخرين كانوا أكثر التزاما بالتخفيضات.

وتسعى أوبك+ إلى استعادة حصتها السوقية قبل فترة التخفيضات التي عزز خلالها منافسون، مثل الولايات المتحدة، إنتاجهم.

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الجمعة إن التحالف النفطي يتوقع ارتفاع الطلب العالمي، ولا سيما في فصل الصيف، مما يشير إلى أن المجموعة قد تواصل زيادات الإنتاج الكبيرة.

وستجتمع الدول الثمانية، وهي السعودية وروسيا والكويت والعراق والإمارات وقازاخستان وسلطنة عمان والجزائر، في السادس من يوليو/تموز.

ويتوقع محللون في "إنرجي أسبكتس" وحليمة كروفت من "آر.بي.سي كابيتال ماركتس" زيادة قدرها 411 ألف برميل يوميا في أغسطس/آب. وقال ريتشارد برونز من "إنرجي أسبكتس" "نعتقد أن المجموعة ستمضي على الأرجح في برنامج التقليص المتسارع للتخفيضات في الشهر نفسه".

وقال مصدران مطلعان على مناقشات أوبك+، طلبا عدم الكشف عن هويتهما، إن المجموعة قد تناقش زيادة أكبر من 411 ألف برميل يوميا في أغسطس/آب، على الرغم من أنه لم يتضح ما إذا كان جميع الأعضاء يدعمون هذه الخطوة.

ومن العوامل التي قد تعقد المحادثات احتمال زيادة الإمدادات من إيران بعد وقف إطلاق النار مع إسرائيل. وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الأربعاء إن الولايات المتحدة لم تتخل عن سياسة أقصى الضغوط على طهران.

وبلغت أسعار النفط أعلى مستوى في خمسة أشهر متجاوزة 81 دولارا للبرميل في 23 يونيو/حزيران بعد الهجوم الأميركي على المنشآت النووية الإيرانية، قبل أن تتراجع إلى 68 دولارا اليوم الجمعة، إذ أدى وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران إلى خفض التوتر ومخاطر الإمدادات.

وفي أبريل/نيسان، انخفضت الأسعار إلى أدنى مستوى في أربع سنوات دون 60 دولارا للبرميل بعد أن أعلنت أوبك+ أنها سترفع الزيادة في إنتاجها ثلاثة أمثال في مايو أيار، وذلك بعدما أثارت رسوم ترامب الجمركية مخاوف بشأن ضعف الاقتصاد العالمي.

وتضخ أوبك+ نحو نصف إمدادات النفط العالمية. وحتى تاريخ قرارها بشأن إنتاج يوليو/تموز، أعلنت الدول الثماني الأعضاء في المجموعة عن زيادات في الإنتاج بلغ مجموعها 1.37 مليون برميل يوميا، أي ما يعادل 62 بالمئة من التخفيضات البالغة 2.2 مليون برميل يوميا، والتي تتراجع عنها تدريجيا. وتزيد الإمارات إنتاجها 300 ألف برميل يوميا، ليصل إجمالي الزيادة إلى 2.5 مليون برميل يوميا.