أول مجموعة من المعتمرين الإيرانيين تصل للسعودية بعد تسع سنوات

السفير الإيراني في الرياض يوجه شكره للمسؤولين السعوديين على تعاونهم بعد عام على عودة العلاقات.
إيران والسعودية تسعيان إلى إعادة السياحة غير الدينية بين البلدين

الرياض - وصلت إلى السعودية الاثنين أول مجموعة من الإيرانيين لأداء العمرة للمرة الأولى منذ نحو 9 أعوام حيث قالت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) إن "المجموعة الأولى من المعتمرين الإيرانيين وصلت إلى المدينة المنورة، واستقبلهم سفير إيران لدى الرياض علي رضا عنايتي".
وأعرب عنايتي عن "ارتياحه لوصول المعتمرين الإيرانيين بعد توقف طويل إلى المدينة المنورة" موجها الشكر إلى "المسؤولين في السعودية، بمن فيهم مسؤولي الخارجية، على تعاونهم بهذا الخصوص"، وفق الوكالة.
والسبت، أعلن المسؤول عن وحدة شؤون الحج بشركة المطارات الإيرانية محمد حسين اجيليان أنه سيبدأ الاثنين تفويج الزوار الايرانيين إلى السعودية لأداء العمرة.
وستتواصل عمليات إيفاد المعتمرين الإيرانيين إلى السعودية على مدى 10 أيام تنتهي في 2 مايو/أيار المقبل، حسب أجيليان.
وأضاف لوكالة "إرنا" أن 5 آلاف و720 إيرانيا سيتوجهون إلى السعودية خلال العام الجاري لأداء العمرة.
وبوساطة الصين، وقعت السعودية وإيران في مارس/ آذار 2023، اتفاقا لاستئناف علاقاتهما الدبلوماسية، بعد قطيعة استمرت 7 سنوات. ومنذ عام 2016 يؤدي الإيرانيون فريضة الحج فقط بموجب حصص وتوقيتات سنوية صارمة.
وتهدف المفاوضات بين إيران والسعودية أيضا إلى إعادة السياحة غير الدينية بين البلدين برحلات جوية تربط عاصمتيهما.
وكان وزيرا الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان والإيراني حسين أمير عبداللهيان قد اتفقا خلال اجتماعهما في يونيو/حزيران 2022 على استئناف الرحلات الجوية بين البلدين وتسهيل منح التأشيرات للمواطنين.
وليست هناك رحلات جوية منتظمة ومباشرة بين البلدين منذ سنوات. وفي الوقت الحالي، لا تنطلق سوى رحلات جوية عرضية من إيران لنقل الحجاج لكن تم بحث الملف العديد من المرات بين المسؤولين في البلدين.
ويرى مراقبون ان تطورات الحرب في قطاع غزة من الممكن ان تزيد من تقريب وجهات النظر بين الرياض وطهران خاصة وان الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي شارك في جدة في القمة العربية الإسلامية المشتركة بعد اندلاع القتال في القطاع بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس.
وتسعى السعودية لتجنب أي توتر ينجم عن الصراع والتوتر بين إيران وإسرائيل خاصة بعد الاستهدافات الأخيرة بين البلدين حيث سعت الدبلوماسية السعودية لتخفيف حدة التصعيد.
ويرى مراقبون الاتفاق المفاجئ الذي تم التوصل إليه مع إيران بثماره بالنسبة للسعودية، إذ جنبتها إلى حد كبير تداعيات الحرب بين إسرائيل وحماس والاضطرابات المرتبطة بها.
وحتى الآن، تمكنت الرياض من البقاء بعيدة عن النزاع مع الإعراب عن دعمها للقضية الفلسطينية، وهو ما يرجع إلى حد كبير إلى تطبيع علاقتها مع طهران الداعمة لحماس. وكثيراً ما وجدت السعودية ذات الغالبية السنية وإيران ذات الغالبية الشيعية نفسيهما على طرفي نقيض في الصراعات الإقليمية، من سوريا إلى لبنان والعراق.