أول سيرك تونسي متجول يقدم عروضا بلا حيوانات
تونس - سيتم في حدث ثقافي استثنائي افتتاح أول خيمة سيرك متجولة تونسية الصنع والأولى من نوعها في العالم العربي، وسيقدم المشرفون عليها عروضا معاصرة في فن السيرك لا تعتمد على الحيوانات، وذلك بالتزامن مع الإجازة المدرسية الشتوية.
وتنطلق خيمة السيرك التونسية في 20 ديسمبر/كانون الأول الجاري وتستمر إلى غاية الخامس من يناير/كانون الثاني المقبل بساحة ميامي بالمروج 1 التابعة لمحافظة بن عروس، بعرض فرجوي في فنون السيرك تحت عنوان "circus show".
وما يجعل هذه الخيمة فريدة من نوعها هو أنها صممت وصنعت بالكامل بأياد تونسية، فهي تعد الخيمة الأولى من نوعها في المنطقة العربية، وهي من إنجاز "بابا روني لفنون السيرك"، حيث تم تنفيذ كل مراحل المشروع، من التصميم إلى الإنتاج، بواسطة مهندسين وفنيين تونسيين.
وتتميز الخيمة بارتفاع يصل إلى 12 مترا وقطر يبلغ 30 مترا وبطاقة استيعاب لحوالي 600 متفرج، وهي مجهزة بأحدث تقنيات الإضاءة والموسيقى لضمان تجربة عرض مبهرة سواء من حيث الأداء الفني، أو من حيث التأثيرات البصرية التي تصاحب العروض، بالإضافة إلى تصميم داخلي يضمن راحة الجمهور وتوفير بيئة مثالية للعروض. كما تشتمل الخيمة على قاعة استقبال وقاعة عرض رئيسية، فضلا عن قاعة خلفية مخصصة لفناني السيرك.
ويختص هذا النمط من ألعاب السيرك بتقديمه لعرض سيرك معاصر يختلف عن التقليدي، فلا يوجد في هذه العروض أي استخدام للحيوانات، بل يركز على الأداء البشري الخالص.
وتستند العروض إلى تقنيات السيرك الحديثة التي تعتمد على الأداء البدني المتنوع، حيث يقدم الفنانون حركات بهلوانية خطرة ورقصات وألعاب هوائية وقفزات مذهلة وتوازنات مثيرة تعتمد على الإبهار.
ويتم كذلك توظيف الفنون البصرية والتكنولوجيا بشكل مبتكر، حيث تدمج الإضاءة المتطورة والموسيقى المختارة بعناية مع الأداء الجسدي للفنانين، مما يخلق تجربة سمعية-بصرية فريدة.
وتسعى "بابا روني لفنون السيرك" إلى تقديم هذا المشروع كنقلة نوعية في مجال فنون السيرك المعاصر في تونس، مع التركيز على تقديم محتوى فني تونسي متكامل من حيث التصميم والإنتاج والأداء، لخلق تجربة فريدة للمشاهد التونسي والعربي.
وتضم مجموعة "بابا روني لفنون السيرك" ثلة من الموهوبين بفنون السيرك العصري وهم من الأطفال والشباب. وتم للغرض بعث جمعية "باباروني لفنون السيرك" لمتابعة هؤلاء الشبان من الجنسين وتشريكهم في ورشات تدريبية منها بألمانيا سنة 2013 وكذلك بالجزائر سنة 2014، مما مكن من تشبيك علاقات عديدة مع محترفين في السيرك من دول أوروبية منها إيطاليا وفرنسا وروسيا، وساعدهم ذلك على بعث مهرجان لفنون السيرك بتونس سنة 2018 هو الأول في تونس وفي العالم العربي.