إثيوبيا تتراجع عن حضور اجتماع واشنطن لتوقيع اتفاق سد النهضة

إثيوبيا المقدمة على انتخابات برلمانية في مايو المقبل تخشى أن يؤثر توقيع البرلمان المنتخب على الاتفاقية الدولية حول سد النهضة على أوضاعها وسياستها الداخلية.

أديس أبابا - أعلنت إثيوبيا اليوم الأربعاء انسحابها من المشاركة في الاجتماع الثلاثي بشأن سد النهضة المقرر عقده في العاصمة الأميركية واشنطن يوم الخميس 27 فبراير.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن وزارة المياه والري والطاقة الإثيوبية إن "فريق التفاوض الإثيوبي لن يشارك في الاجتماع لأنه لم يكمل بعد التشاور مع أصحاب المصلحة داخل البلاد"، دون مزيد من التفاصيل.

وتراجعت أدي أبابا عن المشاركة في الاجتماع في واشنطن بعد أن شاركت مصر والسودان في محادثات مكثفة بوساطة الولايات المتحدة والبنك الدولي لحل الخلافات الذي تبنيه أديس ويثير جدلا وتباينا في المواقف منذ ما يقرب من 8 سنوات حول استخدام مياه النيل.

والاثنين، قال وزير الري والموارد المائية السوداني ياسر عباس أن البلدان الثلاث تسلمت مسودة اتفاق من وزارة الخزانة الأميركية حول آلية ملء وتشغيل سد النهضة.

وقال ياسر عباس إن "السودان ومصر وإثيوبيا تسلمت مسودة الاتفاق من الخزانة الأميركية لتدرسها، وتجتمع يوم 28 من هذا الشهر في واشنطن".

وأضاف وزير الري السوداني أنه تم الاتفاق على 90 بالمئة من القضايا، وخاصة الرئيسية منها بخصوص الملء والتشغيل، مشيرا إلى أن ما تبقى من نقاط تعد بسيطة وفنية.

وأشار إلى أن المسودة تعتبر ثمرة تفاوض استمر أعواما بين الدول الثلاث.

 وتقول مصادر إن إثيوبيا تتخوف من أن يؤثر توقيع البرلمان الحالي على الاتفاقية الدولية على حملة رئيس الوزراء آبي أحمد الانتخابية التي سيخوضها ضمن الانتخابات التشريعية المقبلة المزمع عقدها مايو المقبل وحتى الرئاسية في أغسطس.

يشار إلى أن حزب الازدهار الذي يقوده أحمد أعلن في ديسمبر/كانون الأول الماضي خوض الانتخابات المقبلة التي تعد السادسة من نوعها في إثيوبيا منذ إقرار الدستور الوطني عام 1994.

وبدأت إثيوبيا ببناء سد النهضة منذ 2011 بكلفة 6 مليارات دولار على النيل الأزرق الفرع الرئيسي لنهر النيل لكن مصر والسودان يخشيان من أن يؤثر السد على امدادهما بمياهه.

والسبت، أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي التزام القاهرة بـ"انجاح" المفاوضات حول السد، معربا عن "التزام مصر بالسعي نحو إنجاح المفاوضات الجارية بمسار واشنطن".

وقال بيان للمتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية بسام راضي إن السيسي التقى هيلا ميريام ديسالين، رئيس وزراء إثيوبيا السابق والمبعوث الخاص لآبي أحمد.

 وأضاف أنه "مع قرب التوقيع على الاتفاق بشأن قواعد ملء وتشغيل السد، فإن ذلك من شأنه أن يحفظ التوازن بين مصالح جميع الأطراف، كما أن ذلك الاتفاق سيفتح آفاقاً رحبة للتعاون والتنسيق والتنمية بين مصر وإثيوبيا والسودان".

وقالت مصادر إن ميريام زاد أيضا الخرطوم أمس الثلاثاء ، حيث التقى القيادة السودانية وأبلغها رسالة شفهية من رئيس بلاده.