أي دور لطالبان في أسوأ حريق على حدود إيران؟

احتراق بين 100 إلى 200 صهريج نفط وغاز ما تسبب في خسائر أولية قدرت بمليارات الدولارات وإصابة 20 شخصا بجروح في حادث هو الأكبر ضمن حوادث سابقة مماثلة اتهمت فيها حركة طالبان.
حريق كارثي غامض يخلف أضرارا هائلة عند الحدود الإيرانية الأفغانية

إسلام قلعة (أفغانستان) - أتى حريق على ما لا يقل عن مئة صهريج نفط وغاز في أفغانستان، في "كارثة" وقعت عند أحد أهم المعابر الحدودية مع إيران وخلّفت أضرارا بملايين الدولارات، وسط تساؤلات ما إذا كانت حركة طالبان وراء الحادث المروع.

ويذكر أن طالبان هاجمت مرارا في الماضي صهاريج الوقود التي تشتبه بأنها تزوّد القوات الأجنبية في البلاد بالإمدادات.

وفي 2014، دمّرت الحركة المتطرفة أكثر من مئتي شاحنة وقود في هجوم على أطراف كابول، لكن لم تصدر إي مؤشرات تدل على تورط الحركة في الحريق الأخير.

وتمّ إخماد الحريق الضخم الذي اندلع بعد ظهر السبت في معبر إسلام قلعة الواقع على بعد 120 كلم من مدينة هرات (غرب)، بالكامل تقريبا بينما فتح تحقيق بشأن أسبابه.

وقال الناطق باسم حاكم ولاية هرات جيلاني فرهاد بعدما زار الموقع "تبلغنا عن 100 إلى 200 شاحنة دمرت، لكن قد يكون الرقم أكبر".

بدوره أفاد رئيس غرفة تجارة ولاية هرات يونس قاضي زادة أن لصوصا توجّهوا إلى المكان عندما اندلع الحريق حيث سرقوا سلعا يتم استيرادها وتصديرها عبر الحدود.

وأكد أن "الكارثة كانت أكبر بكثير مما يمكن تخيله. للأسف، نهب أشخاص غير مسؤولين كمية كبيرة من السلع".

وتحدّث قاضي زاده عن تقديرات أولية تشير إلى "خسائر بمليارات الدولارات".

بدوره ذكر فرهاد أن المحققين يحتاجون لمزيد من الوقت لتحديد حجم الخسائر.

وأظهرت تسجيلات مصورة نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي ليل السبت ألسنة اللهب تتصاعد من المكان وسط سحب كثيفة من الدخان الأسود.

وشاهد مصوّر فرانس برس في الموقع النيران وسحب الدخان وهي ما زالت تتصاعد من الموقع الأحد.

وتجمّع مئات الأشخاص الذين قالوا إنهم أصحاب الشاحنات عند طوق أمني قريب فرضته الشرطة، في محاولة للوصول إلى المكان.

وأفاد مسؤولو الصحة في هرات عن إصابة 20 شخصا بجروح جراء الحريق.

وذكرت وزارة المالية أن الاستنتاجات الأولية تشير إلى أن الحريق بدأ في صهريج قبل أن يمتد سريعا ويسفر عن "خسائر مادية كبيرة"، بما فيها وقود وصهاريج ومنشآت تابعة لإدارة الجمارك.

وسيجري وفد من العاصمة كابول تحقيقا في الحادثة.

وأدى تضرر خطوط إمداد الطاقة إلى انقطاع الكهرباء عن أجزاء واسعة من ولاية هرات.

وشاركت أجهزة الإطفاء الأفغانية والإيرانية الأحد في إخماد ما تبقى من الحرائق.

ويعد معبر إسلام قلعة من بين أهم المنافذ في أفغانستان، ويتم عبره الجزء الأكبر من عمليات التبادل التجاري مع إيران.

ومنحت واشنطن كابول استثناءات تسمح لها باستيراد النفط والغاز من إيران رغم العقوبات الأميركية.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة إن الحدود كانت "مفتوحة أمام الشاحنات والسيارات والأشخاص الهاربين من الحريق باتجاه إيران".

وأكد نائب الرئيس الأفغاني أمر الله صالح أنه تم السماح لمئات الشاحنات بعبور الحدود إلى إيران هربا من الحريق.

إلا أن فرهاد كشف السبت أن عناصر طالبان استغلوا الوضع وهاجموا موقعا أمنيا مجاورا بعد وقت قصير من اندلاع الحريق. وانتشرت قوات أمنية في محيط المعبر الحدودي.

وتشهد أفغانستان ارتفاعا في منسوب العنف رغم محادثات السلام الجارية بين حركة طالبان وحكومة كابول في الدوحة منذ سبتمبر/أيلول، والتي فشلت حتى الآن في تحقيق أي اختراق يذكر.

ودفع ازدياد العنف إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى إعلان مراجعة للاتفاق المبرم في الدوحة في فبراير/شباط 2020 مع حركة طالبان والذي ينص على سحب كامل القوات الأميركية من أفغانستان بحلول الأول من مايو/أيار القادم.