أول اتفاق مكتوب بين طالبان وكابول يكسر جمود محادثات السلام

واشنطن ترحب بالاتفاق وتعتبره منعطفا هاما للانتقال لمناقشة القضايا الأساسية بينما لم يتجاوز تحديد الإجراءات الكفيلة بعقد المزيد من المحادثات.
طالبان وكابول يتفاوضان بينما لا يزالان عمليا في حالة حرب
الاتفاق بين كابول وطالبان جاء بعد دعوة أميركية ملحة لتسريع محادثات السلام
ترحيب أممي وأميركي بأول اتفاق مكتوب بين طالبان وكابول
الاتفاق يُرتب القواعد والإجراءات لمفاوضات حول خارطة طريق سياسية

كابول - قطعت الحكومة الأفغانية وحركة طالبان خطوة مبدئية من شأنها إذا لم يطرأ أي طارئ أن تمهد الطريق لمحادثات السلام المتعثرة والتي يؤكد محللون أنها تبدو هشة في طبيعتها وظروفها خاصة أن دوامة العنف لم تهدأ منذ توصلت الحركة المتشددة إلى اتفاق تاريخي مع الولايات المتحدة في فبراير/شباط بالدوحة.

وقال ممثلون عن الحكومة والحركة الإسلامية المتشددة اليوم الأربعاء إنهم توصلوا إلى اتفاق مبدئي للمضي في محادثات السلام وهو أول اتفاق مكتوب بينهما منذ اندلعت الحرب قبل 19 عاما وقوبل بترحيب من الأمم المتحدة وواشنطن.

وفي حين أن الاتفاق لا يتجاوز تحديد الإجراءات الكفيلة بعقد المزيد من المناقشات، فإنه يعتبر خطوة كبيرة لأنه سيسمح للمفاوضين بالانتقال إلى قضايا أساسية، بما في ذلك المحادثات حول وقف إطلاق النار.

وقال نادر نادري عضو فريق التفاوض الخاص بالحكومة الأفغانية "تم الانتهاء من الإجراءات بما في ذلك الديباجة ومن الآن ستبدأ المفاوضات على جدول الأعمال". وأكد محمد نعيم المتحدث باسم طالبان الأمر ذاته في تغريدة على تويتر قائلا إن "الإجراءات للمحادثات اكتملت ومن الآن فصاعدا، ستبدأ المفاوضات على جدول الأعمال".

وجاء الاتفاق بعد مباحثات استمرت شهورا في العاصمة القطرية الدوحة وخلال مفاوضات جرت بتشجيع من الولايات المتحدة. وفي أفغانستان لا يزال الطرفان في حالة حرب إذ تستمر هجمات طالبان على قوات الحكومة دون هوادة.

وقال المبعوث الأميركي الخاص بالمصالحة الأفغانية زلماي خليل زاد إن الطرفين توصلا إلى "اتفاق من ثلاث صفحات يُرتب القواعد والإجراءات لمفاوضاتهما بشأن خارطة طريق سياسية ووقف شامل لإطلاق النار"، مضيفا في تغريدة على حسابه بتويتر "يبرهن الاتفاق على أنه بمقدور طرفي التفاوض الاتفاق على مسائل معقدة".

ورحبت ديبورا ليونز مبعوثة الأمم المتحدة الخاصة بأفغانستان على تويتر بهذا "التطور الإيجابي"، مضيفة أن "هذه الانفراجة ينبغي أن تكون نقطة انطلاق للوصول إلى السلام الذي يرغب فيه جميع الأفغان".

ووفقا لهذا التطور أصبحت محادثات السلام جاهزة للتقدم إلى المرحلة التالية، بحسب ما أعلن الجانبان الأربعاء بعد الاتفاق على قواعد المحادثات.

والمحادثات التي انطلقت في سبتمبر/أيلول سرعان ما تعثرت بسبب الخلافات حول جدول الأعمال والإطار الأساسي للمناقشات والتفسيرات الدينية.

ويجري الطرفان مفاوضات هي الأولى من نوعها، في أعقاب اتفاق انسحاب تاريخي للقوات الأميركية وقعته واشنطن والحركة المتمردة في شباط/فبراير.

وبموجب هذا الاتفاق، وافقت الولايات المتحدة على سحب جميع القوات مقابل ضمانات أمنية وتعهد طالبان ببدء محادثات مع كابول.

وقال عبدالله عبدالله رئيس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنيّة في أفغانستان في تغريدة إن التطور يعد "خطوة رئيسية أولية"، بينما وصف خليل زاد الاتفاق بأنه اختراق ومنعطف هام.

وكان الرئيس الأفغاني أشرف غني أعرب عن معارضته وغضبه بعدما أبدى مفاوضو الجانب الحكومي استعدادهم للقبول بصياغة تشير بالتساوي إلى كل من إدارته وطالبان بصفتهما "طرفي الحرب"، وفقا لمسؤول أفغاني.

وليس من الواضح إن تم إجراء تعديلات على الصياغة. وقال صديق صديقي المتحدث باسم الرئيس الأفغاني على تويتر "هذه خطوة للأمام نحو بدء المفاوضات حول القضايا الرئيسية".

وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو دعا في 21 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي إلى تسريع مفاوضات السلام.

وفي بيان ردا على إعلان الأربعاء، قال بومبيو إن "التقدم السريع نحو خارطة طريق سياسية ووقف لإطلاق النار هو ما يرغب به سكان أفغانستان أكثر من أي شيء".

وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الشهر الماضي أنها ستسحب قريبا حوالي 2000 جندي من أفغانستان لتسريع الجدول الزمني المحدد في اتفاق فبراير بين واشنطن وطالبان والذي ينص على انسحاب كامل بحلول منتصف 2021.