إثيوبيا تقفز على مفاوضات سد النهضة بخطوة أحادية

مفاوضات السد تنتهي بلا اتفاق، فيما أظهرت صور بدء ملء الخزان في خطوة من شأنها أن تعمق الخلافات بين دولة المنبع (إثيوبيا) ودولتي المصب(مصر والسودان).

أديس أبابا – أظهرت صور التقطتها أقمار صناعية الثلاثاء بدء ملء خزان سد النهضة الإثيوبي بالمياه، وذلك بعد يوم من ختام مفاوضات بين مصر وإثيوبيا والسودان، لم تفض إلى اتفاق بين أطراف النزاع.

وترجح هذه المستجدات تعمق الهوة بين أطراف المفوضات الثلاثة، في وقت تتعنت فيه إثيوبيا في قراراتها، فيما ترفض مصر والسودان الشروع في ملء السد قبل التوصل لاتفاق.

وأعلنت إثيوبيا الثلاثاء عدم التوصل إلى اتفاق مع مصر بشأن سد النهضة "رغم تحقيق تقدم" في المفاوضات. وسبق لأديس أبابا القول إنها ستمضي في خطة ملء خزان سد النهضة في يوليو/تموز الجاري، حتى وإن لم تتوصل إلى اتفاق مع القاهرة.

وتتمسك إثيوبيا بملء وتشغيل السد خلال الشهر الجاري، فيما ترفض مصر والسودان إقدام أديس أبابا على هذه الخطوة قبل التوصل إلى اتفاق.

وتخشى مصر من المساس بحصتها السنوية من مياه نهر النيل، البالغة 55.5 مليار متر مكعب، وتطالب باتفاق حول ملفات، بينها أمان السد، وتحديد قواعد ملئه في أوقات الجفاف.

فيما تقول أديس أبابا إنها لا تستهدف الإضرار بمصالح مصر والسودان، وإن الهدف من بناء السد توليد الكهرباء وتنمية بلادها.

وذكرت وكالة 'أسوشييتد برس'، أن صور أقمار صناعية جديدة أظهرت بدء ملء خزان سد النهضة الإثيوبي، المتنازع عليه، موضحة أن الصور رصدتها وكالة الفضاء الأوروبية بتاريخ 9 يوليو/تموز الجاري.

ورجح محلل أن تكون تلك المياه ناجمة عن هطل أمطار موسمية، مستبعدا أي دور للحكومة الإثيوبية في ذلك.

وقال ويليام دافيسون المحلل في مجموعة الأزمات الدولية، لـ'أسوشييتد برس'، إنه من المرجح أن يكون الامتلاء الذي رصدته الصور "تراكما طبيعيا للمياه خلف السد" خلال موسم الأمطار.

وأضاف دافيسون "على حد علمي لا يوجد حتى الآن أي إعلان رسمي من إثيوبيا بأنه تم إكمال جميع عمليات البناء اللازمة لإغلاق كل المنافذ والبدء بتجميع المياه في السد".

وأشار دافيسون بالوقت ذاته إلى أن إثيوبيا على موعد مع بدء ملء خزان السد منتصف يوليو/تموز الجاري، عندما يفيض موسم الأمطار على النيل الأزرق.

وقال وزير المياه والري والطاقة الإثيوبي سيليشي بيكيلي في تغريدة غداة إعلان القاهرة اختتام مفاوضات عقدت برعاية الاتحاد الإفريقي، مع "استمرار الخلافات حول قواعد الملء والتشغيل، انتهت الليلة المفاوضات الثلاثية بشأن سد النهضة التي عقدت خلال الأيام الـ11 الماضية بحضور 11 مراقبا وخبيرا".

وتابع بيكيلي "رغم تحقيق تقدم (في المفاوضات) لم يتم التوصل إلى اتفاق يفضي إلى انفراج الأزمة"، مضيفا "نعدّ اليوم تقارير إلى الاتحاد الافريقي وزعمائنا"، متوقعا استمرار المفاوضات، دون ذكر زمن محدد.

والإثنين، أصدرت وزارة الموارد المائية والري المصرية، بيانا استعرضت فيه نتائج المفاوضات، التي شارك فيها وزراء مياه مصر والسودان وإثيوبيا، إضافة إلى مراقبين من الولايات المتحدة والاتحادين الأوروبي والإفريقي.

وقال البيان "في نهاية الاجتماع اتفق الوزراء على قيام كل دولة برفع تقريرها النهائي عن مسار المفاوضات الثلاثاء، إلى جنوب إفريقيا، بوصفها الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، تمهيدا لعقد القمة الإفريقية المصغرة".

وفي 3 يوليو/تموز الجاري تم استئناف الاجتماعات الثلاثية عبر تقنية الفيديو بين وزراء المياه من الدول الثلاث، لبحث التوصل إلى اتفاق بشأن ملء وتشغيل السد وذلك برعاية الاتحاد الإفريقي.