أوراق اللبلاب تخفي 'امرأة' غوستاف كليمت أكثر من 20 عاما

روما - عادت لوحة شهيرة للفنان النمساوي غوستاف كليمت إلى معرض إيطالي بعد غياب أكثر من عشرين عاما، بطريقة مثيرة إذ كانت مخبأة داخل جدار خارجي في نفس الغاليري.
قال مسؤولون في غاليري ريتشي أودي في مدينة بياتشينزا الإيطالية إن العمال اكتشفوا لوحة كليمت تجسد امرأة شابة اكتملت في عام 1917، عندما قاموا بإزالة أوراق اللبلاب من الجدار الخارجي للمعرض، وفوجئوا بوجود اللوحة داخل كيس قمامة بلاستيكي.
وقال جوناثان بابامارينغ مدير الثقافة في مجلس مدينة بياتشينزا: "هذا أمر لا يصدق"، فيما تولى الخبراء التحقق من صحة العمل الفني.
وكانت اللوحة اختفت في فبراير/شباط 1997، وقالت الشرطة في ذلك الوقت إنها اعتقدت أن اللصوص استخدموا خطًا للصيد لتعليق التحفة من الحائط ونقلها عبر نافذة علوية مفتوحة إلى سقف المعرض حيث تم التخلص من الإطار.
وأضاف بابامارينغ إنه من الصعب تصديق أن الأصل قد تم إخفاؤه في جدار المعرض منذ ذلك الوقت، لافتا إلى أنه تم تفتيش المبنى بعناية بعد السرقة.
واكتسبت اللوحة أهمية خاصة قبل فترة وجيزة من اختفائها، حينما اكتشف أحد طلاب الفنون أن كليمت رسمها فوق لوحة أخرى، لم يرها أحد بعد عام 1912، وكانت لسيدة شابة أيضاً.

ويعد غوستاف كليمت متمردا على البورجوازية والاخلاق السائدة في عصره (1862-1918) وكان في مطلع القرن العشرين احد مؤسسي حركة يوغيندستيل وحركة الانفصال التي كانت مقدمة للتيار التعبيري الالماني، ومن بين اشهر اعماله "القبلة".
وتوجد أعماله الرئيسية في معرض في فيينا وتحديدا قاعة الانفصال الفني، واهتم كليمت بشكل رئيسي بموضوع جسد الأنثى، ولوحاته تتميز بعرض إثارة جنسية بشكل صريح وهذا أكثر ما يتجلى في العديد من الاسكتشات (الرسومات بواسطة الأقلام فقط).
وهذه المواضيع الانثوية سواء كانت حادة الوضوح أو مبهمة تحوي على صور عراة دائما وتُظهر وعيا عاليا حتى في نهاية هذا القرن وتنسجم مع مبادئ حركة الانفصال الفنية التي تتمحور حول فكرة إعلان الحقيقة وكسر حواجز الخجل السلبي.
وإلى جانب الرسم كان كليمت فنان ديكور وكان هذا الاهتمام معقلا فريدا من نوعه لاطلاق الحس الابتكاري والابداعي في مجال الهندسة المعمارية والديكور وفنون المائدة والموضة والتصوير والحياكة والتجليد.