أوبك تتوقع تعافي الطلب العالمي على النفط وسط غموض مسار كورونا

منظمة الدول المصدرة للنفط تتمسك بتوقعاتها السابقة حول تعافي الطلب العالمي على النفط في النصف الثاني من العام الحالي، مرجحة ارتفاعه بنحو5.95 ملايين برميل يوميا بما يعادل 6.6 بالمئة.
ظهور سلالات جديدة لكورونا أمر مقلق رغم حملة التطعيم الواسعة
أوبك تتوقع نمو الاقتصاد العالمي بنحو 5.5 بالمئة في 2021

لندن - عبرت منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) عن ثقتها بتعافي الطلب العالمي على النفط بقيادة الولايات المتحدة والصين والأخيرة اكبر مستهلك للنفط في العالم، متمسكة بتوقعات سابقة إلا أنها لفتت إلى أن الغموض لايزال يكتنف مسار جائحة كورونا.

وأثرت الموجات المتتالية لفيروس كورونا على الطلب العالمي للنفط بسبب تدابير الوقاية والتي شملت اغلاقات عامة وعزل جزئي في مختلف دول العالم ما تسبب في توقف حركة النقل والسفر وتراجع في ساعات عمل المنشآت الصناعية.

وتراهن أوبك على الأرجح على حملة عالمية واسعة للتطعيم ضد الفيروس لكبح كورونا وبالتالي عودة كافة الأنشطة الصناعية وحركة النقل والسفر برا وجوا وبحرا لطبيعتها قبل ظهور كوفيد 19 في نهاية العام 2019 بمدينة ووهان الصينية.

إلا أن حملة التطعيم ونتائجها في حدّ ذاتها تختلف من دولة إلى أخرى ويعتقد أيضا أن ستستغرق وقتا مع ظهور سلالات جديدة من فيروس كورونا أشد فتكا.

وقالت أوبك التي انخرطت في تحالف مع 10 منتجين من خارجها لإعادة الاستقرار لسوق النفط، في تقرير شهري اليوم الخميس إن الطلب سيرتفع 5.95 ملايين برميل يوميا هذا العام، بما يعادل 6.6 بالمئة. ولم يتغير هذا التوقع للشهر الثاني على التوالي.

ويأتي التوقع الذي ورد في التقرير حتى بعد تعاف أبطأ من المتوقع في النصف الأول من العام، فيما حذر من "ضبابية كبيرة" محيطة بالجائحة، مثل احتمال ظهور سلالات جديدة لفيروس كورونا.

وقالت أوبك في تقريرها الشهري "تعافي الاقتصاد العالمي تأخر بسبب عودة ارتفاع حالات الإصابة بكوفيد-19 وتجدد الإغلاقات في اقتصادات رئيسية، مثل منطقة اليورو واليابان والهند".

وأضافت "بوجه عام، من المتوقع أن يكتسب تعافي النمو الاقتصادي العالمي وبالتالي الطلب على النفط، زخما في النصف الثاني" من العام.

وتتوقع أوبك نمو الاقتصاد العالمي بنحو 5.5 بالمئة في 2021، دون تغيير عن الشهر السابق، مفترضة أن يكون تأثير الجائحة قد تم "احتواؤه بدرجة كبيرة" بحلول بداية النصف الثاني.

وجرى تداول النفط فوق 72 دولارا للبرميل قبل صدور التقرير. وكان السعر قد زاد 39 بالمئة منذ بداية العام بفضل ارتفاع الطلب وتخفيضات إمدادات أوبك وحلفائها في إطار أوبك+.

واتفقت الكارتل النفطي (أوبك+) في أبريل/نيسان على تخفيف تخفيضات إنتاج النفط تدريجيا من مايو/أيار إلى يوليو/تموز وأكد القرار في اجتماع عقده في الأول من يونيو/حزيران. وستستمر معظم تخفيضات الإنتاج بعد يوليو/تموز.

وقالت أوبك إن جهود تحالف أوبك+ "أسهمت بشكل جوهري في قيادة الطريق نحو إعادة توازن للسوق"، فيما أظهر التقرير إنتاجا نفطيا أكبر لأوبك، وهو ما يعكس قرار ضخ المزيد وزيادات من إيران المستثناة من القيام بتخفيضات طوعية بسبب العقوبات الأميركية المفروضة عليها.

وقالت أوبك إن الإنتاج ارتفع في مايو/أيار 390 ألف برميل يوميا إلى 25.46 مليون برميل يوميا.