أوروبا تستعد لبريكست دون اتفاق بعد نكسة ماي

يونكر يطالب بريطانيا بتوضيح نواياها في أسرع وقت ممكن وألمانيا لا ترى معنى لتأجيل موعد بريكست وفرنسا ترى حاجة ماسة للتفاوض على فترة انتقالية.

بروكسل- اعتبر الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء أن رفض البرلمان البريطاني الاتفاق المبرم بين لندن وبروكسل حول بريكست يزيد من مخاطر خروج بريطانيا من التكتل بدون اتفاق.

وقال رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود-يونكر "أدعو بريطانيا إلى توضيح نواياها في أسرع وقت ممكن. لم يعد هناك الكثير من الوقت".

وأضاف "اتفاق الخروج هو تسوية منصفة ويشكل أفضل اتفاق ممكن. يحد من الآثار المسيئة لبريكست على المواطنين والشركات في مجمل أنحاء أوروبا". انه يشكل الحل الوحيد لضمان خروج منسق لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي".

وتابع "مخاطر خروج بريطانيا بشكل غير منظم تزايدت مع التصويت. ورغم أننا لا نرغب بمثل هذا الاحتمال، إلا أن المفوضية الأوروبية ستواصل أعمالها بشكل طارئ للمساعدة في ضمان أن يكون الاتحاد الأوروبي مستعدا بشكل كامل" لذلك.

ولم تحصل الاتفاقية التي توصلت إليها رئيسة الوزراء البريطانية والاتحاد الأوروبي بشأن بريكست على تأييد مجلس العموم البريطاني بعد أن صوت 202 من الأعضاء لصالحه فيما رفضها 432، في أفدح هزيمة تلحق برئيس حكومة بريطاني منذ العشرينيات.

وعلق رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك بقوله "إذا كان من المتعذر التوصل إلى اتفاق، ولا أحد يريد أن يكون هناك أي اتفاق، إذا من سيتحلى بالشجاعة لقول ما هو السبيل الوحيد الايجابي؟"

فيما اعتبر كبير المفاوضين الأوروبيين حول بريكست ميشال بارنييه الأربعاء أن مخاطر خروج بريطانيا بدون اتفاق "لم تكن أعلى مما هي عليه الآن".

وكان صرح الثلاثاء أنه "يعود الآن إلى الحكومة البريطانية القول ما هي المرحلة المقبلة. الاتحاد الأوروبي سيبقى موحدا ومصمما على التوصل إلى اتفاق".

وأغرق التصويت التاريخي بريطانيا في المجهول بخصوص مستقبلها قبل شهرين ونصف الشهر على بريكست المرتقب في 29 آذار/مارس.

"لن يكون له أي معنى"

واعتبر وزير الخارجية الألماني هيكو ماس الأربعاء أن تأخير موعد بريكست إلى ما بعد 29 آذار/مارس "لن يكون له أي معنى" بعد تصويت البرلمان البريطاني.

وقال ماس في مقابلة صحافية إنه سيكون هناك معنى لتمديد الموعد فقط "إذا كان هناك سبيل لبلوغ هدف التوصل إلى اتفاق بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا". وأضاف "في الوقت الراهن، ليس هناك غالبية في البرلمان البريطاني تؤيد وجهة النظر هذه".

واعتبر أولاف شولتس نائب المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل "إنه يوم مرير لأوروبا. جميعنا مستعدون بشكل جيد، لكن بريكست قاسيا سيكون الخيار الأقل جاذبية للاتحاد الأوروبي وبريطانيا".

وأعربت أنغريت كرامب-كارنباور زعيمة الحزب الديمقراطي المسيحي والخليفة المحتملة لميركل عن "الأسف العميق" للقرار البريطاني.

وكتبت على تويتر "بريكست قاس سيكون أسوأ الخيارات"، وحضت الشعب البريطاني على عدم التسرع" في أي شيء".

واعتبر الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أن "الضغط بات لديهم" في إشارة إلى البريطانيين.

وقال "يجب في مطلق الأحوال أن نتفاوض معهم حول فترة انتقالية لان البريطانيين لا يمكنهم تحمل أن تتوقف الطائرات عن الإقلاع أو الهبوط على أراضيهم كما أن متاجرهم تؤمن إمداداتها بنسبة 70 بالمئة من أوروبا القارية".

أكدت الوزيرة الفرنسية المكلفة الشؤون الأوروبية ناتالي لوازو الأربعاء أن إرجاء موعد بريكست المقرر في 29 آذار/مارس "ممكن قانونيا وتقنيا" إذا طلب البريطانيون ذلك. وقالت "حاليا ليست سوى فرضية، لأن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي لم تطلب ذلك أبدا ولا فعل أحد من أوساطها".

ويعارض المتشددّون في صفوف مؤيدي بريكست والمطالبون بالبقاء في الاتحاد الأوروبي الاتفاق لأسباب مختلفة، ويخشى كثر أن يضع بريطانيا في موقف ضعيف في التعاملات التجارية مع الاتحاد الأوروبي.

ويتركز انتقاد الاتفاق على الترتيب الذي يبقي على الحدود مفتوحة مع إيرلندا من خلال تقيد بريطانيا بقواعد الاتحاد الأوروبي التجارية، حتى توقيع لندن وبروكسل شراكة اقتصادية جديدة وهو ما يمكن أن يستغرق العديد من السنوات.

وأعلنت الحكومة الإيرلندية أنها ستكثف استعداداتها لاحتمال حصول بريكست بدون اتفاق. وقال بيان صادر عن دبلن "للأسف، نتيجة تصويت الليلة تزيد من مخاطر بريكست غير منظّم. وبالتالي، فان الحكومة ستستمر بتكثيف استعداداتها لمثل هذه النتيجة".

أما رئيس الوزراء الايطالي جوسيبي كونتي فقال "في انتظار أن توضح الحكومة البريطانية نواياها للمرحلة المقبلة، ستواصل الحكومة الايطالية العمل بشكل وثيق مع المؤسسات والدول الأعضاء الأخرى في الاتحاد الأوروبي للحد من العواقب السلبية لبريكست".

وأضاف أن ايطاليا "تواصل وتكثف جهودها لكي تكون مستعدة لكل السيناريوهات بما يشمل سيناريو خروج بدون اتفاق في 29 آذار/مارس".

واعتبر المستشار النمساوي سيباستيان كورتز "في مطلق الأحوال، لن يكون هناك إعادة تفاوض على اتفاق الخروج".

وقال رئيس الوزراء الاسباني بيدرو سانشيز رأى أن "خروجا غير منظم سيكون سلبيا للاتحاد الأوروبي وكارثيا لبريطانيا".

وتشمل خطة الانسحاب خططا للمرحلة الانتقالية بعد بريكست إلى حين إقامة شراكة جديدة مقابل مساهمات ميزانية مستمرة من لندن.