'أونروا" تواجه أعباء إضافية مع تحول لبنان إلى منطقة عمليات جديدة
الأمم المتحدة - أعلن المفوّض العام للأونروا فيليب لازاريني اليوم الثلاثاء أنّ وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين باتت تواجه مأساة ثلاثية منذ بدأت إسرائيل تشن غارات مكثفة ضد حزب الله في لبنان، معتبرا أن هذا التصعيد زاد من الأعباء الثقيلة الملقاة على عاتقها من جراء الحرب في غزة والأوضاع بالضفة الغربية المحتلة.
وقال لازاريني في مقابلة أجرتها معه وكالة فرانس برس على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك "لدينا أصلا غزة، ولدينا أصلا الضفة الغربية، لذلك لدينا مسرحان للعمليات أصبحا خطوطا أمامية نشطة"، والآن "لدينا أيضا لبنان".
وأعرب لازاريني عن أسفه لأن وكالته التي تعاني أصلا من عجز مالي حادّ باتت بفعل التصعيد الراهن بين إسرائيل وحزب الله ترزح تحت ضغوط إضافية.
وأوضح أنّ الغارات الإسرائيلية الكثيفة التي يتعرّض لها لبنان منذ الإثنين جعلت من هذا البلد "منطقة عمليات نشطة" ثالثة تضاف إلى منطقتي غزة والضفة.
وقال "هذا يعني أنّ ثلاث مناطق عمليات ستصبح حالات طوارئ إنسانية"، واصفا الوضع بأنّه "مأساة ثلاثية".
وإزاء الغارات الإسرائيلية الكثيفة، أوقفت الأونروا بعض عملياتها في لبنان إذ حوّلت بعضا من مدارسها إلى ملاجئ لمئات اللبنانيين الذين نزحوا من جنوب البلاد حيث تتركز الضربات الجوية.
وشن الجيش الإسرائيلي الاثنين ضربات مكثفة على جنوب وشرق لبنان، مما أسفر عن مقتل 558 شخصا، بحسب السلطات اللبنانية، في أعلى حصيلة تسجّل في يوم واحد منذ نهاية الحرب الأهلية في البلاد (1975-1990).
وقال لازاريني إنّ "هناك الخوف من أن نتّجه نحو حرب شاملة. هناك قلق آخر يتمثّل في أن تصبح أجزاء من لبنان مثل غزة".
وتأسّست الأونروا في 1949 وهي تقدّم للاجئين الفلسطينيين في كلّ من غزة والضفة الغربية المحتلة ولبنان وسوريا والأردن خدمات عديدة من بينها خصوصا التعليم والرعاية الصحية.
ومنذ الهجوم غير المسبوق لحماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين 2023، تتهم الدولة العبرية الأونروا بتوظيف "أكثر من 400 إرهابي" في قطاع غزة، من دون أن تورد أدلة على ذلك.
وفي القطاع المحاصر حيث تُعتبر الوكالة الأممية "العمود الفقري" للاستجابة الإنسانية في غزة، قُتل 222 على الأقل من موظفيها وطال الدمار أو الضرر ثلثي منشآتها.
وأعرب لازاريني عن قلقه بالقول إنه "وفق منحى تطور الحرب في لبنان حيث يعمل لدينا آلاف الموظفين قد يُقتل هؤلاء الموظفون أيضا".
وأضاف أنّ تحوّل لبنان إلى منطقة عمليات جديدة للأونروا "سيضع ضغوطا أكبر علينا. الاحتياجات ستزداد وسنحتاج أيضا إلى المزيد من الدعم من المانحين".
ودعت اتهامات إسرائيل دفعت عدة بينها أكبر جهة مانحة الولايات المتحدة، الى تعليق تمويل الوكالة، قبل أن تستأنف.
وأشار المفوض إلى أن "ما لدى الأونروا من المال يكفي حتى نهاية أكتوبر/تشرين الأول". ومع عجز قدره 80 مليون دولار لعام 2024، تنظم الوكالة الأممية مؤتمرا جديدا للمانحين هذا الأسبوع على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأشار لازاريني إلى أن الهدف الرئيسي هو "ضمان قدرتنا على العمل حتى نهاية العام" والحصول على التزامات طويلة الأجل من الجهات المانحة.
وأضاف "أنا قلق للغاية بشأن عام 2025 لأن بعض المانحين التقليديين سيطبقون إجراءات تقشفية وسيخفضون مساعداتهم الدولية"، من دون أن يحدد هويتهم.
وفي سياق متصل قال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي إن الهجمات الإسرائيلية على لبنان أدت إلى نزوح آلاف الأشخاص، مؤكدا أن الشرق الأوسط لا يمكنه تحمل أزمة نزوح جديدة.
وأشار غراندي في بيان أصدرته المفوضية اليوم الأربعاء، إلى معاناة الأسر التي فرت من الحرب في سوريا وتعرضت للقصف في البلد الذي لجأت إليه (لبنان).
وأضاف أن "هذه المذبحة لها ثمن باهظ، وتشرِّد عشرات الآلاف من الأشخاص من منازلهم"، متابعا "دعونا لا نخلق أزمة من خلال إجبار مزيد من الناس على مغادرة منازلهم. يجب أن تكون الأولوية لحماية حياة المدنيين".
ولفتت المفوضية في بيانها إلى أن الغارات الجوية الإسرائيلية المستمرة ضد لبنان دمرت حياة المدنيين، وأن الأسر اللبنانية والسورية فرت من لبنان إلى سوريا في حالة من اليأس.
وأفادت أن المفوضية زادت دعمها للأعداد المتزايدة من النازحين، وأن مئات المركبات تنتظر على الحدود السورية اللبنانية، مذكّرة بأن لبنان يستضيف نحو 1.5 مليون سوري، فضلا عن أكثر من 11 ألف لاجئ من دول أخرى.