أوروبا تفتح منفذا "آمنا" لإيران للافلات من العقوبات الأميركية

الاتحاد الأوروبي يعلن تفعيل العمل بآلية التجارة مع طهران ما يتيح الالتفاف على العقوبات الأميركية، في خطوة تأتي بعد تهديد الحكومة الإيرانية بخرق الاتفاق النووي وتضع بروكسل في مواجهة مع واشنطن.

إيران تدفع أوروبا لمسار تصادمي حتمي مع واشنطن
أوروبا تفعل آلية تساعد إيران على تفادي العقوبات الأميركية
أوروبا تختار المواجهة مع واشنطن لإنقاذ الاتفاق النووي من الانهيار

بروكسل - قال الاتحاد الأوروبي في بيان إن بريطانيا وفرنسا وألمانيا لديها آلية تجارة خاصة مع إيران جاهزة ومفعلة بهدف تفادي العقوبات الاقتصادية الأميركية، فيما ينذر هذا الإعلان بمواجهة بين واشنطن وبروكسل.

وسبق للولايات المتحدة أن حذّرت الشركاء والحلفاء الأوروبيين من توفير غطاء لإيران للإفلات من العقوبات، مؤكدة أنها لن تستثني أحدا حتى لو كان من شركائها التجاريين ومن حلفائها من العقوبات.

وذكر الاتحاد في بيان أن "فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة أبلغت المشاركين بأن إنستيكس تعمل حاليا ومتاحة لكل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وأنها تباشر حاليا أولى معاملاتها".

وأشار البيان كذلك إلى أن إيران أسست أيضا كيانا للتجارة مع أوروبا، مضيفا أن دولا أخرى بالاتحاد تنضم للآلية كمساهمين.

وصدر البيان بعد محادثات في فيينا بين طهران والدول التي لا تزال ملتزمة بالاتفاق النووي بعد انسحاب الولايات المتحدة وهي روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا.

ويأتي هذا الإعلان بعد ضغوط شديدة مارستها إيران في الفترة الأخيرة على الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق النووي للعام 2015، ملوحة بتعليق بعض التزاماتها في الاتفاق.

وحذرت فرنسا والدول الأوروبية طهران من عواقب نقض تعهداتها النووية، مشيرة في الوقت ذاته أن ذلك سيعني نقل الملف مجددا إلى مجلس الأمن وسيكون لهذه الخطوة تداعيات خطيرة.

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد حذّر يوم الخميس إيران من الانسحاب من الاتفاق النووي أو التلميح باعتزامها القيام بذلك. وقال إنه سيبحث مساعي تفادي تصعيد عسكري مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

ويشعر حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا بالقلق من التصعيد بين واشنطن وإيران في الأسابيع القليلة الماضية والذي بلغ ذروته الأسبوع الماضي عندما أمر ترامب بشن ضربات جوية ثم تراجع في اللحظات الأخيرة عن قراره.

وشددت واشنطن التي انسحبت من الاتفاق العام الماضي، العقوبات التجارية على طهران منذ مايو/أيار. وردت إيران بالقول إنها قد تتخذ تحركات لخرق الاتفاق الذي قبلت بموجبه فرض قيود على برنامجها النووي مقابل الحصول على منافع تجارية عالمية.

التوتر بين إيران والولايات المتحدة ينتقل لأوروبا
التوتر بين إيران والولايات المتحدة ينتقل لأوروبا

وقالت الحكومة الإيرانية إنها تعتزم مواصلة الالتزام بالاتفاق النووي، لكنها لا تستطيع القيام بذلك إلى أجل غير مسمى إذا لم تحصل على أي منافع اقتصادية.

وحددت عددا من المواعيد النهائية في الأسابيع القليلة الماضية للدول الأوروبية لكي تحميها من العقوبات الأميركية وإلا ستتخذ خطوات ستؤدي في نهاية المطاف إلى خرق الاتفاق.

وانقضت إحدى تلك المهل أمس الخميس. وقالت طهران إنها ستقوم عندئذ بتخزين كمية أكبر من الحد الذي يسمح به الاتفاق من اليورانيوم المنخفض التخصيب.

وقال دبلوماسيون إن إيران لم تتجاوز هذا الحد بعد لكنها في طريقها لذلك خلال الأيام المقبلة.

وتقول واشنطن إن الاتفاق الذي أُبرم في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، ضعيف للغاية لأنه محدود المدة ولا يشمل قضايا خارج المجال النووي مثل برنامج إيران الصاروخي وسلوكها في المنطقة.

ودعا ترامب إيران لإجراء محادثات "دون شروط مسبقة". وردت طهران بالقول إنها لا تستطيع التفاوض ما لم تقبل الولايات المتحدة الاتفاق الذي وقعت عليه بالفعل وترفع العقوبات.