إجازة دواء يبطئ زحف الزهايمر لأول مرة منذ عقدين

إدارة الغذاء والدواء الأميركية توافق على عقار 'أدوكانوماب' فيما يعد بمثابة أحد أكبر الاختراقات منذ اكتشاف المرض القاسي في عام 1906.
50 مليون شخص في أنحاء العالم يعانون من مرض الزهايمر
الأدوية المتاحة حاليا تخفف الأعراض مؤقتا فقط لدى بعض مرضى الزهايمر

واشنطن - وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية الإثنين، على دواء جديد مثير للجدل لعلاج مرض الزهايمر، وذلك للمرة الأولى منذ 20 عاما.
والدواء الذي أقرته الإدارة هو "أدوكانوماب"، حيث يحاول محاربة المرض في مراحله المبكرة من خلال استهداف لويحات "بيتا أميلويد" في الدماغ لإبطاء تطور المرض.
وأعلنت الإدارة في بيان منح الدواء "موافقة مستعجلة"، لاستخدامه لعلاج الزهايمر.
ويأتي القرار بعد ما خلص خبراء الوكالة الصحية الأميركية العام الماضي إلى عدم وجود أدلة كافية لدعم فعالية الدواء.
وقالت الإدارة في بيانها: "كانت البيانات المضمنة في طلب الشركة المقدمة للدواء معقدة للغاية وتركت شكوكا متبقية فيما يتعلق بالفوائد السريرية".
وأضافت أنه يجب على شركة الأدوية "بيوجن" المصنعة للدواء أن تجري "دراسات ما بعد مرحلة الموافقة للتحقق من الفائدة السريرية المتوقعة".
ولفتت إلى أن إدارة الغذاء والدواء "لديها إجراءات تنظيمية يمكن أن تؤدي إلى إزالة الدواء من السوق".
وأشادت جمعية "الزهايمر" غير الربحية بقرار إدارة الغذاء والدواء الأميركية بمنح الموافقة، قائلة "نحتفل بالقرار التاريخي".

شركة بيوجن الدوائية
شركة الأدوية "بيوجن" تصنع الدواء

وقال رئيس الجمعية هاري جونز، في بيان، إن "هذه الموافقة انتصار للمصابين بمرض الزهايمر وعائلاتهم".
وتعد إجازة العقار بمثابة أحد أكبر الاختراقات منذ اكتشاف المرض القاسي في عام 1906، وعلى الرغم من مليارات الدولارات من الاستثمار على مدى عقود، فلم يتم إثبات أي دواء حتى الآن يوقف مرض الزهايمر، ولم يتم ترخيص أي دواء لمرض الزهايمر منذ حوالى عقدين.
ومرض الزهايمر هو أحد أكثر أشكال الخرف شيوعًا، ويؤدي إلى تدهور متواصل في قدرات التفكير ووظائف الدماغ، وفقدان الذاكرة.
يتطور المرض تدريجياً لفقدان القدرة على القيام بالأعمال اليومية، وعلى التواصل مع المحيط، وقد تتدهور الحالة إلى درجة انعدام الأداء الوظيفي.
ويمكن للأدوية المتاحة حاليا للمصابين بالزهايمر أن تخفف الأعراض مؤقتا فقط لدى بعض المرضى، وآخرها تم تطويره منذ 17 عاما.
وتعمل الأدوية الموجودة على زيادة التواصل بين الخلايا العصبية السليمة المتبقية في الدماغ، وهذه العقاقير تساعد في استقرار فقدان الذاكرة، لكنها لسوء الحظ لا تعمل مع الجميع وبمرور الوقت تتلاشى آثارها.
ويعاني ما يقرب من 50 مليون شخص في أنحاء العالم من مرض الزهايمر أو شكل آخر من أشكال الخرف، وفقا لأرقام جمعية "الزهايمر أسوسييشن". ومن المتوقع أن يصاب بهذا المرض حوالى 131 مليون شخص بحلول العام 2050.