إخوان اليمن يدفعون مفاوضات جدّة للفشل

مسؤولون يمنيون يطلقون تصريحات متضاربة حول المشاركة في اجتماع جدة للتفاوض مع المجلس الانتقالي بين تأكيد انطلاق حوار غير مباشر مع وفد الانتقالي ورفض معلن لأي حوار معه.

إخوان اليمن يُلغّمون مفاوضات جدّة بالاشتراطات
مواقف ملتبسة لوفد الإصلاح وحكومة هادي من مفاوضات جدّة
وفد حزب الإصلاح والحكومة يقبل بحوار جدّة ويرفضون المشاركة فيه!

جدّة (السعودية) - أطلق مسؤولون يمنيون اليوم الأربعاء تصريحات متناقضة حول المشاركة في الحوار الذي تستضيفه مدينة جدة ودعت له السعودية لإنهاء الاقتتال بين قوات الشرعية وميليشيات حزب الإصلاح الاخواني من جهة وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي من جهة ثانية.

وكان وفد الانتقالي برئاسة رئيسه عيديروس الزبيدي قد وصل قبل يوم إلى جدّة تلبية للدعوة السعودية وحرصا منه على السلام، لكن المتحدث باسم الحكومة اليمنية راجح بادي وأيضا وزير الداخلية أحمد الميسري وهو من أبرز ممثلي وفد حزب الإصلاح، قال إنه لا وجود لأي شكل من أشكال الحوار حتى الآن مع المجلس الانتقالي الجنوبي.

وفي وقت سابق الأربعاء، شدد الميسري على رفض الحكومة الحوار مع المجلس الانتقالي الجنوبي "تحت أي ظرف كان"، مؤكدا أن التفاوض لن يكون إلّا مع الإمارات "إن أرادت".

وفي المقابل قال مسؤول آخر لوكالة رويترز طالبا عدم الكشف عن هويته، إن مسؤولين من الحكومة بدؤوا محادثات غير مباشرة مع وفد المجلس من خلال الجانب السعودي.

وأضاف بحسب المصدر ذاته أن "الموقف صعب للغاية ومعقد لكننا نتمنى تحقيق بعض التقدم"، فيما ذكرت مصادر أن حزب الاصلاح الاخواني رفض التفاوض مع وفد المجلس الانتقالي، مشددا على الاكتفاء فقط بمحاورة الإمارات الشريك الرئيسي في التحالف العربي.

وتسلط هذه التناقضات في المواقف والتصريحات حالة الإرباك والخلافات داخل الحكومة اليمنية وحليفها حزب الاصلاح. كما تؤشر على دفع اخواني لإفشال المفاوضات التي تستهدف بالأساس احتواء تداعيات التصعيد الأخير في جنوب اليمن.

شرعية هادي تآكلت على وقع هيمنة الاخوان وارتهان قراراته
شرعية هادي تآكلت على وقع هيمنة الاخوان وارتهان قراراته

وكان المجلس الانتقالي قد رحب منذ البداية بالجهود السعودية الإماراتية للتهدئة منذ اليوم الأول للمواجهات، معلنا التزامه بوقف إطلاق النار الذي سرعان ما انهار على وقع محاولة خلايا الإخوان والقوات الحكومية اجتياح عدن وعدد من مدنها.

وأفشلت قوات الحزام الأمني التابعة للمجلس الانتقالي تلك المحاولة واستقدمت تعزيزات لتحصين المدينة الساحلية من أي محاولة اجتياح أخرى من دون أن تتخلى عن مبدأ الحوار الذي دعت له المملكة لاحتواء التوترات بجنوب اليمن.

وكانت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية سبأ قد نقلت عن راجح بادي قوله "إن وجود قيادات الدولة في مدينة جدة يأتي في سياق توجيهات الرئيس عبدربه منصور هادي وضمن التواصل المستمر مع قيادة المملكة العربية السعودية للوقوف على أحداث التمرد الأخيرة بعدن وبعض المحافظات الجنوبية والتي وصلت ذروتها بقصف الطيران الإماراتي لمواقع الجيش الوطني في عدن وأبين" وهي المزاعم التي ساقتها حكومة هادي والإخوان قبل أيام ضمن حملة افتراءات سرعان ما تهاوت بالحجة والبرهان بعد أن أثبتت أبوظبي أن القصف استهدف مجموعات متطرفة إرهابية شكلت تهديدا لقوات التحالف العربي.

وبعد أيام قامت نفذ تنظيما القاعدة والدولة الإسلامية هجومين على قوات المجلس الانتقالي في عدن استهدف إرباك الوضع الأمني بعد أن بسطت قوات الحزام الأمني سيطرتها على المحافظة وبدأت حملة تعقب لخلايا الاخوان.  

وتابع المسؤول اليمني "الحكومة وهي ترحب بدعوة الحوار التي وجهتها السعودية، توضح عدم وجود أي شكل من أشكال الحوار حتى الآن"، مضيفا "أن الثوابت الوطنية وسلامة ووحدة الأراضي اليمنية ليست محل مساومات أو نقاش".

وأمس الثلاثاء وصل وفد المجلس الانتقالي الجنوبي إلى مدينة جدة السعودية، استجابة لدعوة الخارجية السعودية للحوار مع الحكومة اليمنية.

ويعد وصول وفد الانتقالي لمدينة جدة الثاني بعد ذلك الذي جرى في 20 أغسطس/آب الماضي ومغادرته بعد يومين من دون أي حوار مع الحكومة اليمنية.

وتشهد المحافظات اليمنية الجنوبية حاليا، اشتباكات بين قوات المجلس الانتقالي وقوات حزب الإصلاح المنضوية تحت القوات الحكومية.