أوركسترا فلسطين للشباب تتألق في أوروبا

أوركسترا عابرة للحدود الجغرافية والدينية تجمع موسيقى كلاسيكية وتقليدية عربية، وتقدم باقة من العروض في النرويج والسويد والدنمارك وألمانيا وهولندا.
بعض أعضاء الفرقة من الأردن وسوريا ولبنان

القدس - يضطر أعضاء أوركسترا فلسطين للشباب للسفر إلى خارج الأراضي الفلسطينية ليتسنى لهم الاجتماع معا وتقديم عروض فنية في الخارج حيث يُتاح لهم ما يعتبر مستحيلا في بلدهم لأن نقاط التفتيش الإسرائيلية والحواجز الأمنية تحول دون اجتماعهم معا ناهيك عن تقديم عرض فني.
ويرى عازف الفيولا إبراهيم المصري (19 عاما) أن السفر للخارج، رغم مشاقه، أيسر من محاولة الاجتماع في الأراضي الفلسطينية.
وإبراهيم عضو في أوركسترا فلسطين للشباب التي قامت في الآونة الأخيرة بجولة في أوروبا استغرقت ثلاثة أسابيع. وتضم الأوركسترا 76 عضوا من عابري الحدود الجغرافية والدينية، حيث ينتمون لمناطق وطوائف وديانات مختلفة وبينهم مسلمون ودروز ومسيحيون.
ويقول أعضاء الأوركسترا إنهم لا يستطيعون الاجتماع بالكامل في بلدهم بسبب القيود الإسرائيلية التي تجعل من الصعب للغاية لم شملهم، من غزة والضفة الغربية والقدس إضافة إلى أن بعضهم من اللاجئين المقيمين في مخيمات بالخارج.
وقالت عضو الأوركسترا لمار إلياس (19 عاما) "هاي الأوركسترا عكس أي أوركسترا بالعالم، ما بتقدر تلتقي وتعمل العرض بفلسطين، في كل مرة بنضطر نعرض بأي مدينة تانية أو دولة تانية إلا فلسطين لأنه للأسف ما نقدرش نتجمع جميعنا بفلسطين، لا حتى بالضفة ولا حتى بالقدس".

وتقول إسرائيل إن إجراءاتها الأمنية في الضفة الغربية تهدف إلى حماية مواطنيها من هجمات، يشنها انتحاريون ومسلحون، بلغت ذروتها في الانتفاضات الفلسطينية أواخر الثمانينيات وأوائل القرن الحالي.
وقال إبراهيم المصري "لما نروح ع بيرزيت أو نروح رام الله، دايما لازم يكون فيه حواجز، خصوصا لما يكون معك آلة وتتفتش وتقعد: إيش هذا اللي معك وليش معك وهيك شيء، فدايما فيه غلبة وأنت تتحرك من مدينة لمدينة عشان تجتمع".
واضطر إبراهيم للسفر لمدة يومين من نابلس في الضفة الغربية عبر الأردن المجاور ليصل إلى أوسلو، حيث اجتمع شمل الأوركسترا.
ومع ذلك تعبر عضو الأوركسترا جود قلاوي عن سعادتها البالغة بالمشاركة في هذه الجولة وكل الجولات قائلة "دايماً بتكون رحل (رحلات) من أحلى الرحلات بحياتي وكتير يعني كتير بنتقرب لبعض، وكتير بنشارك تجارب ما بتنتسى، فأنا كتير متحمسة".
وببرنامج جمع موسيقى كلاسيكية وتقليدية عربية، قدمت الأوركسترا عروضا في النرويج والسويد والدنمارك وألمانيا وهولندا.
ونالت العروض استحسان الجمهور المتعطش للفن الراقي وتصفيقا استمر لفترة طويلة في عرضها الختامي الذي أقيم في قاعة كونشرتجيبو بأمستردام وبقيادة الموسيقار الهولندي فنسنت دي كورت.
وتراوحت أعمار أعضاء الأوركسترا الذين شاركوا في هذه الجولة بين 14 و 27 عاما. وجاءوا من القدس والضفة الغربية ومن داخل إسرائيل. كما كان بينهم بعض الموسيقيين الفلسطينيين من الأردن وسوريا ولبنان والبعض من غير الفلسطينيين.