إجماع أوروبي على حلّ الدولتين كسبيل وحيد لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي

بوريل يؤكد أنه لن يكون هناك سلام ولا أمن مستدام لإسرائيل ما لم يكن لدى الفلسطينيين أفق سياسي واضح لبناء دولتهم.

بروكسل - كشف جوزيب بوريل مسؤول السياسة بالاتحاد الأوروبي اليوم الخميس أن اجتماع وزراء خارجية دول مجموعة العشرين بالبرازيل شهد اتفاقا في الرأي على الحاجة إلى حل الدولتين باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق السلام في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

وقال بوريل للصحفيين "الجميع هنا، الجميع. لم أسمع أحدا يعارض ذلك. هناك مطالبة قوية بحل الدولتين... إنه توافق في الرأي بيننا" وحظيت وجهة نظر المسؤول الأوروبي بتأييد مندوبين آخرين قالوا إن كل متحدث تناول الحرب في غزة دعا إلى حل الدولتين.

وتابع بوريل "هناك قاسم مشترك: لن يكون هناك سلام... ولن يكون هناك أمن مستدام لإسرائيل ما لم يكن لدى الفلسطينيين أفق سياسي واضح لبناء دولتهم"، لافتا إلى أن الأزمة في غزة تمتد إلى الضفة الغربية التي "تغلي بشدة" مع مهاجمة المستوطنين الإسرائيليين مدنيين فلسطينيين.

وقال إنه طلب من البرازيل، الدولة المضيفة لقمة مجموعة العشرين، أن "توضح للعالم تأييد الجميع في مجموعة العشرين هذا الحل".

وأردف قائلا "علينا أن نحشد قدرتنا السياسية للدفع باتجاه تنفيذ هذا الحل. وما عدا ذلك فهو مجرد أمنيات"، متوقعا أن تتقدم الدول العربية باقتراح لتحقيق السلام في غزة خلال الأيام المقبلة.

ويرفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والحكومة الائتلافية اليمينية إقامة دولة فلسطينية بشكل كبير رغم أن الولايات المتحدة، الداعم الرئيسي لإسرائيل، تؤكد أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد الممكن لإحلال السلام الدائم في المنطقة.

وميدانيا قصفت إسرائيل اليوم الخميس مدينة رفح المكتظة بالنازحين في جنوب قطاع غزة، وحيث يعد جيشها لهجوم بري فيما تتواصل في القاهرة محادثات معقدة سعيا للتوصل إلى هدنة وأسفر القصف عن سقوط 97 قتيلا في غضون 24 ساعة وفق وزارة الصحة التابعة لحماس في قطاع غزة.

ويعاني القطاع الفلسطيني الفقير والمحاصر وضعا إنسانيا كارثيا جراء الحرب التي اندلعت بين إسرائيل وحماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول مع شن الحركة هجوما غير مسبوق على الدولة العبرية، فيما حذرت الأمم المتحدة من أن 2.2 مليون شخص يمثلون الغالبية الكبرى من سكان القطاع، مهددون بالمجاعة.

وفي محاولة لإخراج المحادثات حول هدنة ممكنة من الطريق المسدود، ينتظر وصول بريت ماكغورك مستشار الرئيس الأميركي جو بايدن لشؤون الشرق الأوسط اليوم الخميس إلى اسرائيل بعد محطة له في القاهرة حيث يتواجد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية منذ الثلاثاء.

وتبدي الأسرة الدولية مخاوف حيال نحو 1.5 مليون شخص يحتشدون في مدينة رفح الواقعة عند الحدود المغلقة مع مصر.

ونفذ الطيران الإسرائيلي خلال الليل عشرات الغارات على رفح كما استهدفت خان يونس المجاورة بعمليات قصف أيضا.

وقال رامي الشاعر (21 عاما) الذي نجا من القصف في رفح "استيقظت على صوت انفجار ضخم مثل الزلزال، نار ودخان وانفجارات وغبار في كل مكان. سقط جزء من سقف منزلنا وامي اصيبت، واخي محمد وعبد الله واختي مريم اصيبوا واخرجناهم من تحت الردم".

وأضاف "طوال الليل قصف دبابات وغارات، أهلكوا رفح. اليهود يريدون تهجير الناس من رفح ويحضرون للهجوم البري".

وفي هذه المدينة أدى القصف إلى تدمير جامع الفاروق الذي لم يبق منه سوى المئذنة وروى محمد أبوخوصة النازح من خان يونس إلى رفح "عند منتصف الليل فجأة وردنا اتصال بإخلاء المكان. استهدفوا الجامع بصاروخين".

وإزاء الحصيلة البشرية المتنامية، بدأت مباحثات جديدة في شأن خطة أعدتها قطر والولايات المتحدة ومصر، تنص "المرحلة الأولى" منها على هدنة مدتها ستة أسابيع تترافق مع تبادل رهائن مع معتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية وإدخال كمية كبيرة من المساعدات الإنسانية إلى غزة.