أوغان يقدّم هدية لأردوغان تجعله في طريق مفتوح للفوز بالانتخابات

المرشح الحاصل على المركز الثالث في الدورة الأولى يعلن تأييده لأردوغان، ما يصعّب مهمة كمال كليتشدار أوغلو في جولة الحسم.
أوغان حصل على 5.2 في المئة في الجولة الأولى وهي نسبة كافية لتأمين فوز أردوغان

أنقرة - أعلن سنان أوغان، المرشح الحاصل على المركز الثالث في الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة التركية، اليوم الاثنين تأييده للرئيس رجب طيب أردوغان، مما يعقّد مهمّة مرشح المعارضة كمال كليتشدار أوغلو ويضعف فرص فوزه في جولة الحسم المقررة الأحد المقبل.

ومن شأن هذه الخطوة أن تجعل أردوغان في طريق مفتوح لهزم مرشح المعارضة التركية، بما أنه سيخوض الجولة الثانية وقد ضمن أصوات نحو 2.8 مليون ناخب تركي صوتوا لفائدة المرشح الذي حلّ ثالثا في الدورة الأولى.

وفي المؤتمر الصحفي الذي عقده أوغان بالعاصمة أنقرة  دعا من صوت له في الجولة الأولى إعطاء صوته لأردوغان في الجولة الثانية، مؤكدا أن قرار دعم الرئيس التركي في الجولة الثانية هو قرار مبدئي وليس نتيجة مساومات سياسية.
وأوضح أنّهم في "تحالف الأجداد" أخذوا بعين الاعتبار في قرار تأييد الرئيس التركي عدة أمور أبرزها ضرورة مواصلة الصناعات الدفاعية في أجواء من الاستقرار والسياسات الخارجية الصائبة فيما يخص "الوطن الأزرق"، داعيا إلى المزيد من العمل من أجل التكامل مع العالم التركي وتعزيز قوة منظمة الدول التركية.
وشدد على أهمية تحقيق الاستقرار في البلاد والذي يستوجب بحسب رأيه على أنّ تكون الأغلبية البرلمانية ومقام الرئاسة من تحالف سياسي واحد.

وحصل أوغان وهو قومي متشدد لم يكن معروفا في الأوساط التركية قبل الانتخابات على 5.2 من الأصوات في الجولة الأولى من الانتخابات في 14 مايو/أيار، الأمر الذي جعل بعض المحللين يصفونه بأنه "صانع ملوك" محتمل في جولة الإعادة.

وقال أوغان في مؤتمر صحفي بأنقرة "أُعلن أننا سندعم مرشح تحالف الشعب السيد رجب طيب أردوغان في الجولة الثانية"، مضيفا أن حملته الانتخابية جعلت القوميين الأتراك "لاعبين رئيسيين" في السياسة.

وتابع أن "تحالف الأمة بزعامة كليتشدار أوغلو فشل في إقناعنا بالمستقبل"، بينما استند قرار دعم أردوغان على مبدأ "الكفاح المستمر ضد الإرهاب".

وحصل أردوغان في الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة يوم 14 مايو/أيار على 49.5 في المئة مقابل 44.9 في المئة لمنافسه كليتشدار أوغلو، في حين فاز ائتلاف بقيادة الحزب الحاكم بأغلبية مقاعد البرلمان، مانحا الرئيس أردوغان ميزة في سعيه لتمديد حكمه الذي دام عقدين.

وأوغان (55 عاما) أكاديمي سابق، كان مرشحا في الجولة الأولى للرئاسة عن تحالف من الأحزاب اليمينية بقيادة حزب النصر المعروف بموقفه المناهض للمهاجرين في تركيا التي تستضيف أكبر مجموعة من اللاجئين في العالم.

وقال أوغان الأسبوع الماضي إن هدفه هو إزاحة حزبين كرديين عن "المعادلة السياسية" التركية ودعم القوميين والعلمانيين الأتراك.

ويدعم حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد كليتشدار أوغلو في حين أن حزب هدى بار (حزب الهدى) الكردي الإسلامي يدعم أردوغان.

وركزت المعارضة في خطابها على الحس القومي بهدف التقرب من  سنان أوغان وأنصاره، رغم أنه أقرّ في وقت سابق بأنه يميل إلى التصويت إلى أردوغان.

وقال المرشح القومي إنه لا يمكن أن يدعم كليتشدار أوغلو في جولة الإعادة إلا إذا وافق على عدم تقديم تنازلات لحزب مؤيد للأكراد.

ويتعهد مرشح المعارضة التركية بالتراجع عن كثير من التغييرات الشاملة التي أجراها أردوغان في السياسات المحلية والخارجية والاقتصادية التركية بما في ذلك برنامج اقتصادي غير تقليدي لمعالجة أزمة تكلفة المعيشة، فيما يقول أردوغان إن التصويت لصالحه في جولة الإعادة هو تصويت للمحافظة على الاستقرار.

وغيّر كمال كليتشدار أوغلو خلال الأيام الأخيرة إستراتيجيته، إذ سعى إلى كسب تأييد تأييد القوميين المتشددين، مطلقا وعودا بإعادة ملايين اللاجئين السوريين، متهما أردوغان بعدم حماية حدود البلاد.

وكشفت استطلاعات الرأي قبل الجولة الأولى من الانتخابات أن أردوغان يتخلف عن كليتشدار أوغلو. لكن النتائج أثبتت أن الرئيس التركي وحزبه نجحا في حشد الناخبين المحافظين على الرغم من أزمة غلاء المعيشة.

وحقق أردوغان تقدما مريحا في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية بينما يواجه منافسه مهمة شاقة لمنعه من تمديد حكمه لعقد ثالث في جولة الإعادة المقررة يوم 28 مايو/أيار. وقال مسؤول رفيع المستوى من حزب العدالة والتنمية الحاكم في وقت سابق "فرصنا في الجولة الثانية كبيرة جدا جدا. أوغان بيده مقاليد الأمور الآن".

وأصيب العديد من أنصار كليتشدار أوغلو بصدمة من ضعف النتائج، لكنه سعى إلى رفع معنوياتهم، متعهّدا بأنه سيدحر حكم أردوغان، الذي يزداد استبدادا واستعادة الضوابط الديمقراطية في البلاد التي يبلغ عدد سكانها 85 مليون نسمة.