أوروبا تطوق شبكات داعش الالكترونية

الشرطة الأوروبية تعطل خوادم إنترنت لتنظيم الدولة الإسلامية، معلنة غلق عدد كبير من الحسابات والمواقع الإلكترونية التي تديرها ذراع التنظيم الإعلامية.

داعش يتمدد فكريا مستثمرا التكنولوجيا الحديثة في التجنيد والاستقطاب
داعش يمرر رسائله لأنصاره في العالم عبر شبكات التواصل ومنصات الكترونية
داعش استفاد كثيرا من التكنولوجيا الحديثة في الدعاية والانتشار

لاهاي - تعمل الشرطة الأوروبية (يوروبول) على تطويق شبكة واسعة من الاتصالات يستخدمها تنظيم الدولة الإسلامية للدعاية من خلال منصات إعلامية الكترونية تمكنه من تمرير رسائل لمؤيديه أو لاستقطاب المزيد من المتشددين إلى صفوفه.

وصحيح أن التنظيم المتطرف الذي فقد معظم مناطق سيطرته في العراق وسوريا وفي ليبيا أيضا، قد انهار تنظيميا لكن لايزال يتمدد فكريا مستثمرا التكنولوجيا الحديثة في إعادة تشكيل نفسه أو إعادة بناء مجموعات متناثرة عبر العالم وهو أمر بات يشكل معضلة أمنية في العالم.

وإلى جانب الخلايا النائمة التي تتحرك عادة في مجموعات بالتنسيق عبر شبكة الانترنت ومنصات التواصل الاجتماعي، للتنظيم ذئاب منفردة لا تعتمد على مركزية القرار بل تنفذ اعتداءات إرهابية كلما توفرت لها الظروف المناسبة (فراغات أو ثغرات أمنية أو تراخي أمني).

واستشعرت أوروبا هذا الخطر الكامن وباتت أكثر إدراكا بأن التنظيم المتطرف يرمم تصدعاته من خلال وسائل التواصل الحديثة والمتطورة وعلى ضوء هذه القناعة تتحرك الأجهزة الأمنية الأوروبية لتطويق إرهاب عابر لكل الحدود والحواجز الميدانية.    

وقد ذكرت وكالة بلجا للأنباء اليوم الاثنين أن ممثلي الادعاء العام في بلجيكا عطلوا العديد من خوادم الإنترنت التي يستخدمها تنظيم الدولة الإسلامية.

وأضافت أنهم أغلقوا عددا كبيرا من الحسابات والمواقع الإلكترونية التي تديرها ذراعه الإعلامية في عملية قادتها وكالة الشرطة الأوروبية 'يوروبول' التي قالت إنها ستعلن في وقت لاحق من اليوم الاثنين عن تفاصيل هذه العملية.

ونقلت بلجا عن إريك فان دير سيبت المتحدث باسم الادعاء العام قوله "تمكنا من غلق عدد كبير من الحسابات وسلسلة مواقع إلكترونية".

وقالت الشرطة الأوروبية 'يوروبول' في بيان إنها عملت مع تسع من أكبر منصات الإنترنت للتصدي لعمليات الدعاية لتنظيم الدولة الإسلامية، منها غوغل وتويتر وإنستغرام وتليغرام.

وذكرت يوروبول على موقعها الإلكتروني أنها فحصت "فيديوهات دعائية وإصدارات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعم الإرهاب والتطرف العنيف" على مدى يومين خلال الأسبوع الماضي.

وقالت أن "تليغرام كان منصة الخدمة الإلكترونية" التي وجدت بها معظم المواد المخالفة للقوانين، مضيفة "نتيجة لذلك تم حذف قطاع كبير من اللاعبين الأساسيين داخل شبكة تنظيم الدولة الإسلامية على تليغرام من على المنصة".

وأشادت يوروبول بالمساعدة التي قدمتها تليغرام. وقالت إن الشركة تساعدها "في اجتثاث المحتوى الشرير".

وانضم نحو 42 ألف شخص لتنظيم داعش الإرهابي بين عامي 2011 و2016، بينهم أكثر من خمسة آلاف شخص جاؤوا من دول أوروبية، بحسب بيانات مجلس الشؤون الخارجية التابع للاتحاد الأوروبي.

الجهاديون الأجانب وابناؤهم معضلة بالنسبة لدولهم  الأصلية
الجهاديون الأجانب وابناؤهم معضلة بالنسبة لدولهم الأصلية

وتواجه أوروبا في الوقت الراهن معضلة قانونية وأخلاقية وضغوط من كل من واشنطن وأنقرة تطالبها باستعادة المئات من مسلحي داعش الأجانب وأبنائهم وزوجاتهم المحتجزين لدى قوات سوريا الديمقراطية.

وسبق أن دعت قوات سوريا الديمقراطية الدول الأوروبية لاستعادة مواطنيها من مسلحي داعش الأسرى لديها. وقالت إنهم باتوا عبئا ثقيلا، محذرة من فرارهم.

كما دعت واشنطن حلفاءها الأوروبيين للتعجيل باستعادة جهادييها الأجانب ومحاكمتهم، فيما لوح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإطلاق هؤلاء على حدود الدول الأوروبية.

وبدأت تركيا التي شنت هجوما على أكراد سوريا في التاسع من أكتوبر/تشرين الأول لم يتوقف إلا في الثالث والعشرين منه بتدخل من الولايات المتحدة، بترحيل مقاتلين أجانب من داعش قالت إنها أسرتهم خلال تلك العملية.

وبين الجهاديين الذين انضموا لداعش أربعة آلاف شخص من دول أوروبا الغربية وقد عاد ثلثهم إلى دولهم الأصلية، فيما يبقى مصير البقية بين قتيل ومختف وسجين في العراق أو شمالي سوريا.

وما يزال بين 500 و550 أوروبيا بين رجل وامرأة في كنف داعش في الجارتين سوريا والعراق، وفق أحدث بيانات المعهد الملكي للعلاقات الدولية (ذا إجمونت) ومقره بروكسل. كما لايزال يوجد بين 700 و750 طفلًا محتجزين في المعسكرات.

وتتصدر فرنسا الدول الأوروبية التي غادرها أشخاص من أجل الانضمام لداعش في شمالي سوريا والعراق، إذ بلغ عدد الفرنسيين في التنظيم الإرهابي نحو 130 شخصا بالغا وأكثر من 300 طفل. وبعد فرنسا، تأتي ألمانيا بـ124 بالغا و138 طفلا ثم كل من بلجيكا وهولندا والسويد.