أول حكم قضائي يصدر بحق ضابط سوري متورط في انتهاكات
برلين - حكم القضاء الألماني الأربعاء على عنصر سابق في الاستخبارات السورية بالسجن أربع سنوات ونصف السنة بتهمة التواطؤ في جرائم ضد الانسانية في إطار أول محاكمة في العالم مرتبطة بانتهاكات تنسب الى نظام بشار الأسد.
ودانت المحكمة العليا في كوبلنس السوري إياد الغريب (44 عاما) بتهمة المشاركة في اعتقال 30 متظاهرا على الأقل في دوما كبرى مدن الغوطة الشرقية قرب دمشق، في أيلول/سبتمبر او تشرين الاول/اكتوبر 2011 ونقلهم الى مركز اعتقال تابع لاجهزة الاستخبارات.
وتقود المانيا التي لجأ إليها أكثر من 700 ألف سوري خلال تسع سنوات، الدعاوى في التجاوزات المنسوبة إلى نظام دمشق.
وتستند هذه الدعاوى إلى المبدأ القانوني للولاية القضائية العالمية الذي يسمح للدولة بمقاضاة مرتكبي الجرائم الإنسانية الخطيرة ولا سيما جرائم الحرب أو الجرائم ضد الإنسانية، بغض النظر عن جنسيتهم ومكان ارتكاب هذه الجرائم.
وأطلقت ألمانيا منذ العام 2011 تحقيقاً حول الجرائم المرتكبة في سوريا، وجمعت وثائق وشهادات حول هذه التجاوزات.
ومنذ نهاية نيسان/أبريل، يُحاكم عنصران سابقان في الاستخبارات السورية أحدهما ضابط سابق رفيع المستوى، أمام محكمة كوبلنز لجرائم ضد الإنسانية ولتواطؤ في جرائم ضد الإنسانية، في محاكمة تقدّم على أنها تاريخية لأنها المرة الأولى التي يحاكم فيها متهمون بارتكاب تجاوزات منسوبة إلى النظام السوري.
وفي 18 حزيران/يونيو، قدّم سبعة لاجئين سوريين هم ضحايا أو شهود لعمليات اغتصاب وتعديات جنسية في معتقلات النظام السوري، شكوى في ألمانيا.
وتستهدف الشكوى بالاسم تسعة مسؤولين كبار في الحكومة السورية والاستخبارات الجوية، بينهم جميل حسن أحد المقربين سابقاً من الأسد والرئيس السابق لأجهزة المخابرات في القوات الجوية الذي كان في منصبه حتى عام 2019. وهو بالفعل ملاحق بموجب مذكرة توقيف دولية من ألمانيا وفرنسا. ويشتبه القضاء الألماني بارتكابه "جرائم ضد الإنسانية".
وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على الرئيس السوري بشار الأسد وزوجته أسماء من ضمن عشرات الأشخاص والكيانات المرتبطة بالنظام السوري، متوعدة بمواصلة حملتها الواسعة للضغط على دمشق في إطار ما يعرف بـ"قانون قيصر".