إحراق تمثال لسليماني في شهركرد يعكس كرها للرموز العسكرية
طهران - أضرم مجهولون النار في تمثال في جنوب غرب إيران للجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس الذي قتل في غارة أميركية في مطلع عام 2020، رُفِع الأربعاء تزامنا مع إحياء الجمهورية الإسلامية الذكرى السنوية الثانية لمقتل أبرز قادتها العسكريين، وفق ما أفادت وسائل إعلام محلية الخميس.
وتشير هذه الواقعة التي جدت في مدينة شهركرد أو مدينة الأكراد، إلى حالة الاحتقان الكامن في عدة مناطق إيرانية تعاني التهميش والتمييز على أساس عرقي ومذهبي.
وسبق أن جدت حوادص مماثلة في العامين الماضيين حيث أحرق مجهولون عدد من ملصقات قاسم سليماني في إيران.
وفي العام الماضي حكم محكمة إيرانية بالسجن على 3 شبان من مدينة بانه، بكردستان إيران لمدة 16 عاما و7 أشهر لإشعال النار في لافتة لقاسم سليماني.
ولم يتضح على الفور الأسباب التي دفعت لإحراق تمثال سليماني لكن هناك حالة كره كامنة للرموز العسكرية الإيرانية في بعض المناطق التي تعرضت مرارا للقمع من قبل الحرس الثوري وميليشياته.
وأوردت وكالة إسنا للأنباء أن "تمثال اللواء الذي تم كشف النقاب عنه صباح أمس (الأربعاء) في حضور الأهالي ومسؤولين في شهركرد (مركز) محافظة تشهارمحال وبختياري، تم إحراقه خلال الليل بعمل مشين ارتكبه أفراد مجهولون".
وقضى سليماني القائد السابق لفيلق القدس الموكل العمليات الخارجية في الحرس الثوري وأحد أبرز مهندسي السياسة الإقليمية لطهران، بضربة من طائرة أميركية مسيّرة قرب مطار بغداد في الثالث من يناير/كانون الثاني 2020. وردت طهران بعد أيام بقصف صاروخي على قاعدتين عسكريتين في العراق يتواجد فيهما جنود أميركيون.
ومنذ عملية الاغتيال التي أكد الرئيس الأميركي حينها دونالد ترامب أنه أمر بتنفيذها، نصبت السلطات الإيرانية تماثيل تجسّد سليماني في عدد من المدن والمناطق، تخليدا لذكراه.
وبدأت إيران اعتبارا من الجمعة، أسبوعا من نشاطات إحياء ذكرى مقتل سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي أبومهدي المهندس، مع ثمانية من مرافقيهما، بالضربة الأميركية.
واعتبرت وكالة الأنباء والتلفزيون الإيرانية عبر موقعها الالكتروني "إيريب نيوز"، أن إضرام النار هو "عمل وقح ومشين بحق تمثال رفع في الذكرى الثانية" لمقتل سليماني.
ونقلت "إسنا" عن إمام الجمعة في محافظة تشهارمحال وبختياري، حجة الإسلام محمد علي نكونام، قوله إن "هذه الجريمة التي ارتكبت بشكل جبان تحت جنح الظلام"، تشبه "الجريمة التي ارتكبت أيضا في الليل" قرب مطار بغداد، في إشارة إلى اغتيال سليماني فجرا بضربة من طائرة مسيّرة أميركية.
وشارك مئات آلاف في تشييع سليماني في مشاهد لم تعرفها الجمهورية الإسلامية منذ وداع مؤسسها آية الله الخميني في العام 1989، عكست الهالة التي تمتع بها القائد العسكري في حياته، واستمرت بعد اغتياله من خلال إبراز رمزيته كشخص يتوحّد الإيرانيون حوله.
وبدأت الجمهورية الإسلامية منذ الجمعة إحياء ذكرى سليماني بسلسلة نشاطات، من المقرر أن تختتم غدا الجمعة بعرض لـ"قدرات إيران الصاروخية".