أوبك تقاوم بشدة عودة محتملة لتخمة النفط في الأسواق

منظمة الدول المصدرة للنفط تقدم توقعات متشائمة لسوق النفط للفترة المتبقية من 2019 مع تباطؤ النمو الاقتصادي والحرب التجارية ومسار بريكست المتعثر.

أوبك تتوقع فائضا بنحو 200 ألف برميل يوميا في 2020
مسؤول سعودي يلمح إلى اتخاذ إجراءات إضافية للحفاظ على استقرار الأسعار
أوبك تخفض توقعاتها لنمو الطلب على النفط في 2019 بمقدار 40 ألف برميل يوميا

لندن - تقاوم منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) تخمة محتملة في المعروض النفطي على ضوء زيادة في الإنتاج من منافسين من خارجها والتوتر التجاري الذي أشعله الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع كل من الصين والاتحاد الأوروبي وكندا والمكسيك إضافة إلى تباطؤ نمو الاقتصادات الكبرى.

 وتؤجج هذه العوامل مجتمعة المخاوف من اضطراب محتمل في سوق النفط وعودة محتملة أيضا لتخمة المعروض النفطي الذي سبق أن دفع الأسعار إلى هوة عميقة من ذروتها في النصف الأول للعام 2014 إلى أدناها في النصف الثاني للعام ذاته حين هوت الأسعار بأكثر من 50 بالمئة متأثرة باختلال التوازن بين العرض والطلب.  

وقد رسم التقرير الشهري لمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) صورة قاتمة لآفاق الخام في الفترة المتبقية من العام الحالي على ضوء عدة مؤشرات موضوعية تعتمد عادة في تقديم التوقعات للسوق.

وقدمت أوبك اليوم الجمعة توقعات متشائمة لسوق النفط للفترة المتبقية من 2019 مع تباطؤ النمو الاقتصادي وسلطت الضوء على تحديات 2020 في الوقت الذي يضخ فيه المنتجون المنافسون المزيد من الخام، مما يبرر الإبقاء على اتفاق تقوده المنظمة لكبح الإمدادات والحفاظ على استقرار السوق.

وفي تقريرها الشهري، خفضت المنظمة توقعاتها لنمو الطلب على النفط في 2019 بمقدار 40 ألف برميل يوميا، مشيرة إلى أن السوق ستسجل فائضا طفيفا في 2020.

انتاج النفط
انتاج النفط

والتوقعات المتشائمة التي ترجع إلى تباطؤ الاقتصاد في ظل النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين وانفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي قد تعزز مبررات أوبك وحلفاء مثل روسيا للإبقاء على سياسة خفض الإنتاج لتعزيز الأسعار. وبالفعل، لمّح مسؤول سعودي إلى اتخاذ خطوات أخرى لدعم السوق.

وقالت أوبك في تقريرها "بينما تبدو توقعات العوامل الأساسية للسوق متشائمة نوعا ما لبقية العام، بالنظر إلى ضعف النمو الاقتصادي والمشكلات التجارية العالمية الجارية وتباطؤ نمو الطلب على النفط، يظل من المهم المتابعة الوثيقة للتوازن بين العرض والطلب ودعم استقرار السوق في الأشهر المقبلة".

وقالت منظمة الدول المصدرة للنفط، إن الطلب على نفطها سيبلغ في المتوسط 29.41 مليون برميل يوميا في العام المقبل بانخفاض 1.3 مليون برميل يوميا مقارنة مع العام الجاري، لكنها رفعت توقعات 2020 بمقدار 140 ألف برميل يوميا مقارنة مع التوقعات الصادرة في الشهر الماضي.

ومددت أوبك وحلفاؤها في يوليو/تموز اتفاقا لخفض الإنتاج حتى مارس/آذار 2020، مشيرين إلى الحاجة لتفادي ارتفاع المخزونات مما قد يؤثر سلبا على الأسعار.

وقالت أوبك إن إنتاجها النفطي في يوليو/تموز انخفض 246 ألف برميل يوميا إلى 29.61 مليون برميل يوميا مع تعزيز السعودية لخفض الإنتاج أكثر مما يتطلبه الاتفاق. وعلى الرغم من هذا، ما زال إنتاج أوبك يزيد عن مستوى الطلب المتوقع في 2020.

ويشير التقرير إلى أنه سيكون هناك فائض في المعروض في 2020 بمقدار 200 ألف برميل يوميا إذا واصلت أوبك ضخ النفط بالمعدل المسجل في يوليو/تموز وظلت بقية العوامل متساوية.